وثيقة من الأرشيف الإسرائيلى بعد تعرض بعض فقراتها للكشط
وثيقة من الأرشيف الإسرائيلى بعد تعرض بعض فقراتها للكشط


سنة على هزيمة «يوم الغفران»

الوثائق المحظورة تفضح المسكوت عنه فى إسرائيل

هالة العيسوي- محمد نعيم

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 07:12 م

على مدى نصف قرن حملت الدولة العبرية آلام الهزيمة التى لحقت بها فى حرب «يوم كيپور» على يد المصريين. فى هذا العدد الخاص تقدم «الأخبار» كشفًا مهمًا عن زيف الوثائق الإسرائيلية المعلنة، وحقيقة حجب الوثائق التى تؤكد هزيمتها العسكرية فى تلك الحرب، كما تعرض تصريحات طازجة لهنرى كيسنچر وزير الخارجية الأمريكى إبان الحرب، تفصح عما أمسكت عنه قريحته الدبلوماسية، وتقدم الحكاية الحقيقية لفيلم «الرصيف» على لسان بطل القصة الواقعى، وحكاية ضابط مصرى كشف ألاعيب أريئيل شارون.

شكك مراقبون فى نزاهة إفراج الأرشيف الإسرائيلي عن وثائق حرب أكتوبر 73، لاسيما فى ظل «الانتقائية المتعمدة»، التى لاحت بقوة مع تدشين وزارة الدفاع الإسرائيلية موقعًا إلكترونيًا، يستعرض ما وصفه بـ«أرشيف وثائق حرب يوم الغفران»؛ فبتحليل مضمون الموقع ووثائقه، تتضح مدى رغبة إسرائيل فى «غسل أدمغة» أجيال إسرائيلية تؤمن بميراث الآباء والأجداد الذى يحرض على كراهية المسؤولين عن الهزيمة، وتنكيل المصريين بجنود إسرائيل وقادتها فى رمال سيناء.

لعل شهادة صحيفة «هاآرتس» فى صراعها المحموم مع الأرشيف الإسرائيلى والقائمين عليه، تزيح الستار عن حقيقة المؤسسة، إذ يرى أكثر من مقال فى الصحيفة العبرية، أن ما يسمى بـ«أرشيف الأمن القومى الإسرائيلى» استحال فعليًا إلى ساحة مهترئة، تخرج منها الوثائق في أحيان كثيرة مقابل الرشاوي، أما ما يتحرر من محبسه تحت ضغط من هنا أو هناك، فلا يسلم من الكشط والتشويه والحذف بداعى «المصالح العليا».

ويصر الأرشيف الإسرائيلى على إخفاء دراسات بعينها، تثبت «فضائح» إسرائيل فى حرب أكتوبر؛ فرغم مرور 50 عامًا على انتصار المصريين، يرفض الأرشيف الإفراج عن دراسة للباحث الإسرائيلى المخضرم يوئيل بن بورات، المعروف بلقب «أبوالتحذيرات» من حرب أكتوبر؛ ففى مايو 1988، أنهى إعداد الدراسة التى استغرقت منه عامين، تحت عنوان «مفاجأة يوم الغفران: معلومات، مقتطفات، تحليل، واستنتاجات»، لكن الأرشيف يرفض الإفراج عنها حتى الآن. الغريب أن ابن بورات كان عميدًا فى وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة برقمها الكودى 8200 إبان حرب أكتوبر 73، وتلقى تكليفًا بإعداد الدراسة بعد سنوات من الحرب، لاسيما وأنه كان قائدًا لوحدة التنصت الاستخباراتية.

ما يُفرغ وثائق الأرشيف الإسرائيلى المفرج عنها من نزاهة المضمون، هو عزوف أكثرية الباحثين والمسؤولين الإسرائيليين أنفسهم عن الاستعانة بها فى إعداد المؤلَّفات والدراسات ذات الصلة بحرب أكتوبر 73، وجاء فى طليعة هؤلاء عاموس عيران، مساعد سفير إسرائيل لدى واشنطن قبل حرب أكتوبر إسحاق رابين، الذى اعترف بتجميع وثائق بالغة الأهمية تتعلق بالحرب ذاتها بعيدًا عن الأرشيف الإسرائيلى، وقال فى حوار لصحيفة «هاآرتس» إنه بصدد إدراج وثائقه الخاصة فى مؤلف جديد يخص حرب 73.

ويعترف الصحفي الإسرائيلي المشارك في حرب أكتوبر ديفيد هاليفى بأن رئيسة الوزراء جولدا مئير حاولت وهي على فراش الموت «تطهير سمعتها» من المسؤولية المنفردة عن الهزيمة فى حرب أكتوبر، فأمدته بكم هائل من الوثائق بالغة السريَّة، وأمرته بتصنيفها ونشرها على حلقات أو فى مؤلف خاص، لكنه ارتعد رعبًا بعد مطالعة جانب قليل جدًا من الوثائق، وخوفًا على حياته سلمها إلى مسؤولى جهاز الأمن العام الـ«شاباك»، الذين تحفظوا عليها حتى اليوم، حسب فيلم تسجيلى لقناة «كيشت 12» الإسرائيلية تحت عنوان «يوميات جولدا - أصبح مسموحًا بالنشر».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة