رئيس جامعة القاهرة وسط الوعاظ
رئيس جامعة القاهرة وسط الوعاظ


خطاب دينى جديد| برنامج تثقيفى فى جامعة القاهرة لتدريب 600 إمام وواعظ من «الأوقاف»

مصطفى محمد عبده

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 - 06:59 م

برنامج تثقيفى نظمته جامعة القاهرة لـ 600 إمام وخطيب من وزارة الأوقاف، تحت رعاية د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ود. محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، يهدف إلى التعرف على الدور الفكرى لجامعة القاهرة ودورها فى تجديد الخطاب الدينى وتاريخها ودورها محليًا وعالميًا.

البرنامج جاء فى إطار بروتوكول التعاون الذى تم توقيعه بين الجامعة والوزارة للإعداد الجيد والتدريب المستمر والنهوض بالأئمة والواعظات فى مختلف المجالات، وبما يسهم فى دعم توجه الدولة نحو محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة والسعى نحو تقديم خطاب دينى متزن خال من التعصب.

حيث تضمن البرنامج العديد من الفعاليات منها عرض فيلم تسجيلى عن جامعة القاهرة «تاريخاً وواقعا ومستقبلاً»، ومحاضرة لرئيس الجامعة حول الدور الفكرى للجامعة ومشروعها لتأسيس خطاب دينى جديد. 

وقال الخشت، إن أئمة المنابر بوزارة الأوقاف يمثلون الخط الأول فى تقديم صحيح الدين ومواجهة التطرف والإرهاب وترسيخ الوسطية، وأوضح أن الدور الفكرى لجامعة القاهرة بدأ منذ ١٩٠٨ وهى البداية الحقيقية لعصر الحداثة المصرى نظرا لدراسة العلوم المختلفة وإتاحة العلم للجميع بالشكل النظامي.

وكان الآباء المؤسسون للجامعة يهدفون إلى إنشاء جامعة للعلوم الطبيعية والإنسانية والدينية، وأخرجت الجامعة أجيالا قامت عليها الدولة المصرية الوطنية، وكان لها دور بارز فى تكوين النهضة الحديثة التى يشهدها العالم العربى والإسلامي.

مشيرا إلى أن الجامعة أطلقت فى ٢٠١٧ وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير والتى كانت البداية لاستعادة رؤيتها مرة أخرى وتحديد أهدافها، موضحا أن كلمة التنوير لا تشير إلى التنوير بمعناه الأجنبى بل هى كلمة أصلها فى القرآن «نور» وتشير إلى النور العقلي، كما أن «الله نور السموات والأرض» وبالتالى فإن الحديث عن التنوير ليس مضادا للدين وإنما يرتبط بالتنوير فى السياق العربى الإسلامي.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، على بعض الأسس والمبادئ التى عملت الجامعة على تنفيذها فى سياق وثيقة الجامعة للتنوير، وأهمها: تكوين خطاب ثقافى ودينى جديد يعتمد على التأويلات العقلانية المتعددة والقراءة العلمية للنصوص الدينية، وتأسيس تيار عقلانى عربى مقاوم للتطرف والإرهاب والرجعية، والدعوة إلى إعمال العقل وفهم الواقع والخصوصية الاجتماعية والثقافية والدينية، والانفتاح على تجارب التنوير الأخرى والتيارات العالمية وتاريخ الفكر والفنون.

وتنوع مصادر المعلومات والتمكين التكنولوجى لكافة عناصر الجامعة من منظور المصلحة القومية، مشيرا إلى الدعوة التى اطلقتها الجامعة منذ سنوات فيما يتعلق بمشروع لتأسيس خطاب دينى جديد تتمثل أهم معالمه فى التمييز بين الدين نفسه المقدس «المتمثل فى القرآن والسنة النبوية المتواترة» والوحى ليس جزءا من التراث بل هو قبل التراث وفوقه، أما التراث فهو بشرى وهو  مجرد محاولات وطرق مختلفة لفهم الدين «المتمثل فى كلام وتفسيرات البشر ورؤاهم وعلومهم وهى قابلة للصواب والخطأ والتطوير» فالدين شىء والخطاب الدينى شىء آخر.

وقال د. السيد مسعد وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، إن الوزارة أخذت على عاتقها دورًا عظيمًا تمثل فى تثقيف الناس والأئمة باعتبارها أحد المصادر التى تمد الناس بالثقافة والمعرفة، كما أن وزير الأوقاف يحرص على تنظيم يوم تثقيفى بهدف تعريف العالم على جهود الدولة وما تقدمه للمجتمع بهدف ترسيخ الوطنية لديهم كونهم أعضاء وشركاء فى بناء المجتمع، وقال د. عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة إن نهضة مصر هى الهوية المصرية والتى تتمثل فى هوية الأرض والتاريخ والمواطن المصرى وقت الشدة.

وينتج عنها مفهوم واضح لمصطلح الهوية الوطنية، مؤكدا على ضرورة إعمال العقل والتفكير والبحث عن الحجة، والتركيز على المسئولية الاجتماعية، والعمل على أن نكون أمة منتجة، وتقبل ثقافة الاختلاف والتنوع والتعددية، وإعلاء قيمة العمل، واستعادة ما صنعه الآباء والأجداد بالعلم والمعرفة والقيم الدافعة للتقدم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة