دمار في غزة
دمار في غزة


استراتيجيون ونواب يردون على الدعوات الإسرائيلية:

«تراب مصر» خط أحمر.. و«دعوات النزوح» إلى سيناء «مخطط صهيونى»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 10:46 م

أثارت التصريحات التى خرجت من جيش الاحتلال الإسرائيلى ناصحًا أهالى غزة بالنزوح لسيناء للهروب من الحرب، غضب الأوساط المصرية واصفين إياها بأنها مخططات صهيونية لتحقيق حلمهم القديم وأن القيادة السياسية لن تسمح بذلك وستقف لها بالمرصاد.

جاءت تلك التصريحات الإسرائيلية في أعقاب بدء العملية العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي ومستوطنات غلاف غزة، والتي انطلقت بدءًا من يوم السبت 7 أكتوبر، والتي شنت هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

إقرا أيضا| «حكومة الحرب الإسرائيلية».. ماذا يعني تشكيلها وما هي صلاحياتها؟ | تقرير

الشعب المصرى يرفض المساس بالحدود

فى البداية عبر الخبير الاستراتيجى اللواء سمير فرج، عن استيائه من الدعوات العبرية فى الفترة الأخيرة والتى تحث الفلسطينيين فى قطاع غزة على النزوح إلى سيناء تحت شعار النجاة من المعركة، وشدد على أن الشعب المصرى بكل أطيافه يرفض المساس بالحدود المصرية وظهر ذلك منذ الإعلان عن تلك الأمانى.

وأكد أنه على الفلسطينيين أن يحافظوا على كل شبر من أراضيهم والدفاع عنها وعدم تركها للعدو، وأن الجانب الصهيونى يريد تطبيق تلك الفكرة بنقل أهالى غزة لسيناء وهذا معناه موت القضية الفلسطينية وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى يبحث الآن عما يحفظ ماء وجه الكيان الصهيونى، والحفاظ على منصبه الذى زلزل من تحت قدميه بعد العملية الفلسطينية.

وأوضح أن هذه العملية أثبتت فشل الجيش الإسرائيلى واستخباراته فالهجوم الفلسطينى الذى فاجأ الجميع كان جوًا وبحرًا وبرًا فأين كان جيش الدفاع الإسرائيلى من كل هذا بالرغم من الهالة الإعلامية حوله وحول أجهزة استخبارات الدولة العبرية.

وأوضح أن المسألة هذه المرة مختلفة؛ فمصر بها العديد من اللاجئين وتحتضن من عدة جنسيات كالسوريين والسودانيين ولكن الوضع هنا مختلف لأن الكيان الصهيونى يريد إزاحة اهل الأرض الأصليين بلا رجعة وتفريغ القضية من مضمونها بلا رجعة.

لا يستطيع أحد أن يزايد على عروبتنا

من جانبه يقول الخبير الأمنى اللواء محمد نور الدين : لا يستطيع أحد أن يزايد على عروبتنا وعلى تضامنا مع القضية الفلسطينية منذ بدايتها ،ولكن يجب أن نعى جيدا حجم المخاطر و التهديدات التى تواجهنا فى هذا التوقيت الصعب و أن نتصرف بحذر حرصا على وطننا و حفاظا على أمننا القومى، خاصة وأن المشهد الحالى يحمل فى طياته العديد من التساؤلات والتى تحمل إجاباتها العديد من علامات الاستفهام ،خاصة و أنه تم خلال الأيام الماضية التلميح عدة مرات من الجانب الإسرائيلى بأن الرد على غزو سيكون قاسيا مما سيترتب عليه نزوح أهلها إلى سيناء وهو أمر مرفوض تماما وعلى كافة المستويات.

ويشير إلى ضرورة أن يقوم الإعلام خلال الفترة الحالية ومن خلال كافة وسائله بتوضيح الصورة كاملة للجمهور بكافة التفاصيل على لسان مصادر متخصصة وموثوقة ،حتى يتم زيادة الوعى للجميع وتوضيح أن بعض الأطراف الخارجية تحاول الزج باسم مصر فى هذه الأزمة من أجل تحقيق أغراض أخرى ليس منها حل القضية الفلسطينية.

تحقيق الأهداف و المخططات

ويؤكد الخبير الأمنى اللواء فاروق المقرحى أن قوى الشر حاولت منذ سنوات ماضية ولازالت تحاول حتى هذه اللحظة استغلال أى أحداث أو أزمات خارجية من أجل تحقيق الأهداف و المخططات الخاصة بها ،ولكن هذا الأمر لن يجدى نفعا؛ لأننا جميعا أصبح لدينا من الوعى ما يكفى لقراءة المشهد بالصورة الصحيحة .

وإن كان يجب أن يتم التأكيد على ذلك للأجيال الحالية التى لم تشهد مثل هذه الاحداث فى السنوات الماضية فيجب سردها على لسان مصادر موثوقة لتتعرف هذه الأجيال على المخططات و المخاطر التى ترسمها قوى الشر من أجل زعزعة أمن و استقرار مصر ،خاصة وأنها ليست المحاولة الأولى ففى عام 2008 تكرر نفس السيناريو على يد جماعة الإخوان الإرهابية ولكن تصدى له وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الفتاح السيسى الذى تصدى لهذا المخطط و الذى كان يستهدف أرض سيناء واستطاع حمايتها من مخططهم فى ذلك الوقت.

حقوق الشعب الفلسطينى

في نفس السياق يقول محمد عبد الرحمن راضى، أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى شهد توتراً متصاعداً فى الأيام الماضية، مع استمرار إسرائيل فى انتهاكاتها للقانون الدولى وحقوق الإنسان، واستمرار المقاومة الفلسطينية فى دفاعها عن حقوق الشعب الفلسطينى، وفى ظل هذا الوضع المتأزم، يبرز خيار السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين كسبيل حقيقى لتحقيق الأمن للشعب الإسرائيلى.

ويشير إلى أن السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين وإقامة دولتين مستقلتين، واحدة عربية وواحدة يهودية، على الأراضى الفلسطينية التاريخية، يضمن للطرفين أولا الشعب الفلسطينى حق تقرير مصيره والسيادة على أرضه وفى نفس الوقت يضمن للشعب الإسرائيلى حق الأمن والعيش فى سلام. ويضيف أن إسرائيل لن تنعم بالأمن مادام لم يتوصل الطرفان لمعادلة لتحقيق السلام العادل والشامل ويؤكد أنه مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية سيظل هناك تهديدًا دائمًا لأمن إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك فإن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولى وحقوق الإنسان تتسبب فى زعزعة استقرار المنطقة، مما يشكل تهديدًا لأمن إسرائيل أيضًا.

ويوضح أن مصر كانت ولا تزال تلعب دورًا محوريًا فى دعم القضية الفلسطينية فمصر أول دولة عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ناهيك عن أنها كانت الضامنة لاتفاقية أوسلو عام 1993. ويشير إلى أنه من المهم فى ظل هذه التوترات المتصاعدة ، رفع وعى الشعب المصرى بتعقيدات الموقف وحجم التهديد الذى يواجهه الشعب الفلسطينى.

ويمكن القيام بذلك من خلال برامج التوعية الإعلامية ، والتى يجب أن ترتكز على بعض النقاط المهمة وأبرزها التاريخ الطويل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، واستمرار انتهاكات إسرائيل للقانون الدولى وحقوق الإنسان ،وأهمية حل الدولتين لتحقيق السلام والأمن للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، بالإضافة الى تهديدات الاحتلال الإسرائيلى للاستقرار الإقليمى والأمن القومى المصرى. ويحذر من أن دعاوى النزوح إلى سيناء تهديد خطير للاستقرار الإقليمى والأمن القومى المصرى.

ويجب على مصر أن ترد على هذه الدعاوى بشكل حازم، من خلال التأكيد على أن سيناء جزء لا يتجزأ من الأراضى المصرية، ولن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها و أنها لن تسمح بأى تهديد لأمنها القومى. ويرى أنه يجب تكثيف الجهود المصرية والدبلوماسية الدولية لإحياء عملية السلام ،وزيادة الدعم المصرى للشعب الفلسطينى.

بما فى ذلك الدعم السياسى والاقتصادى والإنسانى، بالإضافة إلى تعزيز الوعى المصرى بالمخاطر التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى والوطن العربى من استمرار الاحتلال الإسرائيلى، واتخاذ إجراءات رادعة ضد محاولات إسرائيل انتهاك السيادة المصرية والأمن القومى المصرى.

الفكرة المغرضة والفيديوهات المغلوطة

وحول ترويج الفكرة المغرضة والفيديوهات المغلوطة التي يتم تناولها فى الوقت الحالى على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا أكدت د. ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام السابقة أن مصر دولة قوية ولا يمكن أن تفرط فى أرضها مهما حدث ، وأن ما يقال على وسائل السوشيال ميديا ما هو إلا محاولة نشر البلبلة واختلاق الأقاويل والسيناريوهات غير الصحيحة .

وأشارت إلى أنه من المؤكد أن مصر تسعى دائما لإنهاء الحرب والحفاظ على الهوية الفلسطينية والقضية فى حد ذاتها، حيث إن ما يحدث تجاه الشعب الفلسطينى يعد من أبشع جرائم الحرب ، وأن الوعى الجيد للمواطنين المصريين سيجعل التعامل مع الوضع مهم فى إطارالحفاظ على القضية الفلسطينية.

وأوضحت أهمية الدور الكبير فى نشر الوعى السليم بين المواطنين وأن يتم دحض الشائعات و الوقوف سويا من أجل الحفاظ على الأرض والعرض ، فمصر حاربت كثيرا وفقدت الكثيرين من خيرة شبابها ورجالها من أجل استعادة أرضها وأن ما يثار من شائعات ليس له أساس من الصحة بل هو محاولة من المغرضين والمحرضين على زعزعة الاستقرار للنيل من مصر.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة