جان بول سارتر
جان بول سارتر


سارتر.. عاش مناضلا إلى جانب المهمشين ورفض «نوبل»

وليد علام

الأحد، 22 أكتوبر 2023 - 05:22 م

جان بول سارتر المثقف صاحب المبدأ الذي اتبعه طوال حياته، صاحب الشعبية الكبيرة، ليس فقط بفضل كتبه الفكرية أو الأدبية، بل بخوضه النضال في الشارع إلى جانب المهمشين، الذين تضيع حقوقهم.

«جان بول سارتر» يرفض استلام جائزة نوبل 

 كان سارتر يرفض دائما التكريم بسبب عنده وإخلاصه لنفسه ولأفكاره، ومن الجدير بالذكر أنه رفض استلام جائزة نوبل في الأدب، ولكنه قبل لقب دكتور من الجامعة العبرية عام 1976.

وفي مثل هذا اليوم 22 أكتوبر سنة 1964، رفض جائزة نوبل وجاء رفض الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر للجائزة واضحًا فى إصراره على التحقق الوجودي، وأهمية أن يتم هذا التحقق بتعميق الرؤية الداخلية للذوات الإنسانية، وليس بالبحث عن تضخيم حيز الجائزة، والابتعاد عن المعنى الفعلى للمتعة التى يستشعرها الإنسان طوال رحلة إبداعه.

 

حيث كان سارتر، في تلك الفترة واحدًا من أشهر المثقفين ليس فى فرنسا فقط، ولكن فى العالم بكتبه الفلسفية ومسرحياته التطبيقية لفلسفته الوجودية، وهو ما دفعه لرفضها فى مجال الأدب، وكان سارتر قد أرسل خطابًا إلى الأكاديمية السويدية يعلمهم بعدم ترشيح اسمه فى الجائزة، لكن الخطاب وصل متأخرًا قرابة شهر، وكان اسم سارتر هو الفائز.

 

بطاقة تعارف:

 جان بول سارتر

فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي. 

ولد في : 21 يونيو 1905، باريس، فرنسا

فقد سارتر والده وهو طفل، ونشأ في بيت جده لأمه، والتحق بمدرسة ليسيه هنري الرابع في باريس، وبعدها إلى مدرسة الليسيه في لا روشيل، ثم إلى المدرسة العليا المرموقة نورمال، وتخرج فيها في عام 1929، وخلال فترات دراسته تأثر سارتر كثيرًا بالفلسفة الألمانية، لا سيما وجودية مارتن هايدجر، والمنهج الظاهراتي لإدموند هسل.

 

 بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، إنخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية. عرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج، ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية، ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.

 

خلال أحداث الحرب، نمت لدى سارتر محبة الفكر الشيوعي الماركسي، وعلى الرغم من كونه لم ينضم بشكل رسمي إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، فإنه كان أحد أشهر الشيوعيين في فرنسا، وكان داعمًا لاتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، وزار الاتحاد السوفيتي في عام 1954.

 

تأثره بالشيوعية :

أحب سارتر للشيوعية لم يدم طويلا، فبعد غزو السوفييت المجر، في 1956، واجه سارتر هذا التدخل بالرفض والاستنكار، كما رأى أن الحزب الشيوعي الفرنسي خاضع بشكل مبالغ فيه إلى إملائات موسكو، وإدارة الحزب الشيوعي السوفيتي، وكانت عشيقته "سيمون دي بوفوار".

 

علاقته بسيمون دي بوفوار:

التقى جون بول سارتر مع سيمون-إرنستين، لوسي ماري برتراند دي بوفوار، التي يختصر اسمها في "سيمون دي بوفوار"، عندما كانا يستعدان لامتحانات الحصول على شهادة عليا في علم الفلسفة.

أحبّا بعضهما ونشأت بينهما علاقة غرام، وبعدما حصل كلاهما على شهادته العليا، حيث حصل سارتر على المرتبة الأولى في المنافسة وحصلت دي بوفوار على المركز الثاني، أسسا علاقة فكرية وعاطفية قوية بينهما، لكنهما لم يكونا على استعداد لدخول الحياة الزوجية، والعيش تحت سقف واحد.

لكن هذه العلاقة غير العادية والقوية في الوقت نفسه جعلت منهما أحد أشهر الأزواج الأدبيين في ذلك العصر.

 

أعماله الأدبية

أعمال سارتر الأدبية هي أعمال غنية بالموضوعات والنصوص الفلسفية بأحجام غير متساوية مثل الوجود والعدم (1943)، والكتاب المختصر الوجودية مذهب إنساني (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960)، وأيضا النصوص الأدبية في مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط، أو رواياته مثل الغثيان (1938)، والثلاثية طرق الحرية (1945).

كتب سارتر أيضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفة المغلقة (1944) والعاهرة الفاضلة (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين ألتونا (1959) وكانت هذه الأعمال جزءا كبيرا من إنتاجه الأدبي. في فترة متأخرة من عمره في عام 1964 تحديدا، أصدر سارتر كتابا يتناول السنوات الإحدى عشر الأولى من عمره بعنوان الكلمات بالإضافة إلى دراسة كبيرة على جوستاف فلوبير في كتاب بعنوان أحمق العائلة (1971-1972). لقد أصدر أيضا دراسات عن سير العديد من الكتاب مثل تينتوريتو ومالارميه وشارل بودلير وجان جينيه. 

 

الوفاة: 

كان سارتر يخاف أن يدفن حيا قبل أن يتم مساره، على حد قوله، وكان ينظرإلى الجوائزعلى أنها "قبلة الموت" كما أنه بنى كل أفكاره على نقد المؤسسات، فكيف يتجاوب معها بالحصول على جائزة.

توفي جون بول سارتر في : 15 أبريل 1980، باريس، فرنسا، تارك إرثا ثقافيا وأدبيا وفكريا كبيرا تجلى في مئات من الأعمال التي توزعت بين الفلسفة والأدب والرواية والمسرح وغيرها، ودفن فى مقبرة مونتبارناس حيث قال إنه سيتشارك القبر مع شريكة حياته سيمون دى بوفوار.

 

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة