تحرير القنطرة شرق
تحرير القنطرة شرق


نصر أكتوبر | معركة القنطرة شرق.. قصة تدمير أقوى نقاط خط بارليف

أسامة حمدي

الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 01:17 م

معركة القنطرة شرق من أقوى المعارك التي خاضها الجيش المصري منذ اندلاع حرب 6 أكتوبر على طول خط بارليف، وأكثر البطولات الخالدة في الذاكرة التاريخية والعسكرية لمصر، حيث استمرت يومين كاملين ليتمكن بعدها أبطالنا من تحرير المدينة بالكامل ودك حصون العدو المنيعة.

وتمكنت الفرقة 18 مشاة من تدمير الحصون الإسرائيلية التي كانت تُعد من أقوى حصون خط بارليف، وذلك بعد أن حاصرت القوات المصرية مدينة القنطرة شرق داخليًا وخارجيًا، ثم دارت المعركة بينها وبين قوات العدو، وانتهت بتحرير المدينة، والاستيلاء على كمية كبيرة من أسلحتها ودباباتها، بالإضافة لأسر 30 جنديا إسرائيليا، كان كُل ما تبقى من قوات العدو في المدينة بعدما أعلنت استسلامها.

اقرأ أيضا: نصر أكتوبر| أول صورة لرفع العلم المصري على أرض سيناء

ومع انطلاق لحظة الصفر ظهر يوم السادس من أكتوبر، بدأت الفرقة 18 مشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي برصد ما يجري على الضفة الشرقية في قطاع الفرقة ومسرح العمليات المنتظر لعمليات الفرقة في القنطرة شرق؛ حيث كانت أمام الفرقة 7 نقاط حصينة لخط بارليف في المسافة المواجهة للفرقة، والتي تبلغ 37 كيلومترا بينما مواجهة مدينة القنطرة شرق تبلغ 18 كيلومترا وتحميها 4 نقاط حصينة قوية ويبلغ عمق مسرح العمليات 15 كيلومترا، وهى المسافة التي تحميها قوات الدفاع الجوي ضد أية هجمات جوية إسرائيلية.

وبدأت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، في اقتحام وعبورالقناة.

اقرأ أيضا: الجندي البطل «علي محمد محمد سرور» يروي ساعات النصر في حرب أكتوبر| خاص

فتح وتمهيد أول ممر أوفتحة في الساتر الترابي

وجاءت البشرى سريعة في الساعة الخامسة و10 دقائق مساء يوم 6 أكتوبر بفتح وتمهيد أول ممر أوفتحة في الساتر الترابي شرق القناة في مواجهة الجيش الثاني الميداني في نطاق الفرقة 18 مشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق ليبدأ بعدها إقامة الكوبري المواجه لها.

وتوالى بعدها فتح الثغرات وبدأ تركيب كباري العبور في نطاق الجيش الثاني الميداني وفي نطاق الجبهة كلها ورغم تدمير الكوبري الذي تم تركيبه أمام القنطرة شرق فقد قامت وحدات الفرقة بالعبور على المعديات، وكان لديها على الضفة الشرقية للقناة ليلة 7 أكتوبر وحتى صباح يوم 7 أكتوبر ثاني أيام المعركة لواء مدرع التحق بوحدات المشاة التي عبرت على المعديات والقوارب المطاطية والمركبات البرمائية.

وفي الوقت الذي كان يتم فيه فتح الثغرات وإقامة الكباري كانت قوات الفرقة 18 مشاة تعبر القناة وتنفذ الخطة الموضوعة "الهجوم بأكبرسرعة ممكنة" على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة للهجوم على القوات الإسرائيلية بالمدينة وماحولها وبمواجهة 18 كيلومترا ومهاجمة النقط الحصينة التي تحمي مدينة القنطرة شرق.

قوط أول نقطة حصينة النقطة في خط بارليف

وكانت النتيجة سقوط أول نقطة حصينة النقطة رقم (1) في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني ليرتفع عليها العلم المصري.

وبعدها استمر تنفيذ الخطة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقط الحصينة الثلاث الأخرى التي تحمي المدينة ثم سقطت النقطة الرابعة، وحاصرت المدينة من الخلف لمواجهة أية قوات إسرائيلية قادمة من عمق سيناء ليوقف تقدمها، ويمنعها من التقدم إلى المدينة وإجبارها على الانسحاب أو الفرار إلى عمق سيناء في الشرق.

وبدأت بشائر النصر مع سقوط أول نقطة حصينة في الساعة الثالثة تماما في أقل من نصف ساعة منذ لحظة العبور، واستمرت القوات المصرية في القتال.

وحرص العميد فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية تتعامل مع القوات الإسرائيلية داخل المدينة وخارجها وفي النقط الحصينة والقوات الاحتياطية الإسرائيلية التي كانت مخصصة لنجدة القوات الإسرائيلية بالقنطرة شرق، وتم حصار المدينة بعد 35 دقيقة فقط أى قبل الساعة الرابعة ظهرا رغم الهجمات المضادة التي كانت تقوم بها القوات الإسرائيلية في محاولة لاستعادة المدينة من أيدى القوات المصرية، واستمرت القوات المصرية في التمسك بالمدينة حتى آخر ضوء عند غروب شمس يوم 6 أكتوبر 1973؛ حيث أحكمت سيطرتها على المدينة من جميع الجهات.

معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية

وخاضت الفرقة المصرية المكلفة بتحرير مدينة القنطرة شرق معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية التي حاولت التمسك بمواقعها، بعد سقوط الحصون الثلاثة وحصار الحصن الرابع، ثم استولت القوات المصرية على جزء من الحصن، وتمسكت به حتى سقط الحصن مع أول ضوء صباح يوم 7 أكتوبر 1973.

وتقدمت القوات المصرية إلى جنوب الحصن بمسافة 3 كيلومترات، وبعد أن خسرت القوات الإسرائيلية 37 دبابة ولم يتبق لها سوى 4 دبابات، وحاولت القوات الإسرائيلية أن تستخدمها كرأس حربة لفتح ثغرة لاقتحام الحصن ولكن القوات المصرية دمرت الدبابات الأربع الإسرائيلية لتحكم سيطرتها على مدينة القنطرة شرق وتفشل جميع المحاولات الإسرائيلية في استعادتها، وتستمر القوات المصرية في تنفيذ بقية المهام ليتم تحرير القنطرة شرق تماما وفي القلب منها مدينة القنطرة شرق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة