جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أوروبا فى ذيل أمريكا.. إلى متى؟!

جلال عارف

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 - 07:15 م

حتى الآن.. استشهد أكثر من ستة آلاف فلسطينى أكثر من نصفهم أطفال ونساء، وتم تدمير أكثر من ثلث البنية الأساسية فى قطاع غزة.. ومع ذلك يبدو الرئيس الأمريكى حاسماً وراضياً وهو يعلن أن الوقت لم يحن بعد للحديث عن وقف القتال!!

وبعكس الكثيرين «حتى داخل أمريكا نفسها» الذين يرون الفشل الذريع فى حملة الرد على روسيا فى حرب أوكرانيا.. فإن الرئيس بايدن يرى أن هناك الكثير من الإيجابيات التى حققتها هناك.. فهو قد استعاد القيادة الأمريكية للمعسكر الغربى وامتلك القرار فى تحالف «الناتو» وحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد الأمريكى وصناعة السلاح هناك..

بالإضافة طبعا إلى استنزاف روسيا فى حرب تجرى على بعد آلاف الأميال من الأراضى الأمريكية ولا يسقط فيها ضحايا من بلاده!

وربما لهذا يدخل الحرب فى الشرق الأوسط. لكنه هنا يرسل قواته وأساطيله، ويدرك حجم الفشل والانقسام فى صفوف القيادة الإسرائيلية، فيتورط أكثر ويبدو كأنه وأركان إدارته هم من يقودون الحرب ويتخذون القرار !! 

ولهذا رأينا صدى القرار الأمريكى باستمرار الحرب وعدم وقف إطلاق النار فى موقف دول أوروبا فى قمة القاهرة وفى بياناتها المتلاحقة دعماً لإسرائيل ولحرب الإبادة التى تشنها على الفلسطينيين.

لكن المواقف تتحرك، وحجم الجرائم الإسرائيلية والانحياز الغربى بدأ يحرك الرأى العام فى العالم كله وشهدت عواصم أوروبا مظاهرات شعبية هائلة رفضاً للحرب ودعماً لفلسطين، وبدأت آثار ذلك تنعكس على مواقف بعض الدول. ورأينا انقساماً فى اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين قبل يومين، وخروجاً من المسئول عن السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى «بوريل» عن خط الانحياز لإسرائيل، حيث طلب وقف إطلاق النار، واعتبر منع الغذاء والماء والدواء عن فلسطين جريمة حرب، وشدد على مراعاة القوانين الدولية.. وكانت النتيجة أن أحيلت القضية إلى اجتماع الزعماء الأوربيين فى قمة استثنائىة غدا. فماذا سيفعلون؟!

هل يعيدون النظر فى مواقفهم المنحازة لإسرائيل، والتى تزداد معارضة شعوبهم لها مع كل جريمة حرب جديدة ترتكبها إسرائيل؟ وهل يدركون تكلفة الحرب الجديدة إذا توسعت لتضاعف ما يعانونه مع تكلفة حرب أوكرانيا؟ وهل يستطيعون الابتعاد عن الموقف الأمريكى واتخاذ موقف مستقل كما فعلت أسبانيا الصديقة منذ بداية هذا العدوان الوحشى؟ حتى الآن تبدو معظم الحكومات الأوروبية وكأنها نسيت كل ما كانت ترفعه من شعارات  عن حقوق الانسان وحرية الأوطان ومبادئ العدل والمساواة.. لكن الشعوب لا تنسى!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة