إغاثة المنكوبين هدى نبوى وواجب شرعى
إغاثة المنكوبين هدى نبوى وواجب شرعى


الشيخ منصور الرفاعى عبيد| إغاثة المنكوبين هدى نبوى وواجب شرعى

نادية زين العابدين

الخميس، 26 أكتوبر 2023 - 04:44 م

تقديم العون لمن يحتاج إليه سلوك إسلامى أصيل تقضيه مكارم الأخلاق وقد كانت حياة النبى صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى به فى كل شيء لاسيما فى إغاثة الملهوف حتى إنه صلى الله عليه وسلم عرف به قبل بعثته، فعند نزول الوحى عليه لأول مرة رجع إلى السيدة خديجة، رضى الله عنها فأخبرها الخبر ثم قال: خشيت على نفسى قالت كلا إن الله لا يخزيك  أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر. وفى الأزمات تصبح إغاثة الملهوف ضرورة ملحة للأفراد والدول.

فما المقصود بإغاثة الملهوف فى الإسلام ؟ يقول الشيخ منصور الرفاعى عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق: إغاثة الملهوف يقصد بها توفير المساعدة الإنسانية والإغاثة للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة ونجدة الناس وقت الخوف والفزع فهى هدى نبوى وواجب شرعي؛ لأن الإسلام يدعو إلى التكافل الاجتماعى بحيث يتعاون الناس مع بعضهم البعض؛ فالقوى يساعد الضعيف والمتعلم يأخذ بيد الجاهل والغنى يمد يده بالخير للمحتاجين، فقد حث الإسلام على إطعام الطعام وتقديم الزاد لأى محتاج سواء فردًا أو دولة لأجل أن يعيش الناس فى وطنهم فى أمن وأمان قال تعالى (الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).

وقال تعالى فى حق الفرد: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، فإذا أصاب أى دولة مكروه وشدة فيجب علينا أن نرعاها؛ لأننا جميعا من أب واحد وأم واحدة ولنتأمل قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).

ويؤكد أن النفقة فى سبيل الله لها أجر عظيم، فيوم القيامة تأتى الصدقة فى ظل صاحبها وفى القبور تكون نورا وأنبه أنه يجب على الأفراد الميسورين أن يقفوا بجانب بلادهم فى مساعدة المنكوبين والملهوفين وأؤكد أن الإسلام جعل إغاثة الملهوف واجب ينهض به القادرون وعملا من أعمال الخير يتنافس فيه المتنافسون فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته) وقال أيضا على كل مسلم صدقة قالوا يا نبى الله فمن لم يجد؟ قال يعمل بيده ويتصدق قالوا فمن لم يجد؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف.

وأيضا يقال فى الأثر حدث أن رجلا كان يجلس على طعام هو وزوجته فرفعت زوجته اللقمة إلى فمها وسمعت طارقا على الباب يقول جائع ومسكين فردت اللقمة ووضعتها مع طعام وخرجت الى المسكين فأطعمته وفى الصباح ذهبت الى الحقل بولدها الرضيع ووضعته الى الأرض لتساعد زوجها فجاء أسد وأخذ الطفل فرفعت وجهها الى السماء وقالت يا رب أنت أعلم بحالى وما حدث أمس فرد على ولدى فذهب الأسد بعيدا ثم عاد ووضعه على الأرض مرة أخرى وانصرف.

ويضيف: لعلنا نتذكر أن ضيفا جاء للنبى صلى الله عليه وسلم آخر الليل فسأل صلى الله عليه وسلم  نساءه فلم يجد ما يطعمه فقال صلى الله عليه وسلم  للصحابة: من يستضيف ضيف رسول الله فقال أبو طلحة: أنا فأخذه وقال لزوجته أطعميه فقالت ليس لدينا طعام إلا طعام الصغار فقال نوميهم وقدمى الطعام وأطفئى السراج وجلس مع ضيفه يوهمه بأنه يأكل حتى شبع الضيف وفى الصباح توجه للمسجد فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا طلحة قائلا: ماذا صنعت مع ضيفك لقد تعجب الله من فعلك أنت وزوجك.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة