محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

لهذا السبب سجد الشعراوى شكراً لله

الأخبار

الإثنين، 23 أكتوبر 2023 - 07:42 م

كثيرا ما توقفت عند رواية مولانا الإمام محمد متولى الشعراوى عن سجوده شكرا لله إثر نكسة يونيو ١٩٦٧ كنت لا أستوعب ماذا كان يقصد الشيخ الجليل بسجود الشكر على هزيمة وطنه و أمته العربية على يد من هم أشد الناس عداوة ربما للبشر جميعا وليس لأمتنا فقط، تاريخهم من أيام بابل إلى الآن خير دليل.


طبعا الكثير من ملايين المتابعين للإمام الشعراوى لم يغفروا له ذلك بصرف النظر عن انتمائهم سواء كانوا ناصريين أو وحدويين أو عربا قوميين.
محبو الشيخ ومريدوه حاولوا استيعاب الحدث وبعضهم اعتبرها سقطة أو زلة من منطلق أن لكل جواد كبوة، وآخرون رأوها علاقة بين العبد وربه وهو العالم بالنيات وما تكنه القلوب.
رغم مرور ٥٦ عاما على الواقعة وستة وعشرين عاما على وفاة الإمام لم أصل إلى تفسير للرواية، يحفظ للإمام صورته العظيمة فى الأذهان ويحفظ لناصر دوره العظيم فى حياة المصريين والعرب وأفريقيا بل والعالم أجمع.


وأخيرا وجدت ضالتى مع موقع «اليوتيوب» حيث قام البعض بعد أحداث السابع من أكتوبر الجارى بإعادة بث فيديو للشيخ الجليل أشار فيه إلى أن أحد العارفين سجد شكرا لله فى يونيو ٦٧ إقرارا بما أورده القرآن الكريم فى سورة المائدة عندما أشار إلى افسادهم الثانى فى الأرض واحتلالهم القدس واسر الأقصى، ويأتى بعد ذلك من يدخل عليهم المسجد كما دخلوه أول مرة.. ولا أعرف لماذا نسبها الشيخ إلى غيره ولم ينسبها إلى نفسه ولكن اللبيب بالإشارة يفهم.


إذن لم تكن سجدة الشكر شماتة لا سمح الله فى عبدالناصر ولم تكن شفاء لغل فى القلب حاشا لله أن يكون فى وجدان مثل وجدان الإمام.. ورغم هذا الفيديو الذى بالقطع مر عليه ما يقرب من ثلاثين عاما لم يقتنع الناصريون ولا القوميون العرب بتفسير الرجل ومازالوا يسجلونها عليه كعلامة للشماتة فى وقت من‭ ‬أصعب‭ ‬الأوقات‭ ‬مرّ‭ ‬على‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والمصرية،‭ ‬ويجعلنى‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬أعود‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬74‬‭ ‬عندما‭ ‬استضاف‭ ‬الزميل‭ ‬نبيل‭ ‬على‭ ‬مقرر‭ ‬اللجنة‭ ‬الثقافية‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬طلاب‭ ‬كلية‭ ‬الإعلام‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الغزالى‭ ‬الذى‭ ‬سأله‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الدينية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬غزوها‭ ‬للجامعات‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬تمثال‭ ‬لجمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير‭ ‬وكان‭ ‬رده‭ ‬بانفعال‭ ‬كبير‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬تمثالا‭ ‬لعبدالناصر،‭ ‬وهنا‭ ‬اعترض‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬الناصريين‭ ‬فكان‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬لكمة‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬آخر‭ ‬ملتح‭ ‬فصرخ‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزالى‭ ‬فيه‭ ‬قائلا‭: ‬من‭ ‬ضربه‭ ‬كان‭ ‬آثماً‭!‬


ولا يزال ‬الناصريون‭ ‬يلوكون‭ ‬بألسنتهم‭ ‬رواية‭ ‬الشعراوى فى الوقت الذى ‬لم‭  ‬تحظ فيه ‬واقعة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الغزالى‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الشهرة‭  ‬والصيت‭.‬
ورحم‭ ‬الله‭ ‬الإمامين،‭ ‬وإنما‭ ‬الأعمال‭ ‬بالنيات‭ ‬ولكل‭ ‬امرئ‭ ‬ما‭  ‬نوى،‭ ‬صدق‭ ‬رسول‭ ‬الله .‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة