الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية
الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية


مكتبة الإسكندرية تناقش تحديات العلوم الاجتماعية في الوطن العربي

أمنية حسني كُريم

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 06:49 م

افتتح الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم، ندوة "تحديات العلوم الاجتماعية في الوطن العربي: آفاق التحول ورؤى مستقبلية"، والتي نظمتها المكتبة لمناقشه مستقبل العلوم الاجتماعية.

اقرأ أيضا | محافظ سوهاج يستقبل بعثة البنك الدولي والمكتب التنسيقي لبرنامج التنمية المحلية بالصعيد

 

شارك في الندوة مجموعة من الأساتذة والخبراء في مجال علم الاجتماع من الوطن العربي ومن جامعات القاهرة والإسكندرية.وطرح الدكتور أحمد زايد عددًا من القضايا والتحديات التي تواجه مستقبل علم الاجتماع في الوطن العربي؛ ومنها إشكالية تمركز علم الاجتماع حول النظرية الأوروبية، وضرورة مواكبة علم الاجتماع للتغيرات العالمية والعولمة والتقدم التكنولوجي وتدفقات الأفكار والأجندات.

وأكد زايد على أهمية إعادة النظر في العلاقة بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية لتكون علاقة تعاون، كما أشار إلى أهمية دور علم الاجتماع في ظل الأزمات الطارئة كجائحة كوفيد - 19، إلى جانب دوره في دراسة المشكلات الاجتماعية التي أصبحت عابرة للقارات.

كما لفت إلى وجود مشكلات ثقافية وأخلاقية تنشأ عن تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

وطرح زايد تساؤلًا حول أسباب غياب الريف في بحوث الاجتماع، فالمجتمعات الريفية تشهد تغيرات كبيرة لم يتطرق لها الباحثون. كما أشار إلى أن علم الاجتماع يجب أن يلتفت إلى التغيرات الحالية التي تطرأ على شكل الطبقات الاجتماعية والحدود بينها. وتحدث زايد عن كيفية اختيار المشكلات البحثية وهل هي تدرس المجتمع بالفعل؟ كما أكد أن مناهج البحث تحتاج إلى تطوير.  

وجاءت الجلسة الأولى للندوة بعنوان "آفاق التحول في العلوم الاجتماعية"، تحدث فيها الأستاذ الدكتور سعيد المصري؛ أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور هاني خميس عبده؛ أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وأدار الجلسة الدكتور جيلالي المستاري.

وتحدث الدكتور سعيد المصري عن "مستقبل العلوم الاجتماعية بين التحديات والفرص"، لافتًا إلى وجود غايات تسعى إليها العلوم الاجتماعية في العالم العربي، وهي المعرفة الدقيقة حول السلوك الاجتماعي والكيفية التي يتشكل بها المجتمع وكيف يتغير، واكتساب القدرة على التحرر من القيود الاجتماعية وصور الاستغلال والظلم الاجتماعي، ودعم السياسات العامة وعمليات اتخاذ القرار بشأن إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية، وتشكيل الوعي المجتمعي لتمكين الناس من القدرة على تحسين أساليب حياتهم بإرادتهم.

ولفت إلى وجود ممارسات وأنماط معرفية في ضوء هذه الغايات وهي الممارسة الأكاديمية التي تختص بمعرفة منظمة ومنهجية ولغة علمية رصينة وهي موجهة أساسًا لجمهور العلماء وتنتج في الجامعات ومراكز البحوث الفكر، والممارسة النقدية التي تهتم بفهم الظواهر الاجتماعية وتوجه لجمهور الناشطين في المجتمع المدني والحركات الاجتماعية، والممارسة التطبيقية التي تركز على تقديم المشورة العلمية العاجلة حول اقتراح سياسات وصور وتدخلات تفيد في حل المشكلات المجتمعية وتوجه المشورة للمسئولين في الحكومة والسلطة ومنظومة عملية اتخاذ القرار، والممارسة التنويرية التي تهتم بقضايا الوعي الاجتماعي وتنمية البشر وتوجه للجمهور العام من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والمجتمع المدني.

وتحدث المصري عن بعض أوجه الخلل في العلوم الاجتماعية ومنها التباس البنية المؤسسية لتعليم العلوم الاجتماعية بين نمطي إنتاج المعرفة الأكاديمية وإنتاج المعرفة لحل المشكلات المجتمعية، والقصور في تعليم العلوم الاجتماعية وضعف مستوى التأهيل في الدراسات العليا ونقص الاعتمادات في الموازنة المخصصة للبعثات الدراسة، واتساع الفجوة بين العرض والطلب حيث يتم تخريج أعداد هائلة سنويًا بشهادات جامعية لا تؤهلهم لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، وذلك إلى جانب تفاوت الحضور الأكاديمي فيما بين التخصصات المختلفة، وضعف الحضور المحلي في الشأن السياسي والاجتماعي، وضعف الحضور المعرفي العربي دوليًا، والحواجز اللغوية للتراكم المعرفي.

ولفت الدكتور سعيد المصري إلى عدد من الفرص أمام علم الاجتماع منها وجود بنية تكنولوجية رقمية وقواعد بيانات دولية تتيح فرص الوصول إلى المعرفة المتخصصة في العلوم الاجتماعية بلغات مختلفة، واتساع فرص التعاون الدولي لوجود مؤسسات دولية وإقليمية مانحة تساعد في تمويل التدريب والبحوث، ووجود طلب سياسي على العلوم الاجتماعية نظرًا لأن المشكلات المجتمعية الراهنة تستوجب توظيف العلوم الاجتماعية بصورة أكثر فعالية لمواجهتها. 

وأكد المصري على ضرورة وضع عدد من الأولويات في مجال العلوم الاجتماعية؛ ومنها أولويات أكاديمية ككسر العزلة الاجتماعية والتجاوب مع الهموم والتحديات والطموحات المجتمعية وتأصيل الوظيفة النقدية للعلوم الاجتماعية، وأولويات فكرية كالنظر في إشكالية العلاقة بين الدولة العربية والمجتمع والنظر في التراث الثقافي وإعادة النظر في علاقة السكان بالموارد.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة