الضحية
الضحية


في 24 ساعة .. المباحث تحل لغز جثة بلا رأس في ترعة الإسماعيلية

أخبار الحوادث

الأحد، 05 نوفمبر 2023 - 10:39 ص

المنوفية : إيمان البلطي

 فى واقعة تحمل من البشاعة ما لا يطاق، وفوق كل احتمال، وعند رؤيتها، فالقلب غالبًا لن يستطيع تحمل هذه اللحظة، والعين غالبًا لن ترى في المستقبل ما كانت تراه في الماضي. الأمر ليس فيه أية مبالغة على الإطلاق؛ فعند رؤيتك جسد بلا رأس فهو كابوس بشع لا ريب، وعند رؤيتك لهذا الجسد ممزقًا وأحشائه خارجه، فإن الكابوس ليس بشعًا فقط، بل مرعبًا.. تفاصيل تلك الواقعة الخطيرة التي شهدت أحداثها قرية كفر السيد، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، في السطور التالية.

عند مدخل قرية كفر السيد في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وتحديدًا على أحد جانبي ترعة الإسماعيلية، استيقظ الأهالي على مشهد غاية في الرعب.. جسد شاب بلا رأس، وفي جسده علامات ندوب واضحة، وآثار تعذيب ظاهرة، ومن فعل فيه هذه الفعلة لم يكتف فقط بقطع رأسه، بل مزقه شر ممزق، لدرجة أن قاتله شق بطنه لدرجة خروج الأمعاء منها. 

الواقعة كانت بدايتها مبهمة، لم يكن يعرف أحد ممن رأى الجثمان هوية صاحبه، وطبعا السبب مفهوم، وهو أنه لا يوجد رأس، لكن فور إبلاغ الأجهزة الأمنية، وبدء التحريات حول الواقعة، تبين هوية الضحية.

ميكانيكي

بعد التحري حول هوية الجثمان، بالإضافة إلى أخذ بصمات الضحية لعمل فيش وتشبيه، تبين من هو صاحب هذا الجسد؛ هو كريم زهران، الشاب صاحب العقد الثالث من العمر، والذي يعمل ميكانيكي سيارات.

 يُعرف كريم في قريته بحسن الخلق، والجميع يعرفون أنه طيب القلب، ولا يحمل فيه ضغينة لأحد، وأنه كثيرًا ما وقف بجوار من يحتاجه، وأنه أيضًا يتسامح مع من يتأخر عليه في أجر الصيانة، ولا يطالبه كثيرًا، أضف إلى ذلك براعته في مهنته إلى أقصى درجة، وهو ما جعل الكثير من الناس يفضلون التعامل مع كريم دون غيره، إلى حد أن الأقبال عليه مقارنة بمن يمتهن نفس مهنته كبير جدًا، إلى جانب أنه كان لا يرضى ابدًا بأن يقع ضحية نصب، فهو لا يقبل من أحد أن يأكل عليه ولو جنيهًا واحدًا، وكان يقول: «عملت الشغل بما يرضي الله.. يبقى لازم اخد حقي بما يرضي الله».

تخيل بالرغم من كل هذه الصفات الجميلة، وتقدير الناس لشخص كريم واتقانه في عمله، هناك من يحمل الضغينة في قلبه له، وهو ما نراه واقعًا ملموسًا في هذه الجريمة.

قبل أن يتم الدخول في تفاصيل تلك الليلة الصعبة، والأخيرة، في حياة الميكانيكي، يتبقى القول أن تحريات الأجهزة الأمنية، فور كشفها هوية المجني عليه، تبين من خلال كاميرات المراقبة، تفاصيل ما تعرض له، وهوية من قام بهذه الجريمة البشعة.

أجر صيانة

قبل الواقعة تقريبا بـ 10 سنوات، حضر أحد الأشخاص، من سكان القرية، لديه سيارة ماركة شاهين، إلى كريم في الورشة الخاصة به، وطلب منه تصليح ما بها من عطل، وبالفعل قام كريم بعمله، واتفق الطرفان على مبلغ ألفي جنيه أجر تصليح السيارة.

صاحب السيارة، بعد أن تسلمها خالية من العطل، ماطل في دفع أجرة التصليح، ثم بعد ذلك صمم على أن لا يدفع أكثر من 400 جنيه، وبالفعل دفع المبلغ ونكث ما عهد به في بداية الاتفاق، ولم يرض بأن يدفع أكثر من ذلك.

هذا الأمر، جعل كريم يحمل في قلبه ضغينة لصاحب هذه السيارة، وفي كل مرة كان يراه يقود هذه السيارة، ويمر من أمامه، كان يقول بصوت عالٍ: «حسبي الله ونعم الوكيل».

سنة تجر في ذيلها سنوات، حتى ضاق الأمر بكريم، خاصة أنه طالب أكثر من مرة بحقه لكن صاحب السيارة يرفض إعطاءه أي قرش، حتى قرر أن يأخذ حقه بيده.

وبالفعل، انتظر كريم مرور صاحب السيارة من أمام ورشته، وافتعل معه مشاجرة، وصلت إلى أن تعدى كريم ضربًا على مالك السيارة، بل ووصل الأمر إلى أن ضربه ضربًا مبرحًا، بل وربطه في جذع شجرة، ثم ألقاه في حفرة.

هذه الواقعة لم تمر مرور الكرام، إذ قام ابنا مالك السيارة بتحرير محضر ضد كريم، وبالفعل ألقى القبض عليه وإحالته إلى النيابة، والتي بدورها تم التحقيق مع كريم وتبين إدانته، واحيلت الواقعة إلى المحكمة التي قضت بحبس كريم زهران سنة مع الشغل.

بعد أن قضى كريم عقوبته، وخرج من السجن، قرر أن يبدأ صفحة جديدة، وينسى ما بينه وبين من قام بالنصب عليه، لكن ابنى مالك السيارة لم ينسا ما حدث لأبيهما. وبيتا النية.

 الجريمة

في مساء يوم الجمعة، وتحديدًا الساعة الثانية بعد منتصف الليل دخل الشقيقان إلى منزل كريم مستغلين أنه يعيش بمفرده، لأن والديه متوفيان، وضرباه على قدمه حتى شلا حركته، ثم حقنه أحدهما بحقنة هواء، مات على إثرها.

بعد أن تأكد الشقيقان أن كريم قد فارق الحياة، خرج الشقيقان وأحضرا سيارتهما، وأبيهما يراقب الشارع في الخارج، وعندما تأكدا من خلو المارة بالطريق، أحضرا سيارتهما، ووضعا الجثمان داخل السيارة، واتجها بها من الإقليمي إلى ترعة الإسماعيلية بالخانكة، ثم فصلا الرأس عن الجسد، وفتحا البطن حتى الأسفل، حتى خرجت الأمعاء، ثم ألقيا بالجسد إلى الترعة.

بعد يومين من الحادث، كان مزارع من الخانكة، يذهب صباحًا لري أرضه، وهنا نزل للترعة ليضع خرطوم الماتور، فوجد الجسد يطفو على المياه، فأسرع وأبلغ الشرطة، وبالفعل جاءت شرطة قسم الخانكة، ورفعت البصمات، ليجدوها مطابقة لبصمات الفيش التابع لكريم زهران، الذى قد قام به قبيل حبسه لمدة عام.

وبالفعل تم إبلاغ قسم شرطة أشمون، والذي تبين وجود محضر محرر من أهل كريم يفيد باختفائه، وبعد تفريغ الكاميرات والاشتباه ببعض الأشخاص ألقى القبض عليهم في أقل من 24 ساعة، واعترف الجناه بارتكاب الحادث، وبالفعل احيلوا إلى النيابة العامة، والتي أمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، والتجديد بعد انتهاء المدة بحبسهم  15 يومًا مع التجديد، لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيق في القضية..

اقرأ أيضا : بعد قليل.. محاكمة عامل خردة لاتهامه بقتل صديقه في القليوبية 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة