د. أيمن عبدالمغنى سليم
د. أيمن عبدالمغنى سليم


مداد قلم

الوجه الآخر للمحنة

الأخبار

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 08:17 م

صباح كل يوم نستيقظ على أخبار مزعجة وقتل واستشهاد عدد كبير من سكان غزة ،فالاحتلال يضرب بلا هوادة وبلا رحمة يضرب ليل نهار أهالينا وأخوتنا فى غزة من أجل تصفية غزة..

بين الحين والآخر يقوم الاحتلال بعمليات إرهابية مروعة لأهالى غزة والعجيب أن المجتمع الدولى يتغاضى عما يحدث من قتل وذبح وانتهاك لحقوق اهالى غزة ،ويساند الاحتلال بحجة أن من حقه الدفاع عن الشعب الإسرائيلى ولكنه لا يستطيع أن يقول من حقه الدفاع عن أرضه لأنها ليست أرضه من الأساس ، فهم مستوطنون جاءوا فاغتصبوا الأرض الفلسطينية العربية والكل يعلم الحقيقة.. ورغم ذلك فإن ضرب غزة الأخير -والذى مازال مستمرا -له فوائد منها :

الفائدة الأولى : أن هذه الضربة جاءت مع احتفالات المصريين بذكرى نصر أكتوبر الخمسين على الكيان الصهيونى الغاشم المتغطرس .هذه الحرب التى أعادت للمصريين عزتهم وكرامتهم ومع مرور الوقت تفقد هذه الحرب أهميتها وقيمتها للأجيال الحديثة التى لم تعاصر هذه الحرب وإنما سمعت وقرأت عنها فى كتب التاريخ فقط ،فإذا بالكيان الصهيونى يضرب غزة هذه الضربة التى أحيت مشاعر الغضب والحقد والكراهية فيعرف الصغير قبل الكبير ماذا حقق نصر أكتوبر لنا كمصريين ويرى شريط ما كان يحدث فى ويلات الحروب ،فلولا حرب أكتوبر لكنا فى خراب ودمار دائمين كما هو الحال فى فلسطين الحبيبة الآن ، فبعد مرور خمسين عاما يتلألأ نصر أكتوبر بذكرياته التى تظل محفورة فى وجدان المصريين وواقعه الذى مازال يحفرآثاره فى وجدان الأجيال الحديثة .

أما الفائدة الثانية: تعالت صيحات منذ فترات ليست ببعيدة عن أن القضية الفلسطينية قد ماتت ؛ فإذا بصمود أطفال غزة قبل الكبار ترد على كذب وافتراء هذه الصيحات التى تنشر السلبية وروح اليأس ،وتعلم الكيان الصهيونى أنهم لن ولم يفرطوا فى أرضهم الغالية ، وإذا بصمود أهالى غزة يزيل القناع والوجه الحسن الذى يرتديه الاحتلال ويظهر الوجه القبيح له من ضرب وقتل وتدمير ، ويثبت للضمير الانسانى الذى مات مع ضربات إسرائيل لغزة أن الشعب الفلسطينى سيظل صامدا ومهما مات منهم أبطال فإن دماء هؤلاء الأبطال الشهداء التى تروى أرض غزة ستنبت أبطالا غيرهم حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا .
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة