السبت، 14 أكتوبر 2023 - 08:00 م

إذ «فأجة» على رأى المعلم محمد رضا امتلأت صفحات الفيس بوك بمنشور لا أحد يعلم مصدره بعنوان «تنويه» وفحواه الدعوة لأن يعلق الأصدقاء على المنشور ولو بكلمة واحدة من أجل أن تصل بوستات صاحب الصفحة إلى أكبر عدد من الأصدقاء بحجة أن إدارة الفيسبوك أصبحت تنتقى لك من تصل إليه «بوستاتك» ولم يعد يتجاوز عددهم ٢٥ شخصاً من خمسة آلاف صديق وهو الحد الأقصى الذى يُسمح لك بقبول صداقته وعلى من يطلب الصداقة بعد هذا الرقم أن يكون من المتابعين.

المهم انبرى كثيرون من اصحاب الحسابات على الفيس بوك فى نسخ المنشور ووضعه على صفحاتهم، وإذا كان من بين هؤلاء أعضاء فى حزب الكنبة يمر مرور الكرام على جميع الصفحات ولا يفكر فى دعمها حتى لو بـ «لايك» فضلاً عن أنه لا يكتب أبداً شيئاً على صفحته إلا إذا كان لديه حالة وفاة وهى المرة الوحيدة التى أراه على صفحتى.

ولا أدرى سبب حرص إدارة الفيسبوك على ألا يفوتنا واجب عزاء فتتنازل عن قواعد الخوارزميات التى وضعتها وتستثنى العزاء والمشاطرات، فتدعها تمر على جميع الأصدقاء الذين يفاجأون بما لم يخطر على بالهم من الخمسة آلاف صديق وقد ظهورا فجأة بعد مصيبة الموت التى نالت قريباً أو عزيزاً لديهم ليتحول الفيس إلى مناحة كبيرة.

ربما كان التفاعل مع الوفيات هو السبب فى انتشارها، وإذا طالعت المشاطرات لن تجد أحداً يتساءل عن موعد ومكان الجنازة أو على الأقل العزاء الذى لم يشر إليه من دوّن حالة الوفاة ، الا يعلم هؤلاء أن الدعاء بظهر الغيب أفضل كثيراً من  كلمات مجاملة يقتضيها الحال.

الغريب أن منشوراً مشابهاً طاف صفحات الفيس منذ أسابيع وكان أصحابه يحذرون إدارة الفيس بوك من استغلال بياناتهم الشخصية دون موافقة منهم وعندما سألت أحدهم ولو فعلوها هل ستقيم دعوى قضائية عليهم وفى أى مكان!!

المدهش جداً أن معظم من وضع المنشور على صفحته نصفهم فى حياتنا بالنخبة بل منهم نخبة النخبة إن صح التعبير، منهم مسئولون كبار سابقون وعدد من أساتذة الجامعات وإعلاميون وصحفيون، بعضهم من ذوى الأسماء الرنانة!!

ووسط هذا الخضم من الضبابية ظهر شعاع واحد فقط على الأقل من أصدقاء صفحتى وهو الناشط «الفيسبوكى» الموسوعى أحمد لطفى.. كتب على صفحته يشرح لنا الحكاية بأسلوبه السهل الممتنع وتحت عنوان خايف أصدمك.. مفيش أى بوست لما تعلق عليه بكلمة ح يغيرّ «خوارزميات فيس بوك» و يزوِّد عدد اللى بيشوفوك، اقرأ سياسة فيس بوك ح تعرف أكتر.

واستطرد: الناس متحمسة قوى رغم أنى أستطيع أن أؤكد أن أحداً لم يقرأ «سياسة فيسبوك» فى نشر المنشورات الأكثر تفاعلاً وأعطت للمستخدمين حرية اختيار أولوية ما يريدون ظهوره على آخر الأخبار، وأكدت أنها ليست ملتزمة بإظهار كل المنشورات لكل الأصدقاء وعليه يكون بديهياً أن يُظهر «فيس بوك» المنشورات الأكثر تفاعلاً من أى بوست.

انتهت سطور الرجل ولم ينته فرح العمدة الذى تحضره النخبة والصفوة قبل العامة من الناس.