د. محمد الضوينى خلال كلمته بمؤتمر كلية الزراعة بجامعة الأزهر
د. محمد الضوينى خلال كلمته بمؤتمر كلية الزراعة بجامعة الأزهر


وكيل الأزهر| التعاون بين الدول الإسلامية فرض عين لتحقيق الأمن الغذائى

الأخبار

الخميس، 12 أكتوبر 2023 - 10:36 م

أكد د. محمد الضويني، وكيل الأزهر أن تأمين الغذاء من مجالات الأمن التى عنى بها الإسلام؛ وذلك لأن الغذاء به قوام النفس وبقاؤها، وحفظ النفس أحد الضرورات الخمس التى أوجب الشارع حفظها، «بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفى الأخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع بالخسران المبين» على حد عبارة الشاطبى رحمه الله.

جاء ذلك خلال كلمته بمؤتمر كلية الزراعة بجامعة الأزهر والذى حمل عنوان «الزراعة والتحديات المستقبلية».

وأوضح أن القرآن لفت أنظار البشرية إلى أهمية الغذاء فى حياة الأمم والشعوب، وبين أنه أحد ركنى الحياة الآمنة التى تستحق الشكر، وذلك من خلال ربط الأمن الغذائى بالاستقرار؛ وقد تجلى ذلك المعنى فى سورة قريش؛ حيث أعلن الله -عز وجل- أنه امتن على قريش بنعم تستوجب شكر الله وعبادته، فقال: «الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».

وأوضح أن السنة النبوية لم تغفل الإشارة إلى أهمية الأمن الغذائى فى حياة الأمة، فقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفير القوت والغذاء أحد أركان ثلاثة من أركان الحياة الآمنة المستقرة؛ فقال: «من أصبح منكم آمنا فى سربه؛ معافى فى جسده؛ عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا».

وأشار إلى أن نقص الغذاء على مر العصور شكل تحديًا للإنسان يدفعه إلى العمل والكدح وابتكار وسائل جديدة تحاول من الإفادة من هذه الأقوات المقدرة التى وهبها لنا الخالق جل وعلا، ولم لا يكون الأمن الغذائى مطلبًا ضروريًّا وهو سبيل المحافظة على النفس التى تحمل الدين، وتصون الوطن.

وبين وكيل الأزهر أنه إذا كان عالمنا اليوم يعانى من مشكلات عديدة فى جميع مجالات الحياة فإن قضية الأمن الغذائى تأتى فى مقدمة هذه القضايا؛ وذلك نظرا لانعكاساتها السلبية وأخطارها التى تسهم فى صيانة العقائد والهويات، ومن هنا كان واجبا على الأمة الإسلامية، بل فرض عين عليها أن تتنبه لهذا الموضوع وأن تبادر لبناء جسور التعاون والتواصل والتنسيق فيما بين مؤسساتها؛ لاستثمار طاقات العالم الإسلامى وثرواته وتحقيق الأمن الغذائى فى إطار تنموى مستقل ومتكامل مبنى على أساس إسلامى بالأخذ بالأساليب العلمية والتقنية الحديثة فى العمل والإنتاج كالتزام إسلامى لضمان نجاح التنمية.

وأكد الدكتور الضوينى أن تحقيق الأمن الغذائى للبشر مطلب أساسى تعمل الدول كلها على تحقيقه، بل هدف ملح تسعى جميع الدول بأسرها إلى الوصول إليه خصوصا فى هذا الوقت الذى نشهد فيه ركودًا اقتصاديًّا عالميًّا، وتتوالى فيه الأزمات المالية التى تعصف بسلامة العالم واستقراره، وتترك خلفها ملايين الفقراء والجياع الذين يبحثون عن مصدر رزق يوفر لهم لقمة العيش والأمن؛ ومن هنا كان منهج الإسلام واضحا فى الحد من هذا الفقر الغذائي، حتى إن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بالغرس حتى وإن كان قرب قيام الساعة، فيقول: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة