صالح الصالحى
صالح الصالحى


يوميات الاخبار

وقف نزيف الدم رسالة العالم لإسرائيل

صالح الصالحي

الإثنين، 13 نوفمبر 2023 - 08:10 م

الوقت يمر ثقيلاً على أهل غزة، ويمر على جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلماً وحزيناً.. يكشف سوءات المعايير المزدوجة واختلال المنطق السليم

ما يُرتكب على أرض غزة وفى حقها جريمة فى حق البشرية.. جريمة سيُحاسب عليها العالم أجمع.. العالم الذى لم يقف مشاهدا ومتفرجا على ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى من مجازر لم تعرفها الإنسانية من قبل فقط، بل هناك من يساعد ويساند إسرائيل ويؤيدها، وكأنهم خُلقوا بلا قلب أو ضمير، عشقوا رائحة الدم، يتلذذون ويتمتعون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة والمُستضعفين.


إسرائيل التى تسير فى طريق القتل وتسبح فى بحور الدم الفلسطينى لا يستطيع أحد أن يقف فى وجهها أو يردعها عما تقترفه فى حق الإنسانية جمعاء وليس فى حق الفلسطينيين فقط.. إسرائيل وكأنها دولة فوق الجميع، تخرق كل القوانين وتسقط كل المعاهدات، وترتكب أبشع الجرائم المحرمة دوليا وانسانيا بدم بارد وكأنها ملكت العالم، تعيث فى الأرض فسادا وإفسادا دون رادع.


لعلى أجد وسط كل هذا الصمت بادرة أمل فى تحرك فعال للضغط على إسرائيل.. وذلك بتبنى الموقف المصرى من العديد من الدول العربية والإسلامية.. هذا الموقف الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة، وأكد عليه مرارا وتكرارا فى العديد من اللقاءات والاتصالات بزعماء ورؤساء وملوك الدول، وفى المؤتمرات والقمم التى عُقدت لإيجاد حل عاجل وفورى لما يحدث فى غزة، مطالباً العالم بالوقوف أمام مسئولياته أمام هذه الكارثة الإنسانية التى تشهدها غزة.. حيث أكد الرئيس أن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع المدنيين وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.. وضرورة وقف جميع الممارسات التى تهدف إلى التهجير القسرى للفلسطينيين.
وهو ما شدد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الإسلامية التى عُقدت السبت الماضى بالرياض.. حيث تحدث الرئيس بكل صراحة ووضوح وصدق، متحدثا بحكمة وواقعية، وبنبرة حزن وألم ممزوجة بالمسئولية.. مخاطبا الإنسانية، عارضاً رؤية مصر فى التعامل مع الأوضاع فى غزة.
الرئيس تحدث بكلمات دقيقة ومحددة موجهاً رسالة إلى جميع الأطراف والقوى الإقليمية والدولية، رسالة يجب أن نقف عندها كثيراً بالتحليل، فكل كلمة جاءت فى محلها ومكانها، يتردد صداها وتصيب مبتغاها.
فهى بمثابة وثيقة للتاريخ تسجل الموقف بكل دقة وتلخص معاناة غزة وضخامة الكارثة التى تعانى منها.. وتضع كل الأطراف أمام مسئولياتها، وتطرح الحل الوحيد الذى يضمن إنهاء الأزمة وعدم تجددها مستقبلا، ويضمن السلام والأمن للمنطقة.
الرئيس قال: إن الوقت يمر ثقيلاً على أهالى غزة من المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار، ويعانون من ممارسات لا إنسانية.. تعود بنا إلى العصور الوسطى.. وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولى، إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
الوقت يمر ثقيلاً على فلسطين وأهلها، ويمر علينا وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلما وحزينا، يكشف سوءات المعايير المزدوجة واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التى مع الأسف تسقط سقوطا مدويا فى هذا الامتحان الكاشف.
إن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة من قتل وحصار وتهجير قسرى غير مقبولة، ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى، وينبغى وقفها فوراً.
إن المجتمع الدولى لاسيما مجلس الأمن يتحمل مسئولية مباشرة للعمل الجاد والحازم.
الرئيس حدد الخطوات التى ينبغى السير فيها لوقف هذه الكارثة فوراً وإيجاد حل دائم للأزمة وهي:
 الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع، بلا قيد أو شرط.
 وقف كل الممارسات التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم.
 اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى.
 ضمان النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية.
 تحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
 التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين.
 إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
 إجراء تحقيق دولى فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولى.
الرئيس أكد أن مصر حذرت مرارا وتكرارا من مغبة السياسات الأحادية.. كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات وقسوتها غير المسبوقة، كفيل بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها.
الرئيس اختتم حديثه خير ختام موجهاً رسالة إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولى بأسره.. بأن مصر والعرب سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات، وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام.. والآن تأتى مسئوليتكم الكبرى فى الضغط الفعال لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فوراً.. ثم معالجة جذور الصراع وإعطاء الحق لأصحابه كسبيل وحيد لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة التى آن لها أن تحيا فى سلام وأمان، دون خوف أو ترويع، ودون أطفال تُقتل أو تُيتم، ودون أجيال جديدة تولد فلا تجد حولها إلا الكراهية والعداء.. فليتحد العالم كله حكوماتٍ وشعوباً لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، بما يليق بإنسانيتنا، ويتسق مع ما ننادى به من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق، جميع الحقوق وليس بعضها.
ولأن رؤية مصر هى رؤية العقل والمنطق والعدل والمساواة، تبنت القمة كل ما جاء بها حيث أكدت على:
 وقف العدوان وكسر الحصار على غزة، وفرض إدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.


 دعم كل خطوات مصر لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ورفض كامل لأى محاولات للتهجير القسرى.
 مطالبة مجلس الأمن الدولى باتخاذ قرار حاسم ملزم بفرض وقف العدوان، وكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعمارى التى تنتهك القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وقرارات الشرعية الدولية.


 اتخاذ قرار فورى يدين تدمير إسرائيل الهمجى للمستشفيات فى قطاع غزة ومنع إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه.
لعلى أجد هنا بادرة أمل فى الضغط من أجل وقف المجازر التى تُرتكب فى غزة، واستمرار الدول والزعماء والملوك المشاركين فى القمة وغير المشاركين والشعوب وكل من يحمل فى قلبه ذرة رحمة، وما زال ضميره يحتفظ بشيء من الإنسانية لنجدة وإغاثة طفل يهرب من الموت وممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات القمة والوقف الفورى لنزيف الدم من أجل الإنسانية والبشرية.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة