صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الصمت الدولى.. والتحرك المصرى

صالح الصالحي

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 09:50 م

إلى متى سيظل العالم مابين صامت يكتفى بمناشدات وبيانات تشجب وتدين، وبين مؤيد لما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية وإبادة جماعية للفلسطينيين فى غزة؟!..

دون تحرك حقيقى على أرض الواقع لوقف هذه المجازر ورفع الحصار عن غزة، باستثناء الموقف المصرى المسئول تجاه هذه المأساة.. أتساءل أين منظمات حقوق الانسان؟!.. أين الأمم المتحدة؟!.. أين جامعة الدول العربية؟!.. أين  وأين وأين..؟!

ولن أتساءل عن الاعلام الغربى الذى كشف عن وجهه القبيح، وتخلى بكل بساطة، عما كان يردده بأن مفهوم الاعلام هو نقل الحقائق دون تزييف أو كذب أو تضليل..فالإعلام الغربى بدا منحازاً لإسرائيل مؤيداً لما ترتكبه من مجازر فى حق الأطفال والنساء والشيوخ.. ولم تؤثر فيه صرخة طفل أو دموع عجوز فقدت منزلها وأبناءها.. لم يتأثر حتى إنسانيا بجثث الأطفال الملقاة فى الشوارع إثر هدم بيوتهم.. ولم يتساءل ماذنب هؤلاء؟!

إسرائيل هدفها إخلاء غزة وتدمير كل شيء فيها، لتعيد ثقتها بنفسها بعد الخسائر الفادحة التى طالتها من «طوفان الأقصى» تريد إعادة هيبة جيشها وقدرته على الردع، كما أنها فرصة لإعادة إحياء ما يسمى بمشروع «الوطن البديل» بالتهجير القسرى للفلسطينيين من غزة..

وهذه المرة بدعم كامل من أمريكا.. هذا الأمر مستحيل التحقق لأنه يحمل فى طياته موت القضية الفلسطينية إلى الابد.. وهو الأمر الذى لن يقبل به أحد..فلن يقبل الفلسطينيون أنفسهم التنازل عن غزة لإسرائيل، وإعادة سيناريو النكبة الأولى باستعارة أوطان بديلة..

الدولة المصرية كعادتها لم تتوان للحظة عن دعمها للقضية الفلسطينية، وعن محاولاتها الجادة لوقف العدوان والسماح بإرسال المساعدات إلى غزة التى تشهد مأساة حقيقية.

وهذا واضح من خلال الاتصالات التى يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسى على أعلى مستوى مع رؤساء وزعماء الدول لاحتواء الأزمة.. ودعوته لاستضافة أطراف إقليمية ودولية لوقف العدوان.. وهوما شدد عليه خلال رئاسته لاجتماع مجلس الأمن القومي..

حيث أكد المجلس على مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والاقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الاغاثية والاقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة لغزة..

كما شدد المجلس على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، ورفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، واستعداد مصر للقيام بأى جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام العادل.

مصر تتحدث هنا بصوت العقل والمنطق، والذى لا بديل عنهما لاحتواء اتساع الحرب اقليميا.. فالمصريون يعتبرون سيناء أمنا قوميا لايجوز النقاش حولها أو المساس بها ولا يملك أحد التفريط فيها.. فهى ستظل أرضا مصرية، ضحى المصريون من أجل تحريرها بالنفس وارتوى كل شبر فيها بدمائهم.

وعلى إسرائيل أن تستجيب لصوت العقل، فإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم لن يؤدى إلى استقرار إسرائيل ولن يضمن لها الأمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة