هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

أى وقاحة تلك!

هالة العيسوي

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023 - 09:26 م

لا يفسد الصدام المتوقع بين حكومتى واشنطن وتل أبيب للود قضية.  الولايات المتحدة مستمرة فى الدعم اللا محدود لإسرائيل فى حربها المدمرة على غزة. تعهدت بحزمة مساعدات لإسرائيل مقدارها2 مليار دولار كتمويل إضافى لحربها على غزة من أجل سحق حماس، بخلاف المعونة العسكرية السنوية المعتادة، وتدفقات السلاح المنهمر عليها، وذلك على الرغم من قلقها الشديد من غياب استراتيجية إسرائيلية للخروج من هذه الحرب، ومن تخطيطها لليوم التالى لانتهائها  فيما يتعلق بالقطاع .  

لم يرمش له جفن مع مشاهد التشريد والتهجير و التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة.  لكن ذرًا للرماد فى العيون أعلن  رئيسها جو بايدن عن مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار لضحايا الحرب فى غزة والضفة الغربية الذين أجبروا على ترك منازلهم! معتمدًا الغموض أسلوبًا لم يوضح ما إذا كان يقصد أهالى غزة أم سكان المستوطنات المحيطة بها. وحتى لو كان يقصد الفلسطينيين، يكفى أن تقارن بين مبالغ التدمير  ومبالغ المساعدات الإنسانية لتستشعر رهافة حسه. 

دولة الاحتلال بدورها، مستعدة للتضحية بتكاليف الحرب الباهظة التى قدرها بنك «هبوعاليم»، أحد أكبر البنوك فى إسرائيل بما لا يقل عن 27 مليار شيكل «6.97.5 مليار دولار» حتى الآن، مقابل الإطاحة بالمقاومة الفلسطينية. ومع أنها تشهد حاليا، عجزًا فى موازنتها، وانهيارًا لعملتها المحلية، وهبوطًا حاداً فى بورصتها، وتتوقع أن تبلغ تكاليف تلك الحرب 50 مليار دولار، لكنها مستمرة فى تدمير غزة  وتسويتها بالأرض، كالقطار بلا مكابح . 

يتداولون حول من سيحكم غزة بعد الحرب،  ويتحدثون عن ضرورة إعادة إعمار القطاع الفقير المهدم حيث يقيم هناك مليونا شخص، غالبيتهم يعانون من الفقر المدقع،  يتحدثون عن أهمية إعادة بناء قطاع غزة لتجنب وقوع كارثة إنسانية، لكنهم لا يفصحون عن مصادر تمويل هذا الإعمار وعمن سيتحمل هذه التكلفة. 

ووسط تسريبات عن نوايا إسرائيل بتحويل القطاع بناءً على مبادئ اتفاقيات أوسلو، إلى نوع من «المنطقة ب» المؤقتة، كما هو الحال فى الضفة الغربية، بما يعنى أنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على كامل قطاع غزة، مع نقل المجال المدنى إلى كيان آخر.

يتشاجرون فى إسرائيل على أموال التعويضات لمستوطنى  غلاف غزة الذين تركوا أعمالهم وقبعوا فى المخابئ، ولا أحد يتحدث عن تعويض آلاف الأسر الفلسطينية التى فقدت عوائلها أو أطفالها جراء وحشية الاحتلال أو فقدت أملاكها وبيوتها ومصادر دخلها ووظائفها.

يستظرف متحدث جيشهم بالعربية، ملمزًا السعودية فى تغريدة  سمجة بأنه إذا لم يكن تهجير الغزاويين إلى سيناء متاحًا، فمن الممكن تهجيرهم إلى «نيوم». أى وقاحة تلك التى تجعلهم  ينفقون المليارات فى التخريب والهدم والقتل، ويريدون أن يتحمل العرب عبء إصلاح ما أفسدوه.  وطمعًا فى دفع التطبيع ترنو عيونهم إلى الأموال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة