قنابل مضيئة أسقطتها القوات الإسرائيلية فوق شمال قطاع غزة
قنابل مضيئة أسقطتها القوات الإسرائيلية فوق شمال قطاع غزة


صحف غربية: إسكات البنادق لن يتحقق بدون «بصمة مصرية»

محمد رمضان

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023 - 09:14 م

ربما لم تنكشف أدخنة المعارك بعد، ولم يستطع الاحتلال الإسرائيلي بكل ما أحضره من ترسانة أسلحة على تخوم قطاع غزة إنجاح هجومه البرى «البربري»، لكن ما تؤكده التقارير الصحفية الغربية أن إسكات البنادق لن يتحقق بدون «بصمة مصرية» بما تمتلكه القاهرة من «شفرة تفاوضية» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

فعلت إسرائيل - ولا تزال كل ما يحلو لها من استهداف للمدنيين واتباع سياسة الأرض المحروقة عبر محو أحياء كاملة فى غزة لكنها لم تستطع الوصول إلى «أسير» واحد من بين 230 أسيرًا اعترفت تل أبيب بوجودهم، ورغم ذلك لم تستطع حتى «دعشنة المقاومة»، كما حاولت. 

من هنا كثفت التقارير الإعلامية الغربية نصائحها لقادة الاحتلال بسرعة الانخراط فى مفاوضات مع «حماس» على أن تلعب مصر دور الوسيط فيها.

مجلة «تايم» الأمريكية نصحت «بيبي» إلى الانخراط فى المفاوضات باعتبارها أفضل طريق لإنقاذ حياة الأسرى، إذ قال الرئيس السابق للموساد تامير باردو إنه حتى مع الخبرة المتمرسة التى يتمتع بها معظم نخبة المقاتلين بالجيش الإسرائيلى فإن مخابئ حماس لن يتمكن أحد من الوصول إليها.

تذهب المجلة أيضًا إلى أن كبار المسئولين الإسرائيليين توصلوا على مضض إلى أن عملية تبادل ضخمة للأسرى ستكون أفضل طريقة لإعادة الأسرى، ومن المرجح أن يعنى ذلك إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين الذين تحتجزهم تل أبيب، وهى صفقات مؤلمة حتى لاستعادة جندى واحد أو جثة واحدة فقط، مشددة على أن الورقة المصرية تظهر بقوة هنا وبشكل خاص كوسيط قوى وفعال للطرفين. 

قبل أيام ذهبت مجلة «فورين بوليسي» إلى ما هو أبعد من ذلك بقولها صراحة إن «العالم لا يستطيع وقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس بدون مصر»، بل إنه ومع حديث الأمريكيين عن أن القاهرة أثبتت أنها «شريك صعب» إلا أن لديها مصالح حاسمة ونفوذ قوى فى غزة.

وبينما لا يزال الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس عالقين فى الصراع، فإن الأضواء الدبلوماسية تتحول نحو مصر وعلى رغم مما عانته مصر بعد 2011 وتداعيات ذلك على اقتصادها لكن عندما يتعلق الأمر بقطاع غزة وفق المجلة الأمريكية - فإن مصر لديها مصالح حاسمة بالإضافة إلى نفوذها القوي.

ومع التسليم بالرؤية الأمريكية بأن مصر ستشكل شريكًا صعبًا للولايات المتحدة وإسرائيل - خصوصًا فى ظل رفض القاهرة المطلق لتهجير الفلسطينيين وسيناء أو تصفية قضيتهم بل وضغطها المتواصل لإدخال المساعدات للغزيين إلا أنها كانت وستظل لاعبًا أساسيًا فى الاستجابة الدولية للحرب. لم يغفل تقرير «فورين بوليسي» بعض التحفظات المصرية على تصرفات «حماس» فى بعض الأوقات لكنها تشير إلى ما يتمتع به القادة المصريون أيضًا من تاريخ طويل من التعامل مع الحركة الفلسطينية، ولطالما سهلت عمليات تبادل الأسرى وساعدت فى التفاوض على وقف إطلاق النار.

وتطرح مصر الكثير على الطاولة بينما يسعى العالم إلى إيجاد حل للصراع فى غزة، ولعل الأمر الأكثر إلحاحًا هو سيطرة مصر على معبر رفح، وهى نقطة الدخول الرسمية الوحيدة إلى القطاع غير الخاضع لأى إشراف إسرائيلي، واليوم يمثل وبشكل مضاعف شريان الحياة الحيوى لإيصال المساعدات الدولية إلى الغزيين.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة