حزن أهالي غزة بعد قصف منزلهم من الطيران الإسرائيلي
حزن أهالي غزة بعد قصف منزلهم من الطيران الإسرائيلي


من «طوفان الأقصى» إلى «السيوف الحديدية».. بحر من الأكاذيب

هالة العيسوي- محمد نعيم

الأحد، 15 أكتوبر 2023 - 10:43 م

هل كان الفشل الاستخباراتى الإسرائيلي فى توقع عملية طوفان الأقصى مقصودًا لتسويغ إخلاء غزة عبر رد فعل انتقامى، بحجة سحق حركة حماس؟ وهل سقطت الحركة فى فخ التمثيلية الإسرائيلية للوصول إلى الهدف ذلك الهدف القديم؟ كيف «تشيطن» إسرائيل المقاومة الفلسطينية وتحصد تعاطف العالم معها؟ وماهي الفوائد التي جناها رئيس الوزراء الإسرائيلى المأزوم داخليًا من عملية «السيوف الحديدية»؟

 تهجير أهالى غزة «جنوبًا» خطة قديمة متجددة 

لم تفلح إنكارات السفيرة الإسرائيلية لدى مصر أميرة أورون لوجود أطماع إسرائيلية فى سيناء، فى إقناع أحد من المراقبين، إلا إذا كانت تقصد بلغتها الدبلوماسية عن احترام بلدها لحدود وسيادة مصر، نفى أطماع إسرائيل فى إعادة احتلال سيناء، فهى لا تستطيع أن تنكر أو تنفى وجود خطة خفية منذ 2004 طرحها عراب فكرة «الوطن البديل» جيورا أيلاند مستشار الأمن القومى الإسرائيلى الأسبق واقترح فيها أن تخصص مصر للفلسطينيين مساحة 600 كيلومتر مربع، بطول 30 كيلومتراً على طول الحدود الإسرائيلية المصرية، وعرض 20 كيلومتراً داخل سيناء، بما فى ذلك الشريط الساحلى الذى كان فى يوم من الأيام المدينة البحرية وفتح رفح. وستكون المساحة الإضافية ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزة. مقابل أن تحصل مصر على مساحة بديلة تبلغ 200 كيلومتر مربع فى خور باران بالنقب، بالإضافة إلى نفق يربط مصر بالأردن بوصلة برية تحت السيادة المصرية. 
أسهب أيلاند فى شرح خطته الخبيثة بكل تبجح على منابر مراكز الدراسات الاستراتيجية، زاعمًا أنه من «واجب» الدول العربية، وخاصة مصر والأردن أن تساهما فى حل مشكلة قطاع غزة، وأنه لا يمكن لإسرائيل وحدها أن تتحمل عبء القطاع!

الادعاء بوأد الخطة الخبيثة ينفيه تجول أيلاند بين الاستديوهات للترويج لنصائحه للقيادة الإسرائيلية بخطة عمل أثناء حملتها الحالية على غزة المسماة بـ «السيوف الحديدية» لضمان عودة الأسرى الإسرائيليين أحياء وهى ضرورة إحداث كارثة إنسانية فى غزة وتفريغها من سكانها. وبرغم الموقف المصرى الحازم الرافض لهذا الإجراء، فإن الإلحاح الأمريكى ودعوة الرئيس بايدن لإسرائيل بالسماح بممرات آمنة لأهالى غزة ينفيانه، وبينما لم يحدد بايدن.

تلك الممرات، يبدو المسار المنطقى الوحيد متجهًا نحو مصر حيث تستحيل عودة الأهالى لمنازلهم وسط الدمار الشامل، ومن الطبيعى ألا تسمح لهم إسرائيل بدخول أراضيها، وإلا فالبحر أمامهم!

وفى دعوة واضحة للنزوح، دعا متحدث عسكرى إسرائيلى سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه «جنوبًا» بحجة أن الإخلاء هو «من أجل سلامتهم الشخصية». كما وجه نفس الدعوة للعاملين والمسئولين فى المنظمات الدولية فى قطاع غزة وناشدهم أيضًا إخلاء شمال القطاع إلى منطقة معبر رفح الذى قصفته إسرائيل. ومع أن الأمم المتحدة دعت إسرائيل لإلغاء هذا الأمر، وحذر المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك من أن إخلاء شمال قطاع غزة سيؤدى إلى عواقب إنسانية مدمرة، قد يحول المأساة إلى كارثة، إلا أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان علق بأن «رد الأمم المتحدة على الإنذار المبكر الذى أطلقته إسرائيل لسكان غزة هو وصمة عار»!

ويأتى القول الفصل على لسان مجندة إسرائيلية سابقة ألمحت إلى أن الفشل الاستخباراتى الإسرائيلي كان مقصودًا وأكدت أن نجاح عناصر حماس فى اقتحام المستوطنات أو المواقع العسكرية ضمن عملية طوفان الأقصى يستحيل دون تواطؤ وسماح من الداخل الإسرائيلى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة