صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكاية جريمة| «الطماعين»

دسوقي عمارة

الأحد، 29 أكتوبر 2023 - 10:23 م

تترك البيت الصغير بقرية المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة من الصباح الباكر، تبحث هنا وهناك عن لقمة العيش.. ميرفت أم لبنتين.. منتصف الأربعينيات.. تتجول بجميع شوارع المحافظة للبحث عن عمل ولا تجد غير التسول بديلًا.. عم عبد المنعم رجل فى أواخر السبعينات من عمره يعيش وحده فى بيت كبير بكفر الدوار، تزوج أولاده والزوجة طلقها منذ فترة طويلة.. قد تكون أجبرته الحياة على وحدته أو قد تكون أحد اختياراته.. اليوم يشبه ما قبله.. نفس الناس وروتين الساعات لا يؤخر ثانية.. لا شىء يتغير فى حياته.. وحيدا فى البيت الكبير.

عم عبد المنعم اعتاد الجلوس أسفل منزله في «الصبحية».. وفى أحد الأيام يرى ميرفت.. تحمل كيسا تلملم به جود الناس بيد وبالأخرى تطلب المساعدة من الناس بأى شىء.. يناديها عم عبد المنعم ويعطف عليها ببزخ وفى المقابل دعت له بالخير.

تعود ميرفت إلى البيت الصغير.. اليوم كان يوم السعد بسبب عم عبد المنعم تنقضى الأيام وتعود إلى عم عبد المنعم قد يعطيها كما أعطاها، وبالفعل يعطيها وبزيادة.. لتبدأ ميرفت بالمرور كل يوم على عم عبد المنعم بحجة أنها تسأل عليه ولا تريد أن تتركه وحيدا.. فهى تهتم به ويجب أن يرعاه أحد ويشاركه تلك الوحدة المرة فى البيت الكبير.

يحن الرجل المسن لطريقتها فى السؤال عليه.. تعود أن يراها يوميًا.. أعادت بطريقتها مشاعر قد خبئها الزمن.. تطلب منه الزواج.. يوافق ولكنها توافق وبشرط أن يكون عرفيا لأن فكرة زواجها لن ترى شمسا إذا علمت بناتها أو أزواجهن.

كانت ميرفت أثناء تسولها أمام منزل عم عبد المنعم فى ساعات الصباح الأولى رأت رجلا عجوزا قد تسمح لها الفرصة بأن تأخذ منه مالًا كثيرًا، وزاد الطمع عندها أكثر بعلمها أنه وحيد، فبدأت  تنفذ مخططها وأن تستدرجه وتجعله يحبها كى تتزوجه وتقنعه بأن يملكها البيت الكبير.. هكذا هى طمعت وفكرت بهذا الأسلوب الاجرامى منذ البداية ولكن فى كل مرة يتم الحديث عن ملكية البيت الكبير... يرفض الرجل العجوز بشدة ويثور ومن جانبها تختلق المشاكل وتتشاجر معه و»تخاصمه» بالأيام.

فى يوم الجريمة اتصلت به واعتذرت له ودعته للمصالحة وقضاء يوم صاف وقامت بالاتفاق مع زوج إحدى بناتها وشقيقه وبمعرفة الأخت الثانية بوضع 4 حبوب مخدرة داخل مشروب غازى تم تقديمه له بعد الأكل، فنام عم عبد المنعم نوما عميقا أعطاهم الوقت الكافى لأخذ بصماته على 12 شيكا وايصال أمانة للتهديد بجانب توقيعه على عقد بيع وملكية البيت الكبير.. ونامت وفى الصباح تحاول ايقاظ عم عبد المنعم ولكنه جثة هامدة.

فكرت العائلة الإجرامية فى أن تقوم ميرفت بالتمثيل وان تجرى على السلالم وفى الشارع وتعلن وفاة الرجل المسن.. جوزى مات.. جوزى مات.. تأتى الشرطة وتقول لضباط المباحث أنها وجدته ميتا فى الصباح عندما حاولت ايقاظه.

ولكن ميرفت وزوج بنتها وشقيقه وبناتها الاثنتين نسوا مسح آثار الحبر من على ابهام عم عبد المنعم، وتتأكد الشرطة أن هناك شبهة جنائية.. الغريب فى الأمر أن جميع المتهمين اعترفوا على بعضهم.. وبسبب طمعهم الزائد وضعوا لعم عبد المنعم ... الحبوب المخدرة بزيادة فمات وبدلا من أن يواجهوا تهمة التوقيع بالإكراه.. قضت محكمة جنايات البحيرة بالسجن 15 سنة لميرفت وزوج بنتها وشقيقه والسجن خمس سنوات للبنات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة