الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 - 07:17 م

منذ أسابيع قليلة شعر الكثير من المواطنين، بتغير في الهواء، وبدأوا يشتمون رائحة دخان في الجو غير معلوم مصدره بالنسبة إليهم، وانطلقت الكثير من التساؤلات عن سبب هذه الرائحة التى رُصِدت فى أغلب المحافظات تقريبًا؟ «آخرساعة» تواصلت مع خبراء فى البيئة الذين أرجعوا هذه الظاهرة إلى مجموعة من الأسباب التى يتكوّن على إثرها دخان فى الهواء فى هذا التوقيت من العام.

ياسر حسن، أستاذ كيمياء تلوث الهواء بالمركز القومى للبحوث، رئيس منظومة تحسين البيئة، أوضح لـ«آخرساعة» أن الضباب أو الدخان الذى يتكوّن فى الجو ويلاحظه المواطنون وتنتشر رائحته فى الهواء له عدة أسباب ترجع إلى الأنشطة البشرية التى ينتج عنها الملوثات القادمة من عوادم السيارات أو من المصانع التى تؤدى لحدوث تفاعل كيميائى من خلال تحوُّل أكاسيد النيتروجين الصادرة من هذه العوادم إلى ملوثات بالهواء.

◄ اقرأ أيضًا | الدخان يسد نهر الأمازون مع انتشار الجفاف وحرائق الغابات

وأضاف: شاهدنا هذا العام ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة خلال فصل الصيف وصلت إلى 49 درجة مئوية، وهى من أبرز المسببات لانتشار رائحة الدخان فى الهواء، لأن هذه الملوثات المنبعثة سواء من عوادم السيارات أو المصانع تتحوّل مع ضوء الشمس إلى رائحة تشبه الدخان، وهناك ظواهر بيئية تُعرف بـ«نوبات تلوث الهواء»، وهى ظاهرة يتكرّر حدوثها فى فصل الخريف، وتحديدًا خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر نتيجة تراكم الملوثات الناتجة عن الفعل البشرى فى الهواء، وتتضح هذه الظاهرة ويشعر بها المواطنون خلال الساعات الأولى من النهار وبعد غروب الشمس، ويتفاوت الإحساس بهذه الظاهرة من عام لآخر.

وعـــن كيفية حدوث هذه الظاهرة، أوضح أن درجة حرارة  الهواء ترتفــع  قرب سطح الأرض أثناء النهار بسبب الحرارة المنبعثة من سطح الأرض نتيجة تسخينها بأشعة الشمس، ويرتفع الهواء الساخن القريب من سطح الأرض إلى أعلى محملًا بكميات من الملوثات المنبعثة بسبب الأنشطة البشرية، ما يؤدى إلى تشتت الملوثات بعيدًا عن سطح الأرض، وعند تعرُّض أى منطقة لضغط جوى يدور الهواء فى دوامات، وفى أثناء هبوطه على الأرض مجددًا ترتفع درجة حرارة الهواء إلى أن تلتقى هذه الدوامات فى طبقة تُسمى «منطقة الانعكاس الحرارى»، ويترتب عليها عدم استمرار تصاعد الهواء إلى أعلى وتتراكم الملوثات فى طبقة قريبة من سطح الأرض، لذا يزيد الإحساس بهذه الملوثات ويستشعرها المواطنون كرائحة دخان فى الجو.

وشدّد على أهمية  مواجهة هذه النوبات لتجنب تراكم الملوثات والشعور بها خلال فصل الخريف من خلال التصدى لحرق المخلفات الزراعية، خاصة قش الأرز، والتوعية بالفحص الدورى للمركبات والمصانع، وأشار إلى أن القاهرة والجيزة من أكثر المحافظات التى قد يشعر سكانها بهذه الملوثات نظرًا لطبيعتهما الجغرافية بسبب وقوعهما فى منخفض يسمح بتراكم هذه الملوثات سواء الناتجة عن القاهرة نفسها أو القادمة بفعل الرياح من محافظات أخرى.

وبحسب وزارة البيئة، فإنه خلال الوقت الحالى من العام يتكوّن الدخان فى الهواء، وهو أحد المسببات القوية فى نوبات تلوث الهواء. وتتابع الوزارة تحركاتها للتصدى لنوبات تلوث الهواء للحفاظ على البيئة والمواطنين والتشديد على الفلاحين بعدم حرق مخلفات الأرز وجمعه وكبسه بدلاً من ذلك، وقد تم كشف عدد من الحرائق المحدودة وجرى التعامل معها وفقًا للإجراءات القانونية.