جانب من الحوار
جانب من الحوار


سفير فنزويلا: تربطنا بمصر علاقات تاريخية مبنية على الاحترام المتبادل | حوار

فاطمة بدوي

الخميس، 26 أكتوبر 2023 - 12:00 ص

نقدر الموقع الاستراتيجي والدور الحيوي لمصر في المنطقة 

كلا البلدين  يعملان على تحسين التجارة والاستثمارات المتبادلة بينهما

فنزويلا تولي أهمية قصوى لتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري مع  مصر

نحضر جدول أعمال اللجنة المشتركة الثانية بين فنزويلا ومصر

التعاون الثنائي في المجال  السياحي أولوية

تابعنا بشغف البرنامج الناجح للإصلاح السياحي الذي تنفذه مصر منذ عام 2018

 فنزويلا ترغب  في تعزيز التعاون  بقطاع الطاقة مع مصر

 

 


تحتفل فنزويلا  ومصر هذا العام بمرور ٧٣ عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وكاراكاس، والتي بدأت في عام 1950.


ويوجد بين مصر وفنزويلا تشاور مستمر في القضايا الدولية المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى إطار عضوية البلدين فى مجموعة الـ 15 وحركة عدم الانحياز.


وتواصل كل من فنزويلا ومصر تعزيز روابط الصداقة التي طوراها على مدار عقود ويحافظ البلدان على علاقات ثنائية ممتازة وفي المنتديات متعددة الأطراف، حيث تم التصديق على المبادئ الأساسية للقانون الدولي  ولمزيد من التفاصيل حول هذة العلاقات كان لنا هذا الحوار مع السفير 

ويلمار أومار بيرينتوس سفير فنزويلا بالقاهرة

وإلى نص الحوار: 

سيادة السفير. ماهو  تقييمك للعلاقات بين مصر وفنزويلا في الوقت الحالي ؟

 قامت فنزويلا ومصر بتأسيس علاقات دبلوماسية في 15 نوفمبر 1950، وبهذا العمل بدأت عملية التقارب الثنائي التي أدت إلى تطوير صلات صداقة واحترام وتعاون عميقة، وقد نجحنا في تطوير إطار من الأخوة والتناغم تجاوز المسافة الجغرافية التي تفصل أمريكا اللاتينية عن القارة الأفريقية والعالم العربي.

بدأت البلدين هذا المسار المنسجم في ظل حماسة التحرر من الاستعمار الذي بدأ في العقود السابقة واشتد اعتبارًا من الخمسينيات من القرن الماضي بناءً على رغبة الدول المستعمرة في الدفاع عن هويتها وتحقيق استقلالها المرغوب فيه من الأنظمة  الاستعمارية.

 ثم تولت البلدين قضية الدفاع عن حقوق شعوب العالم الثالث وإقامة نظام عالمي جديد، وهي أفكار دعمها قادة قوميون مثل الزعيم الكبير  جمال عبد الناصر، الذي ترك بصمته المستدامة في النضال من أجل احترام سيادة الدول ومكافحة الاستعمار.

لقد حافظتا فنزويلا ومصر على علاقة ثنائية تاريخية مبنية على احترام متبادل تعززت بالتطابقات في منتديات وساحات دولية مختلفة لتعزيز الالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي، من خلال الدفاع عن التعددية الثقافية وتطوير التعاون الجنوب - جنوب والحفاظ على حركة عدم الانحياز.

 فنزويلا تدرك الموقع الاستراتيجي والدور الحيوي لمصر كنقطة ارتكاز بين العالم العربي وأفريقيا والمجتمع الإسلامي وآسيا وأوروبا

ما هو حجم التبادل الاقتصادي والاستثمارات بين مصر وفنزويلا؟

 نأمل أن تكون التطابقات المتعددة الأطراف والحوار السياسي المثمر والتبادلات الثقافية المستمرة، أدوات للتقدم نحو تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية وتبادل الاستثمارات.

أظهرت الميزانية التجارية الثنائية لعام 2022 تبادلًا اقتصاديًا بقيمة 12 مليون دولار من واردات فنزويلا من مصر و22 مليون دولار من واردات مصر من فنزويلا، وفقًا لمصادر مصرية رسمية. هذه الأرقام متواضعة، ويعمل كلا البلدين على تحسين التجارة والاستثمارات المتبادلة نظرًا للإمكانات التي تتوفر في كلا البلدين

نحن نعمل معًا لتحقيق ديناميكية أكبر في جدول أعمالنا الثنائي الاقتصادي والتجاري والاستثماري وإعطاء الدفعة اللازمة لتوسيع تبادلاتنا إلى آفاق أوسع في إطار بناء ومنفعة متبادلة.

تعطي جمهورية فنزويلا البوليفارية أهمية قصوى لتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري مع  مصر  التي تعكس التطابقات والاتصالات الهامة التي تم تيسيرها على المستوى السياسي والدبلوماسي، مستفيدة من الإمكانيات والتكاملات المتاحة في كلا البلدين لزيادة المعاملات وتدفق الاستثمارات في كلا الاتجاهين، فمعًا يمكننا أن نرى طرق التقارب لخلق تآزر واستغلال مستقبل واعد للروابط الاقتصادية والتجارية.

 ما هي أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر وفنزويلا ؟

 تمت في 20 فبراير 2023 مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفنزويلي إيفان جيل، حيث اتفقا على مواصلة تعزيز التعاون القائم  والتأكيد على ضرورة تعزيز الحوار السياسي لتعزيز جميع مجالات العمل المشترك في صالح الطرفين.

وفي هذا السياق، نعمل على إعادة إطلاق آليات التبادل المتبعة بين البلدين، مع التركيز بشكل خاص على أعمال اللجنة المشتركة الثانية بين فنزويلا ومصر، بالإضافة إلى عقد الاجتماع الثاني لآلية التشاور السياسي.

تشمل المجالات التي أولوها الحكومة الفنزويلية للتعاون مع جمهورية مصر العربية: النفط والغاز والتعدين والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة والصيدلة.

 ما هي آخر التطورات في العلاقات الثقافية والتعاونية بين مصر وفنزويلا ؟

أما فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية والتعاون بين مصر وفنزويلا، تحت مظلة اتفاق التعاون الثقافي، الموقع في يوليه 1981، فقد استفادت بلداننا من التعاون والتبادل الثقافي لتعزيز الروابط الأخوية وتعميق التواصل بين شعبينا.

في هذا الإطار، قمنا بإقامة اتصالات مع دار الأوبرا ومؤسسات تعليمية على مستوى الجامعات لتعزيز نشر الثقافة الفنزويلية في الشعب المصري، بهدف إقامة بعض الاتصالات والتبادلات.

يجدر بنا أن نشير إلى وجود مشاركة مصرية في الدورة الثامنة عشرة لمعرض فنزويلا الدولي للكتاب (FILVEN 2022)، الذي عقد من 10 إلى 20 نوفمبر 2022، وكذلك في الدورة الثامنة عشرة لأسبوع إفريقيا العالمي في فنزويلا، التي أقيمت من 22 إلى 25 مايو 2023

قدمت فنزويلا أيضًا مشاركتها في العديد من المهرجانات التي نظمتها وزارة الثقافة المصرية، مثل مهرجان إسماعيلية  وأود أن أكرر اهتمام فنزويلا بمواصلة هذه التبادلات.

علاوة على ذلك، أود أن أشير إلى أنه بالتعاون مع وزيرة الثقافة، ومن خلال الهيئة العامة للقصور الثقافية وإدارة العلاقات الدولية، حددنا جدول أعمال لتنفيذه في المستقبل القريب، وهو خطوة هامة لتعزيز الروابط الثقافية بين فنزويلا ومصر.

وأود أن أشكر الوزيرة نيفين الكيلاني، على دعمها المستمر لتعميق الروابط الأخوية بين شعوبنا من خلال الأدوات التي توفرها دبلوماسية الثقافة وتعزيزها.

في مجال السياحة، ما رأيك في العلاقات السياحية بين البلدين ؟

 بالنسبة لقطاع السياحة، نحن نعلم جيدا  جوانب القوة في مصر في مجال السياحة، والتعاون الثنائي في هذا المجال هو واحد من القضايا الأولوية المدرجة في جدول أعمالنا 

 في هذا السياق، أقمنا تبادلات مؤسسية مع وزارة السياحة والآثار لتحقيق اقتراب أكبر بين البلدين في المجالات المشتركة.

في هذا الإطار، أكدت فنزويلا رغبتها في تبادل الخبرات في مجال السياحة بهدف إقامة آليات التعاون الثنائي نظرًا لقوة قطاع السياحة في مصر والإمكانات العالية لفنزويلا في هذا المجال.

كما تتطلع فنزويلا إلى التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون بين وزارتي السياحة في البلدين.

كما أكدنا استعداد الحكومة البوليفارية لتعزيز مكانة فنزويلا على المستوى الوطني والدولي كمنتج سياحي، كأداة استراتيجية للتنمية البلدية ومصدر للرفاهية للسكان.

ولقد تابعنا بشغف البرنامج الناجح للإصلاح السياحي الذي تنفذه مصر منذ عام 2018، الذي يهدف إلى زيادة مشاركة السكان المصريين في القطاع ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية المصرية التي تستهدف جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028.

في فنزويلا، تتوفر الإرادة الحكومية لتسهيل الآليات اللازمة لتطوير السياحة من خلال الاستثمار العام والخاص، وتعزيز ثقافة السياحة والمشاركة الفاعلة للجهات المعنية في النظام السياحي الوطني. ولذلك، فإنه لهذا السبب، تتوجه فنزويلا نحو استفادة من الخبرة المعترف بها لفترة طويلة في مصر في توجيه تنفيذ بعض المشاريع ذات الأهمية في القطاع.

هل من المتوقع أن يتم قريبًا تنظيم زيارات رسمية بين الجانبين؟

في المحادثة الهاتفية التي جرت بين السادة وزراء الخارجية سامح شكري وإيفان جيل في شهر فبراير الماضي، تم التأكيد على أهمية تبادل الزيارات لمواصلة تعزيز العلاقات الودية والتعاون الثنائي.

تعمل السفارة الفنزويلية بجدية على تنظيم هذه المبادرات التي ستسهم في تعميق التعاون في مختلف المجالات من خلال توقيع اتفاقيات جديدة.

 هل هناك تعاون في مجال الطاقة والتعدين بين البلدين؟

ترغب فنزويلا في تعزيز التعاون بين قطاعي الطاقة في البلدين، واستغلال التجارب والإمكانات المشتركة في هذا المجال، مع التركيز على أن علاقات الطاقة بين فنزويلا ومصر تستند إلى وجود تشابهات وقوة بين شركاتهما الوطنية، وخاصة في تبادل الخبرات في مشاريع الغاز، مع الأخذ في الاعتبار القوة المصرية في هذا المجال.

في مارس عام 2004، وقعت البلدين مذكرة تفاهم بهدف بدء التعاون في مجالات الطاقة المختلفة، ولا سيما في مجال الغاز وتطوير المشاريع المشتركة بين الشركات الوطنية، وتم تجديد هذه الأداة في مارس عام 2009 لمدة عامين، ونحن نعمل على تجديدها.

كما تهتم فنزويلا أيضًا بإقامة آليات تبادل موجهة نحو تعزيز القدرات الوطنية في مجال اكتشاف الموارد المعدنية في مناطق التعدين في كلا البلدين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة