د. أحمد شوقى والنائب عبد المنعم إمام
د. أحمد شوقى والنائب عبد المنعم إمام


حملة المقاطعة فرصة لتجويد المنتجات المصرية وزيادة الصادرات

اللواء الإسلامي

السبت، 11 نوفمبر 2023 - 04:52 م

لاقت دعوة مقاطعة منتجات الدول المساندة لإسرائيل إقبالا شديدا من المواطنين تعاطفا مع الشعب الفلسطينى.. الاقبال على المنتجات المصرية التزايد.. وأكد التجار أنه منذ اطلاق الحملة والإقبال يتزايد على المنتجات المصرية.

وأكدوا أن البحث عن البدائل المصرية سيؤدى إلى رفع معدلات جودتها بعد أن كان المواطنون يفضلون المستورد على المحلى بحجة أنه أكثر جودة.

الأراء اختلفت وتباينت حول جدوى المقاطعة وأثارها الإيجابية والسلبية.

اقرأ أيضاً| إشادات عالمية بموقف الرئيس السيسي تجاه القضية الفلسطينية

تعزيز قيمة الجنيه

يقول الدكتور أحمد شوقى الخبير الاقتصادى إن الاضطرابات الجيوسياسية وارتفاع حدة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية دفعت العديد من الدول العربية فى منطقة الشرق الأوسط بمقاطعة العديد من المنتجات الأجنبية الداعمة للكيان الصهيونى وأصبحنا أمام سيناريوهات متعددة أهمها.

الاستجابة لمطالبات المقاطعة والتى ظهرت بوادرها على أرض الواقع ستكون فرصة نحو توجه المؤسسات والمصانع المحلية بزيادة حجم إنتاجيتها والتوسع فى خطوط الإنتاج لتغطية متطلبات السوق واستقطاب عمالة من السوق والتى ستساهم فى خفض معدلات البطالة وعدم ارتفاعها عن معدلاتها الحالية ٧.٣% فضلا عن مساهمة تلك المصانع والمؤسسات فى تحقيق معدل النمو ليصل إلى 4% فى ظل ما يعانيه الاقتصاد العالمى والمحلى من إشكاليات فى سلاسل الإمداد والاضطرابات المتتالية. وأوضح شوقى أن توجه المؤسسات والمصانع المحلية نحو التوسع سيحتاج إلى زيادة حجم التمويلات الممنوحة من البنوك لدعم المنتج المحلى والذى سيكون له دور فى المساهمة نحو خفض معدل التضخم دون 40% والذى يعد معدلاً قياسيا فى الاقتصاد المصرى؛ وذلك لكون انخفاض قيمة الجنية المصرى أحد أهم مكونات ارتفاع التضخم الحالي.


مؤكدا أن دعم المنتجات المحلية ستعزز من قيمة الجنيه المصرى والوصول إلى القيمة العادلة له فى الأسواق والعمل على تقليل حدة السوق الموازى وتخفيف الطلب على الدولار الأمريكى فى ظل ما يعانيه الجنيه المصرى من انخفاض؛ وكذا تخفيف فاتورة الاستيراد للمنتجات الأجنبية والاكتفاء باستيراد مستلزمات الإنتاج والتى بدورها ستقلل من العجز بالميزان التجارى بميزان المدفوعات المصري.

وشدد شوقى على ضرورة تحسين جودة المنتجات المحلية سيكون له فى زيادة حجم الصادرات المصرية والمساهمة فى تحقيق استراتيجية الدولة المصرية ١٠٠ مليار دولار صادرات والتحول نحو فائض فى الميزان التجارى بميزان المدفوعات بدلا من العجز الحالى وبالتالى إحداث توازن فى الميزان التجارى بميزان المدفوعات بالإضافة إلى باقى بنود ميزان المدفوعات ؛ والمساهمة كذلك فى خفض العجز بالموازنة العامة المصرية البالغ ٨٢٤ مليار جنيه من خلال خفض قيمة المصروفات الخاصة بالسلع والخدمات ١٣٩ مليار جنيه والدعم الموجه للسلع البالغ ٢٥١ مليار جنيه بالموازنة العامة المصرية ٢٠٢٣/٢٠٢٤.

حزمة إجراءات

وطالب شوقى بدعم المنتجات المحلية ودعم مبادرة تمويلية لدعم المنتجات المحلية وتقديم إعفاءات ضريبية متنوعة للمصانع المصرية؛ ووضع مواصفات قياسية للحفاظ على جودة المنتج المصرى وزيادة تسويقه فى الأسواق المحلية من خلال خطط تسويقية وحملات كبيرة فى ظل المطالب بالمقاطعة فضلا عن زيادة وعى المواطن المصرى بجودة وأهمية التعامل بالمنتجات المحلية وأثرها الإيجابى على المواطن المصرى والاقتصاد المصرى.

برلمانى يعارض

بينما شهدت ردود أفعال عدد من أعضاء مجلس النواب تجاه دعوات مقاطعة الشركات التى تحمل جنسيات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، تباينًا فى الآراء بين مؤيد يرى أن لها فوائد تعود بالإيجاب والنفع على الاقتصاد الوطني، ومعارض يعتبرها «خطوة خطرة» على الاقتصاد المصرى..

فقال النائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن دعوات المقاطعة لبعض المنتجات والعلامات التجارية العالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى غير مقبولة وغير منطقية لما لها من تأثير سلبى على الاقتصاد المصرى والاستثمارات الأجنبية المباشرة وأن المنتجات التى يتم الدعوة لمقاطعتها 98%-99% منها عمالة مصرية وتقوم بتسديد الضرائب للدولة وتعتبر منتجاً مصرياً وليس كما يروج البعض لأن تصنعيها يكون بمصانع داخل مصر، مؤكدا أن تلك الدعوات سينتج عنها انخفاض فى المبيعات وبالتالى انخفاض فى الضرائب المسددة.

وطالب وكيل الخطة والموازنة بضرورة الفصل بين الاقتصاد والتعاطف الوطني، قائلا: «الظروف الاقتصادية الحالية تحتم علينا مراعاة ذلك لأن الضرر الاقتصادى الناتج عنها أكبر بكثير على مصر»، لافتًا إلى أن المنتجات المحلية التى يتم الترويج لها على أنها البديل موجودة فى السوق المحلى منذ سنين ولا تتمتع بإمكانيات ولا قدرة إنتاجية تستوعب العمالة التى ستضرر من تلك الدعوات، مضيفا: «هذا الأمر أثبت فشله منذ 50 عامًا مضت.

برلمانى يؤيد

وفى المقابل، رحب النائب عبدالمنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بدعوات مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة بعض المنتجات التى تحمل علامات تجارية عالمية ودعم نظيرها المحلي، قائلا: «أهم ما يميز تلك الدعوات أننا تخلصنا من عقدة الخواجة التى كانت منتشرة مؤخرا والتباهى بشراء منتجات مستوردة» و أن دعم المنتج المحلى وتوطين الصناعة أمر محمود نأمل أن يستمر على المدى البعيد لتقليل فاتورة الاستيراد.

وتابع أعتقد أن المصريين فى الخارج تأثيرهم فى المقاطعة سيكون أقوى على الشركات خارج مصر» وعبر عدد كبير من المواطنين عن فرحتهم بتراجع المبيعات الخاصة بتلك الشركات، كونها غير مصرية وتدعم قوات الاحتلال سواء بشكل معلن أو غيره، مؤكدين استمرارهم فى الحفاظ والسعى قدما لشراء المنتجات المصرية باعتبارها أفضل بكثير من جودة المنتج المستورد، ولكن لم تكن تأخذ حقها فى الدعاية اللازمة.

دعم الغيورون

كما أكد دكتور حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف بمطروح أن واجبنا اليوم بعد أن تكشفت الأمور واتضاح حجم التآمر على الأمة والوطن أن نلتف حول صناعتنا وندعمها دعما كبيرا ونقدمها على غيرها لنحقق الاكتفاء الذاتى خاصة فى الصناعات الاستراتيجية لنحقق الأمن القومى لمصرنا الحبيبة وننبه على حرمة استغلال الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن والعالم فى التربح والتكسب برفع الأسعار واحتكار السلع فلا إنسانية لمن اشترى السلعة وقت الغلاء، وحبسها ليعطش السوق، بقصد الاضرار بالناس، إنها تجارة بأوجاع الناس وآلامهم خاصة الفقراء وهى إضرار بالأمة والوطن لا يفعله إلا الخاطئون قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»

الاصطفاف والتعاون

وأضاف عبدالبصير ما أحوجنا فى ظل هذه الظروف الصعبة والتى بدا واضحا حجم التآمر علينا كأمة عربية حيث استُبيحت الدماء وقتل الأطفال وهدمت المستشفيات والمساجد والبيوت والكنائس فى جرائم تشيب لها النواصى تحت سمع وبصر العالم الذى يزعم التحضر. والذى لم يهتز له جفن لقتل ما يزيد عن ثلاثة آلاف طفل وألفى امرأة الاصطفاف تحت قيادة أبت أن تُصَفَّى القضية الفلسطينية أو أن يُهَجَّر أهلنا فى غزة والضفة لتموت القضية وهيهات أن تموت مشددا على ضرورة التعاون والتعاضد والتناصر فيما بيننا محققين الأخوة الإيمانية التى حدثنا عنها القرآن الكريم « إِنْمَا المُؤمنونَ إِخْوة « قال الإمام الآلوسي: وإطلاق الإخـوَة على المؤمنين من باب التشبيه البليغ، وَشُبِّهوا بالإخوة من حـيث انتسابهم إلـى أصلٍ واحدٍ، وهـو الإيـمان المـوجب لـلحـياة الأبدية. . ودعا عبد البصير إلى التناصر ومد يد العون والتعاون وقد قال صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وإذا لم يتحقق التكافل والتعاون والتعاضد والمواساة والتناصر ونحن نرى الأطفال تقتل بدم بارد وآلاف النساء تموت تحت الأنقاض أو تموت معنويا بفقد الأب والابن والأخ والزوج فمتى يتحقق ؟متى تحيا الأمة وتجتمع كلمتها ويتوحد صفها وتُرِى العالمَ حيويتها ويُسْمَع صوتُها عاليا؟. متى نترك الشقاق الداخلى الذى يستهلك قوتنا ونعود إلى الوفاق الذى يرهب أعداءنا وآخرين من دونهم لا نعلمهم الله يعلمهم.

وإننا مدعون للرحمة والتراحم والتلاحم والله تعالى يقول «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة