الأبطال الذين ناضلوا لحرية الشعوب
الأبطال الذين ناضلوا لحرية الشعوب


ولادك يا مصر| أحمد حمدي.. موسوعة علمية عسكرية استشهد وسط جنوده

وليد علام

السبت، 14 أكتوبر 2023 - 10:55 ص

قدمت مصر عبر تاريخها الحربي على مر الزمان العديد من الأبطال الذين ناضلوا لحرية الشعوب نصرة لدينهم ووطنهم وبذلت الغالي والنفيس من خيرة رجالها؛ ومن هؤلاء بطل من أبطال ملحمة العبور في 6 أكتوبر 1973؛ والذي استشهد في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 1973، اللواء المهندس أحمد حمدي صاحب التاريخ الطويل من الإنجازات والبطولات في القوات المسلحة المصرية.

اقرأ أيضا:- نصر أكتوبر.. الدفاع الجوي يفقد إسرائيل سبعة من طائراته

20 مايو عام 1929  
شهد ذلك اليوم ميلاد البطل الشهيد أحمد حمدي، والذي كان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج الشهيد في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954.
 حصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.

وهو أحد أبطال وحدات الكباري بسلاح المهندسين، وقائدها في حرب أكتوبر 1973، ونائب مدير السلاح، أعطى لمعركة العبور كل حياته، أنشأ المعابر التي عبر عليها الجيش المصري من الغرب إلى الشرق، عبر مع الجيش من الهزيمة إلى النصر. 

حرب 1956:

شارك البطل الشهيد أحمد حمدي في حروب 1956 والاستنزاف وأكتوبر وشهد له جميع زملائه وقادته بنبوغه وعبقريته، حيث كان موسوعة علمية هندسية عسكرية في الميكانيكا والمعمار والتكتيك وكافة العلوم العسكرية ويتميز بعقلية صافية وذهن حاضر.

يونيو 1967:
خلال حرب يونيو 1967 أسهم بجهد كبير في التخطيط والتجهيز الهندسي لمنطقة سيناء، حيث كان وقتها نائبًا لرئيس الفرع الهندسي بالمنطقة الشرقية، وبعد صدور الأمر بالانسحاب في 6 يونيو 1967 قام بتكليف من الفريق صلاح محسن قائد الجيش الميداني بنسف المستودع الرئيسي للقوات المسلحة بسيناء الذي كان يضم كمية كبيرة من الذخيرة والوقود والأسلحة والمهمات والطعام ونسف خط أنابيب المياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء كي لا يستفيد منه العدو، كما تمكن من سحب بعض المهمات من أحد المستودعات بالشاطئ الشرقي للقناة ونقلها غرب القناة 

حرب الاستنزاف:
 
أعاد تنظيم وتجهيز الدفاعات، فهو صاحب فكرة نقط المراقبة على الأبراج الحديدية العالية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار حيث نفذ معظمها بيده واختار مواقعها بنفسه.
وفي عام 1971، كلف بإعداد لواء كباري جديد كامل وتشكيل وحداته وتدريبها لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، واستكمال معدات وبراطيم العبور بها، وتجهيز مناطق تمركزها على طول قناة السويس، وكان له فضل كبير في تحويل ساحات ومنازل إسقاط مهمات العبور التي يستغرق انشاؤها يوما كاملا إلى كباري اقتحام لا يستغرق بناؤها أكثر من بضع ساعات.

ساعة الصفر 6 أكتوبر 1973:

عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل في تركيب الكباري على القناة، وتحرّك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكباري والمعابر.

يوم الاستشهاد:

في يوم 14 أكتوبر 1973 كان المهندس أحمد حمدي يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهه بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء إلى الأنهيار وبسرعة بديهة وفدائية قفز إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر. وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أصيب بشظية متطايرة وهو بين جنوده. كانت الإصابة الوحيدة وكان هو المصاب الوحيد لكنها كانت قاتلة. ويستشهد وسط جنوده كما كان بينهم دائما.

تكريمات الشهيد:

- كرمت القيادة العليا للقوات المسلحة الشهيد، فاطلقت اسمه على أول دفعة تخرجت من الكلية الحربية بعد معارك أكتوبر 1973 في يوم 2 يناير 1974.

- أعلن وزير الحربية والقائد العام إهداء القائد الأعلى للقوات المسلحة سيف الشرف العسكري لأسرة الشهيد أحمد حمدي ومنح سيرته العسكرية نجمة سيناء من الطبقة الأولى تقديرا لبطولاته وعظمة تضحياته.

- أطلق اسمه على أول نفق يربط سيناء والسويس، وعلى مدرسة في مسقط رأسه بالمنصورة، وعلى أحد شوارع العاشر من رمضان وأحد شوارع مدينة السويس الباسلة.

- اعتبرت نقابة المهندسين يوم استشهاده يوما للمهندسين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة