عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

قصة «أكتوبر» الخالدة

عمرو الديب

الأحد، 08 أكتوبر 2023 - 09:20 م

سرى نداء الكرامة فى شرايين الملايين الذين شعروا أن مرارة المهانة أفدح من أن تتحملها النفوس، فتجمعت الإرادات، واحتشدت العزائم وراء هدف وحيد، وخلف حلم متفرد..

إزالة وصمات العار من فوق الجباه التى لطالما توضأت بالتضحية والإيثار، وقررت جموع هذا الشعب الأبى أن تمضى إلى نهاية المطاف نحو الكرامة مهما كلفها ذلك من معاناة مضنية، ومشقة بالغة،وحرمان أليم، وجهود خارقة فميزان القوى مائل بوضوح لصالح المغتصبين الخصوم الجشعين، والدنيا منشغلة بأطماعها، ورفاهيتها وتفاهاتها، ونحن وحدنا  نقف على بداية الطريق، وفى يدنا الحلم والإمكانات المتواضعة، ولكن عدالة قضيتنا، وشجاعة موقفنا، ومؤازرة الأشقاء المخلصين، ومشاركة الأخوة السوريين فى معركة الكرامة بدا كل ذلك ظهيراً لنا، هكذا بدأت القصة قبل وصولها إلى ذروة أحداثها، وتصاعد تطوراتها،  وشخصيات القصة الخالدة يبلغون الملايين من المتعطشين إلى قطرات الكرامة، والاغتسال فى عين الخلاص، فصفعات الانكسارطالت الجميع، ولم تدع أحدًا لم تهنه أو تلطخ بالخزى هامته، وبرزت فى أفق القصة وجوه مستبشرة تمثل قادة حرب أكتوبر، وصناع الانتصار العظيم، وإلى جوارهم بدت ابتسامات آلاف المقاتلين الأشداء الجسورين، وفى خلفية المشاهد ظهرت ملايين الوجوه من أبناء هذا الشعب على اختلاف مراحلهم السنية، وأجيالهم الوفية، فقد حاربوا كلهم جميعا حقا، تحملوا الحرمان الطويل، ولم يهنوا، ولم يحزنوا، ولم يتبرموا، ولم يسخطوا، بل تحملوا بشجاعة ونبل شظف العيش، وضيق الحال فى سبيل تحقيق حلم أمة، ورجاء وطن من علينا الإله به موفقا جهودنا مسددا خطواتنا متقبلا دماء شهدائنا، وجاء النصر العظيم، ونجح العبور المجيد، وما تلته من قفزات وعلت الأصوات المبتهجة تكبر باسم الله، وتخلد قصة أكتوبر وتخط سطورها على جبين الزمان، وترسم ملامحها المضيئة الباسمة على أفق العصور، لتلوح دائمًا للأجيال تلهمهم فى كل أوان، وتمنحهم نبض حيوتها وخصوبتها وخلودها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة