معرض الشارقة الدولى للكتاب
معرض الشارقة الدولى للكتاب


معرض «الشارقة للكتاب» .. يجتذب ناشرى نصف دول العالم!

أخبار الأدب

السبت، 11 نوفمبر 2023 - 11:46 ص

يختتم معرض الشارقة الدولى للكتاب غدًا الأحد «12 نوفمبر» فعاليات دورته الـ 42، التى نظمتها هيئة الشارقة للكتاب هذا العام تحت شعار «نتحدث كتباً»، وذلك خلال الفترة من 1-12 نوفمبر. استضاف المعرض 2033 ناشراً من 109 دول «يمثلون أكثر من نصف بلدان العالم»  على حد وصف أحمد بن ركاض العامرى الرئيس التنفيذى لهيئة الكتاب» ، منها 1043 دار نشر عربية، و990 دار نشر أجنبية، قامت بعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، منها 800 ألف عنوان عربى، و700 ألف عنوان من اللغات الأخرى.وشارك فى المعرض أكثر من 215 ضيفاً من كبار الكُتَّاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب  بعضهم حاصل على جائزة نوبل للآداب وجائزة البوكر الدولية والعربية قدموا  1700 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 460 فعالية ثقافية مابين جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية فى مختلف أنواع المعارف والتأليف، و900 ورشة عمل، إلى جانب العروض المسرحية والفنية وحتى فعاليات الطهى العالمي.. استمر المعرض فى دورته هذه على نفس النهج الذى انتهجته إدارته فى السنوات الأخيرة، متمثلة فى تعزيز دور التكنولوجيا فى كل شيء يخص المعرض سواء بالنسبة للناشرين والعارضين أو بالنسبة للجمهور الذى اتيحت له كافة المعلومات والخدمات «أونلاين» وكان من السهل على أى زائر أن يتعرف على عنوان أى كتاب ومكان دار النشر عبر شاشات  تفاعلية فى مداخل القاعات، إضافة إلى  أعداد كبيرة من الشباب المتطوعين، يتيحون الإجابات للجمهور الذى لا يستسيغ استخدام التكنولوجيا.. كما استمرت ظاهرة الزحام فى أروقة المعرض من كل الشرائح العمرية، ويكاد يصل المعرض إلى طاقته القصوى صباحا مع زيارات طلاب مدارس وجامعات الإلزامية للمعرض، كما أكد عدد من الناشرين الذين تحدثت إليهم أن الكتاب الورقى لم يفقد بريقه، بل العكس هو الذى يحدث بمزيد من الإقبال على اقتناء الورقى وتحديدا فى مجال الرواية.

 من الأشياء اللافتة فى هذه الدورة، من وجهة نظرى، الكلمة غير التقليدية  لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حكم الشارقة التى ألقاها، فى حفل افتتاح المعرض وتكلم فيها بروح الباحث، وليس الحاكم وقال: إن اللغة العربية هى اللغة الأصل لكافة لغات العالم، لأنها لغة سيدنا آدم عليه السلام التى اختصه بها الله سبحانه وتعالى، وأن هناك أمور غير صحيحة تاريخياً فى دراسة اللغات واللسانيات فى العالم يجب أن يتم تصحيحها، وهو ما سيشتمل عليه (قاموس لغات العالم) الذى سيصدر لاحقاً عن إمارة الشارقة.

واستمر حاكم الشارقة فى ارتداء ثوب الباحث وتساءل : هل ما نتحدث به نطلق عليه اللغة العربية؟ كلمة (عرب) من أين أتت؟ ومن أطلقها؟ وفى أيّ مكان؟ وقال كانت قريش لديها بئر زمزم،، يقال بئرُ إسماعيل لأنه نبع فى وقته ولكن لا يقال الماء، ويقولون عَرَب إسماعيل وهو الماء وليس البئر، وفى التعميد يقولون (العرّاب) أى الشخص الذى يغطّس الطفل فى الماء. إذاً كلمة عرب معناها الماء. وتأتى كذلك دواليب الماء يقال لها عربة ويقال عربى أى طلع الماء. ومن هذا الدولاب أخذوا كلمة (العرّاب). هذه مشتقات فى العمق التفسيرى لكلمة (عرب) وهى صفة أعطيناها للعرب ولكن نسبت إلى اللغة التى تتحدث بها العرب.

وأشار حاكم الشارقة إلى أنه يعمل فى الوقت الحالى على مشروع جديد يستفيد منه العالم أجمع، قائلاً: أنا الآن أقوم على قاموس جديد اسمه (لغة العالم) وهى كلها مصدرها واحد، ونعطى اسم لهذه اللغة التى وضعناها فى 110 مجلدات ونقول من أين أتت هذه التسمية لها؟ قيل إن هذه اللغات متشابهة، منها الحبشية والبابلية والعبرية، ولو أخذنا هذه اللغات وقارناها نجد إن الكلمات مشتركة، وأن الفعل هو الأساس فى الجملة لأنه مركز الجملة، وقالوا تسميتها اللغات السّامية. من أين أتوا بهذه التسمية؟ فتسميتها الصحيحة لغة آدم.

أسرار إبداع الكونى 
من الندوات الكثيرة التى تميز بها النشاط الثقافى للمعرض ندوة مع الكاتب والروائى الليبى الكبير إبراهيم الكوني، شخصية العام الثقافية للمعرض، الذى تحدث فى قضايا كثيرة فى مسيرته الإبداعية، وسر علاقته بالصحراء التى اختطفته لعالمها منذ أن تاه فيها وهو طفل ابن الخامسة وقال إن العلم والمعرفة لا يأتيان بسهولة، بل يتطلبان من الإنسان جهداً وعملاً واجتهاداً، مبيناً أن الوطن هو قيمة روحية تتجاوز المكان والزمان، وأن الهجرة تمثل تجربة إنسانية عظيمة اختار الله سبحانه وتعالى لها صفوة خلقه من رسل وأنبياء تعلموا دروس الحكمة من البيئة الصحراوية، التى وصفها بأنها مدرسة الحكمة والإبداع..

وردا على سؤال حول ماذا يصنع المبدع قبالة أحداث غزة قال : القراءة تضمد الجراح.وقال: «إذا أردت أن تتعلم فتألم، لأن العلم رديف للألم شكلاً ومضموناً، حتى إن الهمزة فى كلمة (ألم) هى فى الحقيقة العين فى كلمة (علم) لأن الهمزة باللغة العربية ليست إلا عيناً صغيرة».وتحدّث الكونى عن الوطن والهجرة، مبيناً أن الوطن هو مفهوم عميق، فهو روح تسكن الإنسان وتتشكل من خلاله هويته وثقافته، لذلك، فإن الوطن يبقى وطناً فى أنفسنا، وإن ابتعدنا عنه بأجسادنا، فهو يظل حاضراً فى قلوبنا وأفكارنا، مؤكداً أن الوطن ليس مجرد مكان محدد فى الزمان والمكان، بل هو قيمة روحية تتجاوز هذه الحدود، وقال: «إذا لم نشعر بالوطن فى داخلنا، ولم نحمل شغفه وحنينه فينا، فإننا نصبح أسرى للوطن، نعيش فيه دون أن نفهم معناه أو نقدر رسالته، من هنا فإن الوطن يحتاج إلى من يحلم به ويسعى إلى تحقيق رؤيته».وأوضح الكونى أنه ينتمى إلى هويات متعددة، ولكنه يفخر بانتمائه إلى الهوية العربية التى يتحدث بها، أو الروسية التى يتكلم بها، أو أى لغة أخرى تعلمها، مؤكداً أن تتعدد الهويات أمر إيجابى فى الإنسان يدل على الثراء والتنوع، ولكن الخطير فى الأمر هو التعصب لهوية معينة، وقال: «إذا لم نعتنق هوياتنا المتعددة كواقع روحى بالدرجة الأولى فسوف نفقد رصيدنا مما نسميه خزنة الهوية، أما حين نتعصب لواحدة منها فإننا نفقد هذه الميزة التى تجعلنا أوفياء لكل ما يسهم فى تشكيلنا».

روائع الأدب الكورى
واتاح المعرض فرصة ذهبية  أمام رواده  للتعرف على الأدب الكورى المعاصر المترجم للعربية، عبر أشهر الكتب والروايات، وأكثرها مبيعاً فى كوريا الجنوبية التى حَلت ضيف شرف هذا العام، والتى وجدها جمهور المعرض فى جناح كوريا الذى شغل مساحة 184 متراً مربعاً.. وكانت «لوز» واحدةً من أبرز الروايات الكورية، وأكثرها شهرةً ومبيعاً، فقد تجاوزت مبيعاتها المليون نسخة، الأمر النادر فى عالم الكتب الأكثر مبيعاً، الرواية من تأليف الكاتبة سون وون بيونج، صدرت عن دار صفصافة للنشر، بترجمة منار الديناري، وتقدم قصة فريدة عن الصداقة الحقيقية، وعن التأقلم مع مصائب الحياة، وكيف يمكن للحب والصداقة أن يغيرا حياة المرء للأبد... كذلك رواية «الكلبة التى تجرأت على الحلم» للكاتبة صن مى هوانج، وهى رواية مكتوبة بحرفية شديدة، تذكرنا بكتاب «كليلة ودمنة»، الرواية صدرت عن دار ثقافة، بترجمة زينة إدريس، وتحكى قصة الكلبة زيتونة المنبوذة بسبب مظهرها المختلف عن أخوتها الجراء، وعلى طول العمل سيستكشف القارئ العديد من مغامرات زيتونة مع صديقتها الهرة، والدجاجة، وواقع الحياة اليومية المزرى الذى تواجهه الحيوانات فى مجتمع المدينة، وغيرها من المعانى السامية.

عند قراءة رواية المتآمرون لكيم أون سو المدهشة، هناك احتمال كبير للغاية أن يتعاطف القارئ مع القتلة والمجرمين؟ هذه هى الفكرة المحورية عند أون سو، جعل القارئ يتعاطف مع هؤلاء الناس، وأن يرى ما فى دواخلهم من جمال وطيبة. 

وتعد «برج» لعشاق الخيال العلم واحدةً من أبرز وأكثر روايات الخيال العلمى شهرةً فى كوريا الجنوبية، وعنوانها «برج» للكاتب باى ميونج هون، من إصدارات عصير الكتب، بترجمة منار الديناري، وتدور الرواية حول الحكايات التى تحدث فى ذلك البرج المكون من 674 طابقاً، ويسكنه نصف مليون مواطن، ويدعى «فبينستوك». عالم عجيب من البشر والحيوانات والأشياء المفارقة للواقع، مكتوبة بحرفية ومهارة عالية.

اقرأ أيضًا | معرض الشارقة الدولي للكتاب : كاظم الساهر يغنى بالإنجليزية لوقف الحرب على غزة

العرب وكوريا 
وفى ندوة من ندوات برنامج ضيف الشرف، كشف البروفيسور لى هى سو الخبير فى ثقافة الشرق الأوسط والثقافة الإسلاميّة حقيقة نهضة كوريا العلمية وكيف أنها تأثرت تاريخياً بشكل كبير بمعارف وعلوم الحضارة العربية الإسلامية فى أوج عطائها، مشيراً إلى أن جذور العلاقات الكورية بالعالمين العربى والإسلامى تشكلت على يد التجار، وكشفت عن الكثير من القواسم المشتركة بين الثقافتين وخاصة فى السمات الاجتماعية والعلاقات الأسرية والقيم الأخلاقية.وشدد سو على أنّ العلاقات التى تجمع كوريا بالعالمين العربى والإسلامى حافظت على زخمها واستدامتها منذ أول اتصال بين الطرفين فى القرن السابع الميلادي، موضحاً أنّ جوهر ذلك يكمن فى طبيعة تشكيل هذه العلاقات والتى لم تقم أبداً على الحروب واحتلال الأراضي.وأضاف: «هناك الكثير من القواسم المشتركة بين كوريا والعالم العربى والإسلامي، ومن خلال مشاهداتى أستطيع أن أقول إن ثقافة الكرم وحسن الضيافة على رأس هذه القواسم، وكذلك العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة وتقسيم أدوار الجنسين وثقافة الطعام واللباس، فمثلاً النساء فى كوريا كانت فى فترة ما يرتدين الحجاب المشابه للحجاب المتعارف عليه فى العالم العربي».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة