العميد متقاعد يسري عمارة وفي الإطار عساف ياجوري
العميد متقاعد يسري عمارة وفي الإطار عساف ياجوري


«يوم بكت فيه تل أبيب».. أسرار اصطياد أشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر

صابر سعد

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 02:54 م

حرب مباغتة شنتها مصر في السادس من أكتوبر عام 1973، لاستعادة أراضيها المحتلة من براثن العدو الإسرائيلي، أفقدته صوابه وهزت كيانه وزلزلت الأرض من تحته، حتى وصف البعض ما لاقاه العدو من أهوال بأنها «من مشاهد يوم القيامة».

 

سريعًا؛ استعادت مصر أغلى بقعة من أراضيها، ولم يصدق العدو الإسرائيلي ما جرى، فأصبح يقلب كفيه على ما حدث في تلك الحرب، لكنه قرر أن يرد بهجمات لكن سرعان ما أدرك أنها واهية وبلا أنياب.

 

معركة الفردان

إحدى الهجمات الهوجاء التي دفع العدو الإسرائيلي ثمنها غاليًا، كانت في يوم 8 أكتوبر، لكن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني الميداني، لم تستطع صد هذا الهجوم الذي شنه اللواء 190 مدرع الإسرائيلي فحسب، بل تمكنت من تدمير كل دباباته.

 وفي تلك المعركة التي سُميت بـ«الفرادان» تم أسر العقيد عساف ياجوري، قائد اللواء 190 مدرع، الذي يعد أشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر المجيدة، والذي لاقى ردود فعل مشيدة بعبقرية الجيش المصري الذي اتضح فيما بعد أنه لا يُقهر.

تدمير دبابة عساف ياجوري

بدوره تحدث محمد إبراهيم المصري، الحاصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية، الذي دمر للعدو الإسرائيلي 26 دبابة، إحداها كانت دبابة القائد الإسرائيلي الأسير عساف ياجوري.

وقال «المصري»: «كانت المهمة واضحة قطع الطريق على أية مدرعات للعدو ومنعها من الاقتراب من قواتنا أو السير في اتجاهها، وبدأت أتعامل مع الدبابات بثقة وبهدوء وكانت ثقتي بالله تملأ كياني وأنا أرى دبابات العدو تتساقط أمام عيني واحدة وراء الأخرى، ومنها واحدة اتضح أنها دبابة عساف ياجوري لكنه لم يكن يعرف أنها دبابته لا سيما وأنها كانت مميزة عن غيرها من الدبابات وإنما الذي أسر ياجورى هو النقيب يسرى عمارة».

 

عساف ياجوري يؤدي التحية العسكرية لـ«المصري»

وأشار محمد المصري، إلى أنه عندما عاد إلى المعسكر، فوجئ بشخصين يصطحباه إلى مكتب العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة، وعندما وصل إلى مكتب «أبو سعده» وجد عنده شخصًا مكبل اليدين يجلس على كرسي وتبدو عليه مظاهر الانكسار، فإذا به العقيد عساف ياجوري طالبًا رؤية الجندي الذي دمر دبابته، وعندما رأى الأسير الإسرائيلي،  محمد إبراهيم المصري، قام وأدى التحية العسكرية له.

 

عساف ياجوري.. في الأسر

وعن تفاصيل أسر عساف ياجوري قال العميد يسري عمارة أحد أبطال حرب أكتوبر والملقب بـ«صائد الأسرى»: «يوم 8 أكتوبر 1973 وصلت معلومات لقائد الفرقة أن إسرائيل سترسل قوات لكي تجبرنا على العودة إلى الغرب، واستطعنا تدمير ثلثي لواء مدرع في أقل من نصف الساعة».

وعلى الرغم من إصابة «عمارة»، إلا أنه تحامل على نفسه حتى تمكن من أسر القائد العسكري الإسرائيلي الذى لم يكن يعرفه شخصيا حتى عاد به إلى الضفة المصرية، وعن هذا قال: «كنا عاملين مجزرة دبابات وبنعد خسائرهم، بس لقيت دم في هدومي، ولقيت عساف نايم وراء بقايا أسفلت، رميت بندقيتي ونزلت جري عليه حوالي 20 مترا، وحضنته وضربته ونزلت بيه في الرمل وأسرنا 4 خفراء صرخوا علينا حتى لا نقتلهم».

عساف ياجوري يختبئ في حفرة !

وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسي رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973: «كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجوري، وهي إحدى الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له 30 دبابة خلال معركة دامت نصف الساعة».

وواصل حديثه قائلا: «لم يكن أمام عساف ياجوري إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية، وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب».

من المصري الذي طلب عساف ياجوري مقابلته بعد أسره ؟

وبُعيد أسره، قال عساف ياجوري في حديث للإذاعة المصرية، إن المهمة التي كان موكولا بها هي التصدي للقوات المصرية المتواجدة في القطاع المركزي في سيناء، معترفًا بتدمير القوات المسلحة المصرية لعدد كبير من الدبابات في الوحدة التي كان قائداً لها، بما فيها  الآلية العسكرية التي كان متواجداً فيها.

وحكى الأسير عساف ياجوري تفاصيل أسره قائلا: «كانت هناك إصابة مباشرة في الآلية العسكرية التي كنت أقودها ونشبت النيران فيها فقمت بإنقاذ الطاقم ولم أتمكن من إنقاذ نفسي».

يوم الإثنين الأسود 8 أكتوبر.. بقلم عساف ياجورى

كتب عساف ياجوري مقالا في صحيفة معاريف الإسرائيلية عام 1975 قائلا: «بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلني حجم الخسائر التي وقعت في صفوفنا، ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا».

واختتم مقاله قائلا: «حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم ؟».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة