محرر بوابة أخبار اليوم خلال حواره مع رئيس هيئة الطاقة الذرية
محرر بوابة أخبار اليوم خلال حواره مع رئيس هيئة الطاقة الذرية


رئيس هيئة الطاقة الذرية في حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»: نسعى لإنتاج السيلكون الخاص بألواح الطاقة الشمسية

محمد محمود

الإثنين، 16 أكتوبر 2023 - 11:41 ص

- تشعيع الخضروات والحبوب بهما فرص استثمارية كبرى.. وضرورة ضخ دماء جديدة وتحسين الأجور لضمان استمرار مسيرة الهيئة

- 5352 بحثًا علميًا رصيد الهيئة آخر 10 سنوات.. ونمتلك أكبر مدرسة علمية وبحثية وتطبيقية في الشرق الأوسط وأفريقيا

- استقبلنا العام الماضي 287 متدربًا من الدول العربية والافريقية.. ودربنا 1900 طالب جامعي

- إعادة تشغيل مستشفى الهيئة للأورام منتصف العام القادم.. وضرورة تعيين كوادر جديدة لضمان الاستدامة 

في حوار جرىء، فتح الدكتور عمرو الحاج، رئيس مجلس إدارة هيئة الطاقة الذرية، قلبه لـ "بوابة أخبار اليوم"، وتحدث عن ما بذلته الهيئة على مدار الأعوام الماضية للتوسع فى إنتاج النظائر المشعة، والتى تعتبر منتجاً استراتيجياً يجب توافره بالكامل نظراً لأهميته فى الكشف عن الأورام وعلاج المرضى منها.

"الحاج" بيَّن في حواره التحديات التي واجهت الهيئة، وكيف تم التغلب عليها وأن الهيئة تسعى ليس لإنتاج احتياجات السوق المحلى من النظائر المشعة فقط، بل إنها تطمح للتصدير، متحدثاً عن الأسواق المنتظرة التي تصوب الهيئة أذرعها إليها، مشيرًا إلى تشغيل مستشفى علاج الأورام بمدينة نصر قريباً بعد توقف دام نحو خمس سنوات، والكثير  من المفاجآت والتصريحات الهامة في الحوار التالي.


- في البداية هل هناك جديد في استخدام التشعيع فى المجال الطبي؟

- هناك العديد من الإنجازات التى حققتها الهيئة فى المجال الطبي خلال الفترة القصيرة الماضية، حيث
تقوم الهيئة بتشعيع المستلزمات الطبية ليتم تعقيمها مثل "السرنجات - مرشحات الغسيل الكلوى - أنابيب ومعدات نقل الدم - الخيوط الطبية - القفازات - القطن والشاش الطبى - ملابس واقنعة الأطباء المستخدمة فى العمليات الجراحية - صمامات القلب الصناعية - المسامير المستخدمة فى جراحات العظام - المواد الخام المستخدمة فى صناعة الدواء - مساحيق التجميل - العبوات الفارغة المستخدمة فى تعبئة القطرات والادوية - وغيرها".

وخلال الفترة الأخيرة، حصلت الهيئة على موافقة هيئة الدواء ووزارة الصحة لبدء تصنيع ملصقات طبية لعلاج الحروق بالأنسجة المشيمية داخل هيئة الطاقة الذرية قريباً، وجارى استخراج التراخيص اللازمة لهذا المشروع الذي يشمل استخدام النسیج الأمينوسي الآدمي "المشيمة الطبيعية بعد الولادة" لإنتاج نسيج طبي يعالج حالات الحروق والقرح الجلدیة المستعصیة والقدم السكرى، ومن ثم تم تطویر منتج عبارة عن ضمادة جراحیة سھلة الاستخدام ومعقمة، وقد أثبت المنتج فاعلیات عدیدة في علاج الأمراض الجلدية المستعصیة بشكل سریع المفعول دون أي أعراض جانبیة أو مخاطر بیولوجیة أو طبية على صحة المرضى.

- هل هناك تعاون بين الهيئة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المجال؟

يوجد الكثير من مجالات التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالفعل ساهمت الهيئة خلال العام الجاري بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في استبدال أجهزة تشعيع وتعقيم أكياس الدم التالفة باجهزة اخرى جديدة بمستشفي الدمرداش وفي بنك الدم الرئيسي "فاكسيرا".. وهناك 7 أجهزة جديدة أخرى لتشعيع وتعقيم أكياس الدم سيتم توزيعهم على 7 مستشفيات جامعية قريباً بالمجان ضمن المنحة المقدمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

- هل سيتم إعادة تشغيل مستشفي «الطاقة الذرية» لعلاج الأورام بمدينة نصر؟ .. وما هي أسباب توقفها خلال السنوات الماضية؟

بالفعل سعت الهيئة خلال الفترة الماضية لإعادة تشغيل مستشفي «الطاقة الذرية» لعلاج الأورام بمدينة نصر بعد توقفها منذ نهاية عام 2017 وأوشكت الهيئة علي الانتهاء من تلك المهمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأسباب غلقها أن وحدة العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام والموجودة فى مقر الهيئة بمدينة نصر كانت تعمل بعنصر الكوبالت المشع، وهذا العنصر استنفذ وأصبح من التقنيات غير الحديثة كما أن سعره أصبح مرتفع إلي حد ما هذا بالاضافة إلي عدم وجود تمويل لكل ذلك مما أدي إلي توقف وحدة علاج الأورام خلال السنوات الماضية.

وقامت الهيئة بإعادة تقييم الموقف حتي نجحت الهيئة خلال الفترة الماضية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوفير جهاز جديد عبارة عن معالج خطي لإعادة تشغيل المستشفي مرة اخرى بتكلفة إجمالية قدرها 2.2 مليون يورو ساهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه التكلفة بـ 1.4 مليون يورو وقامت الدولة بدعم للهيئة بمبلغ 540 ألف يورو بخلاف قيمة إعادة تجهيز المستشفى لتتناسب مع الجهاز الجديد.

وانتهت الهيئة من جميع إجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أوراق ومستندات، ومن المتوقع أن توفر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجهاز الجديد للهيئة قبل نهاية العام الجاري علي أن يتم إعادة تشغيل المستشفي مرة أخرى منتصف العام المقبل 2024 وذلك بعد أن تقوم الهيئة بالانتهاء من التراخيص والإجراءات اللازمة للتشغيل.. علمًا أن المستشفي سيخدم معظم قطاعات مرضي السرطان في مصر كما أننا نخطط ألا يتوقف دور المستشفي في العلاج فقط بل يكون مستشفي متكاملاً لجميع خدمات علاج السرطان خاصة أن الهيئة تنتج النظائر المشعة.

وتقدم الهيئة خدمات كثيرة للمواطنين والاقتصاد المصري على حد سوء مستغلة في ذلك تطبيقات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مختلف مجالات التنمية من زراعة وصناعة وصحة وبيئة ، ومن أهم ما تقدمه الهيئة كخدمة للمواطنين هو العلاج الإشعاعي بأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالمراكز الطبية الاخرى المتخصصة في علاج الأورام.

 

- ما حجم إنتاج النظائر المشعة؟ وماذا عن تصديره للخارج؟

- لابد أن نعلم أن النظائر المشعة تعتبر منتجًا استراتيجيًّا لا بد من توافره كمنتج محلي يغطي السوق بالكامل، لانها تستخدم لأغراض الكشف وعلاج الأورام.

وفي هذا السياق، اتخذت الهيئة عدة خطوات للتوسع في إنتاج النظائر المشعة، خلال الفترة السابقة، حيث تم تدشين خلايا إنتاج اليود 125، والإيرديوم 192 بنوعَية، والموليبدينوم 99، التابعة لوحدة إنتاج النظائر المشعة التابعة لمفاعل مصـر البحثي الثاني في أنشاص.

وتغطي الهيئة حالياً جميع احتياجات السوق المحلي تمامًا من النظائر المشعة ذات الاستخدامات الطبية.

وعن فرص تصدير النظائر المشعة للخارج استوفت الهيئة مؤخراً جميع إجراءات تسجيل المنتج المصري من النظائر المشعة في البرازيل وهذه أول مرة تقوم فيها الهيئة بتصدير النظائر المشعة بشكل تجاري منتظم، حيث كانت عمليات تصدير النظائر المشعة السابقة في صورة هدايا لفتح أسواق جديدة أمام النظائر المشعة المصرية.

كما أن هناك سوقاً آخر نشط جدًا في الصين، وهناك طلبات من هذا السوق على النظائر المشعة المصرية ولكن لم تنته الهيئة من إجراءات التسجيل واستيفاء الأوراق المطلوبة لتصدير النظائر المشعة إلي الصين.

- حدثنا أكثر عن أهمية وحدة إنتاج النظائر المشعة في أنشاص؟

تم افتتاح مصنع إنتاج النظائر المشعه بمجمع مفاعل مصر البحثى الثاني في أغسطس 2015 وينتج عدة أنواع من النظائر المشعه منها: اليود 131، والتجنسيوم 99 ،  ويغطى احتياجات السوق المحلى حوالى بنسبة 65% من مولدات التجنسيوم 99 م والذى يعتمد عليه بنسبة أكثر من 80% في تطبيقات الطب النووى على مستوى العالم.

وأثبتت جائحة كورونا مدى أهمية واستراتيجية مصنع إنتاج النظائر المشعة، فلولا هذا المصنع لكانت هناك مشكلة كبيرة لمرضي الأورام خلال فترة الجائحة في مصر، حيث تسببت الجائحة في الإغلاق العالمي وعدم إمكانية الاستيراد من معظم دول العالم ويعتبر مصنع إنتاج النظائر المشعة الأول عربياً والثاني أفريقياً و العاشر علي مستوى العالم.

- ماذا عن تشعيع الفواكه والخضروات قبل تصديرهما للخارج؟

من المعروف أن التشعيع الجامي يقضي تماماً على الميكروبات المفسدة والتى تتسبب فى فساد وتلف الأغذية لذا فأن عملية التشعيع تزيد من القيمة المضافة لها لانه يزيد من عمرها التخزيني ويعزز عمليات التصدير  للخارج.

وفي هذا المجال استلمت الهيئة  الشهر الماضي كميات من مصدر الكوبالت المشع المتعاقد عليها منذ عام 2018 من الصين لتشغيل وحدة تشعيع المستلزمات الطبية و الأغذية. وقد ساهمت كميات الكوبالت المشع التي استلمتها الهيئة مؤخراً في رفع معدلات تشغيل وحدات تشعيع الأغذية والمستلزمات الطبية بخطي التشعيع التابعين للهيئة في القاهرة والاسكندرية وخفضت قوائم الانتظار بشكل كبير.

ولكن نحن حالياً للم نبدأ في تشعيع الخضروات والفواكه لأن هذه التقنية للتشعيع لم يتم استخدامها في مصر حتي الآن لافتا إلي أهمية وجودها لأنها تخلق فرص استثمارية كبيرة خاصة في تشعيع البطاطس والبصل لأن هذه الأنواع يتم تصديرها عن طريق البحر وهذا يستغرق فترة زمنية طويلة مما  يؤدي لتلف تلك الخضروات ويتم رفض استلمها من الدول المستوردة، لذا فتظهر الحاجة لبداية تجارب حفظها واعتمادها عن طريق التشعيع.

وللعلم فأن مصر من أكبر منتجي التمور على مستوى العالم  ولكن لا تستطيع تصديره بكميات كبيرة نظراً لنفس الأسباب مع الإحاطة بأن التشعيع يقتل جميع الحشرات التي تفسد التمور خلال عملية التخزين مؤكداً علي ان عدم وجود أجهزة لتشعيع الخضروات والفواكه يفقد مصر عائد دولاري كبير.

هذا بجانب اهمية عملية تشعيع الحبوب لما تحمله من فرص استثمارية اكثر قوة خاصة الحبوب التي يتم استيرادها من الخارج لان تشعيعها قبل دخولها الصوامع يحميها من العفن والتسوس  منوها إلي ان الهالك من الحبوب المخزنة مثل القمح والارز يصل ل من 10 إلي 20% والتشعيع سيمنع او يقلل تلك النسبة بشكل كبير.

ولكن نقوم بتشعيع التوابل والاعشاب للتخلص من الافات والحشرات التى تصيب هذا النوع من الأغذية، علماً  أن المقابل المادي التي تحصل هيئة الطاقة الذرية عليه مقابل تشعيع المستلزمات الطبية والأغذية من خلال أي تعاقد لا يوازي الاسعار العالمية نظراً لأن الهيئة جهة غير هادفة للربح وهي تشجع على زيادة  القدرة التنافسية للمنتج المصري للتصدير للخارج.

- إلى أين وصل مشروع استنباط تقاوي جديدة للقمح؟

الهيئة تضع إمكانياتها المختلفة وكوادرها ومدرستها العلمية المتميزة فى مجالات البحوث الزراعية وتطبيقاتها لمشاركة الدولة بأنتاج الطفرات الزراعية لان الأمن الغذائى يشكل أولوية قصوى لجميع أجهزة الدولة فى الوقت الحالي.

وبالنسبة لمشروع استنباط تقاوي جديدة للقمح لابد اولاً أن نوجه الشكر لوزارة الزراعة على تعاونها مع الهيئة في اختبار  طفرات القمح التي استنبطتها فريق العلماء بالهيئة خلال السنوات الماضية علما ان تلك الاختبارت دخلت عامها الثاني من اجمالي ثلاث سنوات ونصف مدة فترة الاختبار .

وتتميز طفرات القمح التي تم استباطها بقاعدة وراثية مختلفة وصفات متميزة، حيث تتحمل بعضها الزراعة فى الأراضى الملحية والبعض الآخر يتحمل ظروف نقص المياه المتمثلة فى الإجهادات المائية وكذلك زيادة الانتاجية في وحدة المساحة بنسبة 33٪؜ عن الاصناف التجارية الحالية، كما انها امنة من ناحية سلامة الغذاء.

ولابد أن نعرف أن العمل يستمر على الأصناف الجديدة التي يتم استنباطها لمدة زمنية تتراوح من 5 إلى 8 سنوات قبل الوصول للناتج النهائي وتقديم الصنف الجديد لوزارة الزراعة.

- هل هناك أصناف جديدة تم استنباطها من قبل الهيئة؟

نعم بالفعل نجح فريق علمي من الهيئة الشهر الماضي فى إنتاج وتسجيل صنف جديد من اللوبيا بعد مجهود أستمر لست سنوات حيث بدأ العمل على هذا الصنف منذ صيف 2017 وتم تسجيل هذا الصنف في سبتمبر 2023 موضحاً انه رغم ان اللوبيا لا تعتبر محصول استراتيجي ولكن يتم استيراد كمية كبيرة من الخارج لاستهلاك السوق المحليإلا أن تسجيل صنف جديد منها يؤكد مدى فاعلية  تكنولوجيا الاشعاع في إنتاج طفرات جديدة، كما يساعد على تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.

هل بالفعل هناك تجارب لاستنباط صنف جديد من التين الشوكي؟

بالفعل جاري حاليا تجارب على التين الشوكى لإنتاج صنف جديد منزوع الشوك، وهذا غير النوع المتداول، حيث إن بذور التين يستخلص منه خامات دوائية هامة، وهناك تجارب على محاصيل أخرى.

- ما حجم إنتاج الهيئة للدرسات والأبحاث العلمية؟ وما هي استراتيجية الهيئة فى تسويق تلك الأبحاث والدرسات ؟

دعني أذكرك ان مصر من أوئل الدول النامية التى استشعرت الدور الحيوى للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية التى تدخل فى مجالات متعددة سواء طبية أوصناعية أوزراعية منذ الخمسينات.

هذا بجانب أن الهيئة تعتبر هي الهيئة النووية الأم في مصر وصاحبة أكبر مدرسة علمية وبحثية وتطبيقية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وهي تمتلك بنية تحتية متميزة متمثلة في المنشآت النووية والبحثية والخدمية في مواقعها المختلفة بأنشاص، بمدينة نصر والإسكندرية بالإضافة إلى الكوادر الفنية في المجالات النووية والاشعاعية والآمان النووي والاشعاعي والتي تهدف جميعاً لإجراء البحوث والتدريب والتطبيقات في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وخدمة المجتمع المصري.

ومن ناحية الأبحاث العلمية انتجت الهيئة نحو 980 بحثًا علميًا خلال العام المالي الماضي 2022- 2023  وأصبح رصيد الهيئة من الأبحاث العلمية المختلفة اخر 10سنوات نحو  5352 بحثا ولكن المشكلة أن الكثير من هذه الأبحاث تحتاج إلى تطبيق وتبنى الدولة لها.

مع العلم أن 35% من الأبحاث التي انتجتها الهيئة العالم الماضي تم نشرها في مجلات علمية عالمية ومصنفة في الربع الأول خاصة البحث الخاص باستخدام النسيج الأمينوسى المستخرج من مشيمة الولادة في علاج الحروق قرح الفراش والقدم السكرى والذي يعتبر من اهم ابحاث الهيئة.

والهيئة تعمل حاليا على إنهاء اجراءات تسجيل هذا البحث في وزارة الصحة بعد أن تم عمل إنتاج تجريبى للنسيج الأمينوسى والعديد من التجارب العلمية لإثبات فاعليته العلاجية وتوافقه الأكلينيكى بالنسبة لمرضى قرح الفراش والقدم السكرى والحروق بعد أن توصلت الدكتورة نشوة كمال رضوان الباحثة بالمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع ورئيس مشروع الانسجة الامنيتيه المشعه لمنتج أثبت فاعلية ممتازة بالمقارنة بالطرق التقليدية للعلاج وبالمقارنة بالمنتجات المنافسة دوليا، وتم أثبات هذه النجاحات فى الدوريات العلمية والمؤتمرات العالمية وتم تسجيل هذه الأبحاث على الموقع الرسمى الأمريكى لتسجيل النجاحات المبتكرة أكلينيكيا، كما تم تجربة السائل الامنيوتى كعلاج لإزالة تجاعيد الوجه وأثار حب الشباب وكانت النتائج مبهرة.

وضمن الأبحاث الهامة التي انتجتها الهيئة أيضاً هو بحث الدكتورة هالة طه محمد سالم مدرس الأشعة التشخيصية والطب النووي بقسم البحوث الصحية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع الذي فاز بجائزة أفضل بحث بالمؤتمر الدولي عن التصوير الطبي المتكامل في أمراض القلب والأوعية الدموية والذي عقد بمؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي عقد بفيينا في الفترة من 13 إلى 16 ديسمبر 2022.

- هل هناك تحديات تواجه مسيرة هيئة الطاقة الذرية؟

بالفعل هناك مشكلة كبيرة تواجه الهيئة وتعتبر من أعظم التحديات لأنها تهدد بتوقف مسيرة الهيئة مع قدوم عام 2035، وتتلخص هذه المشكلة في تضاؤل عدد علماء الهيئة عامًا بعد عام مع توقف التعيينات من الشباب وزيادة أعداد العلماء الذين يبلغون سن المعاش كل عام.. هذا بخلاف أن هناك بعض الكوادر يقبلون علي تقديم استقالاتهم من العمل بالهيئة بعد تلقيهم فرصاً وعروضاً للعمل بداخل وخارج مصر برواتب أفضل بكثير من العمل بالهيئة وكل هذا يهدد مسيرة الهيئة ويتطلب تدخل الدولة لتحسين دخول العاملين بالهيئة مع توفير كوادر شابة جديدة عن طريق التعيينات.

اقرأ أيضا| «الطاقة الذرية»: نغطي احتياجات السوق من النظائر المشعة وسنُصدر للبرازيل والصين

وشهدت هيئة الطاقة الذرية العام الجاري 2023، استقالة عددا من كوادرها، لافتًا إلى أن الهيئة بها حالياً نحو 1400 باحث، وهذا العدد يتضاءل كل عام.. ومشكلة توقف التعيينات بالهيئة وعدم ضخ دماء جديدة تكمن في طبيعة العمل بالهيئة والتي تختلف عن أي مؤسسة أخرى حيث أن الكوادر في المجال النووي تحتاج إلى تدريب متخصص وكذلك الحصول علي تراخيص لإدارة وتشغيل المنشأت النووية والإشعاعية وهذه التراخيص تحتاج لخبرة لا تقل عن خمس سنوات مع وجود تدريب عملي متخصص، وهنا تكمن المشكلة لأنه في حال التأخر في توفير الكوادر الجديدة في الوقت الحالي فلن نجد من يقوم بتدريبه من الكوادر الحالية نتيجة بلوغ سن المعاش أو تسربهم للقطاع الخاص وهنا سنفقد التدرج الوظيفي المطلوب لنقل الخبرات في هذا المجال الحيوي. وهنا تكمن أهمية دعم جميع أجهزة الدولة لتوفير الكوادر الجديدة لضمان استدامة أعمال وأنشطة الهيئة لخدمة المجتمع والاقتصاد القومي.

- هل حاولت الهيئة حل تلك المشكلة؟

بالفعل حاولت الهيئة حل هذه الأزمة من خلال توفير كوادر بالتعاون مع الجامعات المصرية والمعاهد الهندسية لإنتاج خرجين لديهم اهتمامات بالاستخدمات السلمية للطاقة الذرية.

كما قامت الهيئة بتوقيع مذكرتى تفاهم مع جامعتي الإسكندرية وعين شمس، لوضع برامج تعليمية مشتركة حول الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، هذا بخلاف توقيع اتفاقيات مع 7 معاهد هندسية خاصة لإنتاج خرجين مهتمين بالاستخدمات السلمية للطاقة الذرية.

كما أن الهيئة انتهت الشهر الماضي من أكبر تدريب صيفي ضم 1900 من طلاب 20 جامعة مصرية
بغرض تدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية،  فضلاً عن تمكينهم من ريادة الأعمال، وكذلك لتأهيلهم للاشتراك في البرنامج النووي المصري، لكن لابد من التأكيد على ضرورة اهتمام جميع أجهزة الدولة لتوفير الكوادر الجديدة للهيئة. 
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة