محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


يوميات الاخبار

اليوبيل الذهبى.. ولسة يا مصر عددنا كتير !!

محمد البهنساوي

الأحد، 22 أكتوبر 2023 - 09:04 م

ما أصعب الكتابة فى خضم الأحداث الكبرى والمواقف الخالدة، تتأرجح الكلمات وتتقاذفها أمواج المشاعر، وتتلاطمها شطآن الحقائق والمواقف العظيمة، لا تعرف على أيها ترسو، ومن أى منها تفر وتهرب.

ما أحلاها من مناسبة نعيش عطر رحيقها الذى يفوح منذ عقود دون أن يفقد عبقه وطيبه، 50 عاماً على نصر مؤزر وعبور خالد لجيشنا العظيم، ويشاء السميع العليم أن يواكبها موقف متأزم ظن البعض أن ينال من ذكرى النصر، فإذا به يحيى شعوراً وطنياً بطعم خلناه مضى لنتلمسه حى ينبض بنفس القوة، ونتذكر بيتين ولا أروع من الأغنية الخالدة لسيد درويش «يامصر قومى وشدى الحيل» يقول فيهما :
يا مصر لسه عددنا كتير .. لا تجزعى من بأس الغير
يا مصر ملو قلوبنا الخير .. وحلمنا ورد مندى
وكأن الجميع لا يريد أن ينسى، لا العدو يريد أن يتعلم من غبائه وعواقب غطرسته، ولا داعميه يفكرون فى التخلى عن حماقاتهم وغيهم، أما نحن فيستحيل أن نتخلى عن عزتنا ووطنيتنا وفخرنا والتفافنا دفاعا عن ترابنا الطاهر.


عدو متغطرس خبيث، لم تنسه لطمة نصر أكتوبر طمعه فى أرضنا، فإذا به يستغل هجمات طوفان الأقصى -إن كانت أصلا فاجأته- ليحيى مبتغاه فى أرضنا بصورة غير مباشرة، لأنه يدرك قوة جيشنا، فيضغط على أبرياء غزة، وببجاحة يقول للعالم أمامهم مصر تستضيفهم بسيناء الحبيبة، ويكثف هجماته معتقداً أنه وضعنا بموقف صعب، فإما نغلق بابنا أمامهم فنظهر كمن يسلمهم فريسة للعدو، او نفتح الباب تحت وطأة مشاعر خداعة فتضيع قضية الأشقاء ويضيع جزء من أرضنا، تسانده قوى استعمارية بسليقتها خبيثة بطبعها،

ويشاء الله أن ينقلب السحر على كل السحرة، بفضل موقف قوى وواضح من رئيس مصر وخلفه شعبها على قلب رجل واحد، وتتجسد عظمة ما وصلنا إليه بمؤتمر القاهرة للسلام، بدءاً من تجمع عالمى رفيع لا تقدر عليه سوى مصر، وإجماع دولى على رفض التهجير، وكلمة ولا أوضح أو أقوى للرئيس السيسى بالقمة استمراراً لموقفه التاريخى من الأزمة

 تأكيدًا على ثوابتنا وأهمها أن أرض مصر للمصريين ولا تفريط فى شبر منها، ورفض استهداف أو ترويع المدنيين المسالمين، وإدانة العالم الذى اكتفى بالفرجة على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون إنسان بغزة، ورفضها كذلك للحصار والتجويع والضغوط العنيفة للتهجير القسرى، ومن قوة الموقف المصرى جاءت قوة العرب، ولنراجع كلمات ملك الأردن ورئيس وزراء العراق بالقمة.
وتبقى كلمة.. لقد انطلقت الملايين للشوارع والميادين بكافة المدن، موقف شجاع يحافظ على الأرض والعرض والشرف المصرى والعربى، فجاء تفاعل عشرات الملايين بمصر والوطن العربى.
وكالعادة تجد من يصعب وصفهم من المتربصين بمصر أو رئيسها، خارج أى سياق، مشككين مثبطين، حتى لو لم يجدوا سبباً أو ثغرة اخترعوها وحاولوا ترويجها، ولكن سيذهب بإذن الله ريحهم لأنه مجرد غثاء سيل سيحطه سيل الرجولة والمواقف الوطنية أسفل سافلين.


مش إسرائيل بس


مصر حاليا لا تواجه إسرائيل وحدها، لكن تهدم كذلك مخططات قوى استعمارية كبرى تعلن بتبجح دعمها للاستعمار الإسرائيلى وما يرتكبه من مجازر وترسل حشودها، وتخلق للمعتدى ولنفسها مبررات، ومصر لم تتردد فى فضح الموقف الدولى وخذلانه وفقدانه أبسط قواعد الإنسانية والقانون الدولى، تفعل ذلك وهى واثقة أن تلك القوى لن تنسى هذا الموقف أبدا، ونواجه أيضا إعلاماً دولياً وتحيزه الاعمى للمعتدى الغاصب ونجاحه فى لى الحقائق، وفى تلك المعركة استغلت مصر كل قواها الناعمة بالداخل والخارج، ولمن يسأل عن نتيجة ذلك يراجع موقف شعوب العالم بمدرجات الملاعب وتظاهرات الميادين الكبرى وبوستات المشاهير فى كل مكان والتى اكتست معظمها بالعلم الفلسطيني.
وهنا فإن جهود الشركة المتحدة وقنواتها خاصة القاهرة الإخبارية وتغطيتها العالمية المتميزة تحتاج وقفة كبيرة لاحقة لسرد وشرح أبعاد نجاحها وتميزها.


«واقعية» أبو مكة


لا تخلو أزمة أو موقف قومى من تجار الشعارات ولصوص المصائب، هنا لا أقلل أو أسخر من أحد، لكن أعرض وجهة نظرى، فمنذ اندلاع الأزمة الحالية وتجار الترند لا يهدأون، ولأن مجرد ذكر فخرنا محمد صلاح كفيل بمضاعفة الترافيك، فكان أبو مكة هدفا للكثير من لصوص الترند الشعارات، منها يحققون شهرة وتفاعلا،وبالمرة ينالون من أحد الرموز المصرية والعربية، وهات يا هجوم وتقطيع فى صلاح الصالح، حتى عندما تحدث كان هدفا لهؤلاء، غير مدركين أن صلاح ليس فردا بل مؤسسة وكيان قوى، فنالوا من حديثه العقلانى الذى يخاطب الشارع الأوروبى المضلل بفعل آلة الإعلام الصهيونية، وأحيل هؤلاء إلى مباراة ليفربول مع إيفرتون أمس الأول السبت، وما رأيهم فى أعلام فلسطين التى زينت المدرجات مرافقة لصور أبو مكة بفعل الفيديو الذى بثه بعقلانية عن غزة وأزمتها وحقق ما يربو عن 60 مليون مشاهدة . «يا ريت يتكسفوا على دمهم شوية».


أنا ميت عتريس


على طريق الفنان أحمد توفيق فى فيلم شئ من الخوف عندما صرخ «أنا بلوة سودة أنا ميت عتريس فى بعض»، تأتى تعليقات إسرائيل سنوياً على نصر أكتوبر محاولين إثبات زورا وبهتانا أن الحرب انتهت بانتصارهم، احمد توفيق قال هذا وهو فاقد الوعى، لكن إسرائيل تعى ما تقول وهى من الخبث واللؤم أن تحاول إثبات ما يستحيل إثباته.
المجال هنا لا يتسع للرد بالعقل والمنطق والأدلة على ما تدعيه تل أبيب وأذنابها، بجانب ان الردود معظمها معروف، لكن فقط وفى ذكرى اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المعظم لقواتنا المسلحة الباسلة، أقول إن لكل حرب هدف ومن يحقق الهدف هو المنتصر، راجعوا هدف مصر من الحرب لنجد أنه تحقق بأكثر مما خططنا له مع عدو متغطرس وداعمين متجبرين، ولولا أن كان نصرنا مبيناً قوياً مزلزلاً ما قبلوا التفاوض، ولتراجعوا تصريحات ديان ومائير وغيرهما قبل الحرب وبعدها لتعرفوا كيف كانت هزيمتهم نكراء .


سم «جولدا» بلا عسل


«جولدا»،  تحت هذا الاسم جاء الفيلم الأمريكى البريطانى المشترك الذى يحكى اللحظات التى عاشتها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر المجيدة، وللأسف لقى الفيلم بعض الإشادات والكتابات الإيجابية بالعالم العربى، وتم ترويجه بين الشباب وهذا مكمن الخطر، البعض وقع فى شرك الفيلم مؤكدين أنه يعرض بعض رعب إسرائيل خلال حرب أكتوبر، وأن هذا دليل على أننا «جامدين آخر حاجة» على حد تعبير أحد الشباب.
ولو توقف هؤلاء أمام الإنتاج الأمريكى البريطانى للفيلم، ومخرجه الإسرائيلى، لأدركوا اللعبة القذرة والهدف القبيح من ورائه، صحيح تضمن لقطة رعب وزير دفاع الهزيمة موشى ديان وهو يرتعد من هول ما شاهده على الجبهتين المصرية والسورية، وطلب تقديم استقالته، وحقا عرض الفيلم لقطات من حالة الإفاقة من وهم القوة الزائف لصقور تل أبيب، وهم يقعون المرة تلو الأخرى فى قبضة جيشنا العظيم بسيناء، مع موسيقى تصويرية عذبة بصوت قادتهم وجنودهم وضباطهم وهم يصرخون رعبا من جنودنا، وعرض خبث ولؤم وتواطؤ وزير الخارجية الأمريكى اليهودى وقتها هنرى كيسنجر، لكن ماذا بعد كل هذا ؟ وهذا هو مربط فرس الصهيونية العالمية وأعوانها.
وعندما نصل مع الفيلم خطوة بخطوة لنهايته، نجده يصور انتصار إسرائيل فى الحرب بتحقيق غايتها باعتراف أكبر دولة عربية بها وإجبار مصر على التفاوض، وهذا هو الغرض الأساسى للفيلم، والذى تم اختيار توقيت عرضه بدقة، مع اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد والهزيمة التى زلزلت ولازالت المجتمع الإسرائيلي.
فيلم جولدا يبخ سمه بلا عسل، محاولا ترسيخ النصر الزائف التى تقاتل إسرائيل إعلاميا للوصول إليه لعلمها أنه هزيمة عسكرية منكرة، فخ وشرك إسرائيلى أمريكى بريطانى مشترك، فلا تقربوه لعلكم تفقهون .


أهلاوى بفرحة «ميت عقبة»


معذرة، فقد تكون تلك الفقرة خارجة عن سياق اليوميات، لكنها أبدا لا تخرج عن سياق الوطن وما يشهده من إيجابيات، فقدت سعدت بما حدث فى نادى الزمالك الجمعة الماضية، انتخابات محترمة وحضارية تليق بصرح رياضى عريق ومفصل مهم للغاية من مفاصل كرة القدم المصرية، منافسة شريفة عفيفة راقية، بالتأكيد أفرزت مجلس إدارة محترم وبه وجوه اعرف شخصيا بعضهم وكم هم على قدر كبير من المهنية والاحترام تؤكد أن الزمالك عائد وبقوة، ورغم انى اهلاوى صميم عاشق لنادى المبادئ والقيم والبطولات، لكن هذا لا يمنع فرحتى بالعودة القوية للقلعة البيضاء أولا لأنها إضافة قوية للكرة المصرية، وثانيا لأن فوز الأهلى على الزمالك فى ثوبه الجديد ومجلسه المحترم سيكون له طعم ألذ ألذ ألذ للأهلوية، وكما يقول مطرب المهرجانات الكبير اللى معرفش اسمه «هنفضل برضه عليك بنحط» ! معذرة بس القافية حكمت.


من كل قلبى مبروك للزملكاوية ومبروك للمجلس الجديد بميت عقبة، وفى انتظار مبادرة الجزيرة بزيارة المجلس الأبيض وتهنئته، واجعلوها بداية «بيضا» للروح الرياضية الحقيقية حتى ولو ظل الفوز « أحمر « !!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة