جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

من يوقف الجنون الإسرائيلي؟!

جمال حسين

السبت، 11 نوفمبر 2023 - 07:47 م

لا أجد فى مفردات اللغة العربية كلمات أعبر بها عن هول المذابح والمجازر والتفجيرات التى ترتكبها اسرائيل بمباركة أمريكية أوربية فى غزة التى تحولت شوارعها ومنازلها الى مقابر جماعية ..لا تسعفنى العبارات لوصف مشاهد أشلاء جثث الأطفال ونظرات الرعب والفزع فى عيون المصابين والناجين منهم ..لا أستطيع وصف ما يحدث لأهالى غزة إلا أنها حرب إبادة جماعية وتطهير عرقى لشعب بأكمله وسط صمت عالمى مريب ومشين.


رائحة الموت فى كل مكان ..آلاف الأطنان من المتفجرات تلقيها الطائرات فوق رؤوس الأطفال والنساء والرجال وتدفنهم تحت الأنقاض ..وخرقا لأخلاقيات الحروب والمواثيق الدولية باتت المستشفيات هدفا رئيسيا للقصف الإسرائيلى وتكدست جثث الشهداء داخلها وأصبح الأطباء عاجزين عن تقديم خدماتهم بعد قطع المياه والكهرباء ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات ..مستشفى الشفاء الذى يعد أكبر مستشفى بقطاع غزة تعرض للقصف والحصار بدعوى وجود مركز لقيادة حركة حماس أسفلها رغم إعلان أمريكا أنه لا يمكن تأكيد الادعاء الإسرائيلى بوجود مقر لقيادة لحــمــــاس تحـــت المستشفى ..إدارة المستشفى اضطرت الى حفر مقبرة داخل المستشفى لدفن اكثر من مائة شهيد بينهم ٣٩ مولودا ماتوا داخل الحضانات لعدم استطاعتهم الخروج بالجثث من المستشفى لدفنها !! ..الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود يستصرخون ضمير العالم لانقاذ المرضى والطواقم الطبية دون جدوى ..الجرحى يموتون فى أماكن قصفهم لمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم ..مشاهد إجراء الأطباء العمليات الجراحية على الأرض للمصابين بدون مخدر وصرخات الأطفال والنساء لم تحرك مشاعر ساكن البيت الأبيض الذى يطالب ابنه المدلل نتنياهو بالمزيد!!
٢٠ مستشفى بغزة خرجت من الخدمة وذنب المرضى والجرحى فى رقبة بايدن والعالم كله
استشهاد ما يقرب من ١٢ ألف فلسطينى واصابة ٣٠ الفا لم تكن كافية حتى يستيقظ ضمير البشرية وإجبار اسرائيل على وقف هذه المذابح.


ولنا أن نتخيل أنه عندما استيقظ ضمير الرئيس الفرنسى ماكرون فجأة وتجرأ مطالبا إسرائيل بوقف قتل المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة استشاط نتنياهو غضبا وهاجم ماكرون هجوما عنيفا ووبخه محذرا ان ما فعلته حماس بغزة ستكرره فى باريس!!
اسرائيل احتجت رسميا على تصريحات نائبة بالاتحاد الاوروبى هاجمت رئيسة المفوضية الاوربية وقالت لها :انت تغسلين يديك بدماء أطفال غزة.


لكن وزيرة الشئون الاجتماعية الإسبانية بيلارا فكانت الأكثر جرأة وشجاعة وقالت كلمة حق دون تردد فى وجه نظام عالمى متواطئ ظالم ..أكدت أن المجتمع الدولى فشل فى منع الإبادة الجماعية والمجازر التى ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين ولا بد من فرض عقوبات على إسرائيل وقطع العلاقات معها.. دعت إلى محاكمة نتنياهو ورفاقه أمام المحكمة الجنائية الدولية واتهمت الاتحاد الأوروبى بالنفاق فى رد الفعل تجاه ما يحدث فى غزة مقارنة برد فعله تجاه ما يحدث فى أوكرانيا مؤكدة أن عدد الأطفال والبنات الذين قتلتهم إسرائيل خلال شهر فقط يفوق عدد القتلى فى جميع حروب العالم خلال العام الماضى ..ترى هل يستفيق الرئيس الأمريكى بايدن ويوقف حمامات الدم فى قطاع غزة ؟ وهل ينجح الضغط العربى فى وقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطيني؟ نتمنى ذلك

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة