جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

.. ومازالت أمريكا ترفض إيقاف المذبحة

جلال عارف

السبت، 18 نوفمبر 2023 - 09:10 م

منذ بداية الحرب على الشعب الفلسطينى، والإدارة الأمريكية تؤكد أن هدفها الأساسى هو عدم توسع الحرب وتحولها لحرب إقليمية شاملة.. أو ماهو أسوأ، لكن ما يحدث بالفعل هو أن سياسة واشنطن - منذ البداية وحتى الآن - هى دعوة مفتوحة لاستمرار الحرب وتوسيع نطاقها!! 

بعد سقوط ١٢ ألف شهيد فلسطينى منهم خمسة آلاف طفل، مازالت أمريكا تصر على عدم وقف إطلاق النار، ومازالت تدعّى أنها عاجزة عن إقناع إسرائيل بوقف مجازرها،أو حتى بالهدنة القصيرة التى تحاول أمريكا تبرئة ذمتها من خلالها.

وعلينا وعلى العالم كله أن يصدق أن من يرسل سلاح القتل لإسرائيل يوميًا، ومن يرصد ١٤ مليار دولار لمساعدتها فى ارتكاب المجازر، ومن يقف حتى ضد أغلبية الشعب الأمريكى التى تطلب الوقف الفورى لإطلاق النار.. من يفعل كل ذلك عاجز عن إرغام إسرائيل على وقف مجازرها، وليس مشجعًا لها على الاستمرار فى القتل لتنفيذ مخططات تتوهم واشنطن أنها فى صالحها!!

 ولا شك أن الرئيس بايدن سيستفيق - عاجلاً أم آجلاً - ويدرك حجم الكارثة التى سببتها سياسته التى انحازت انحيازًا أعمى لإسرائيل وهو يعرف جيدًا أن من يحكمون إسرائيل واضحون فى تحديد أهدافهم وهى إنهاء حل الدولتين، والتوسع فى كل الأراضى الفلسطينية، ووضع الفلسطينيين بين خيارين: القتل أو التهجير(!!) ومع ذلك يظل الرئيس بايدن وأركان إدارته يواصلون ترديد الأكاذيب الإسرائيلية وتبرير الجرائم النازية التى ترتكبها إسرائيل.

وسيظل موقف أمريكا من اقتحام المستشفيات وقتل المرضى وتدمير كل الإمكانيات الصحية وصمة عار تطارد أمريكا كما إسرائيل التى لم تكن قادرة على تنفيذ كل هذه الجرائم لولا الموقف الأمريكى الذى مازال يردد أن أجهزة مخابراته تؤكد المزاعم الإسرائيلية حول استخدام المقاومة الفلسطينية للمستشفيات كمراكز قيادة ومخازن سلاح ومأوى للرهائن وأماكن لبناء الأنفاق!

ولعل ما حدث ويحدث فى مستشفى الشفاء يكشف تمامًا حجم الأكاذيب التى شاركت أمريكا إسرائيل فى ترويجها. فبعد أربعة أيام من اقتحام قوات إسرائيل للمستشفى وتفتيش كل شبر فيه، لم تجد شيئًا على الإطلاق، ولم تجد ما تعرضه على المراقبين إلا بضع بنادق وحذاء جندى وجهاز لاب توب وضعتها بجانب جهاز الأشعة لتفضح نفسها ويعرف العالم أن ما يشاهده هو فاصل من "الفبركة" الخائبة. والآن تطرد إسرائيل كل من فى المستشفى وتطلب إخلاءه خلال ساعة من مئات المرضى والأطباء وآلاف النازحين..

ربما لتستكمل عملية "الفبركة" وتدمير ما تبقى من المستشفى، وربما - وهذا هو الأرجح - لتبعد الأنظار عن الجرائم الأكبر التى ترتكبها فى باقى الأراضى الفلسطينية، حيث تطلب من سكان الجنوب (التى زعمت أنه آمن!!) أن يتركوا منازلهم، وحيث توسع الحرب فى الضفة الغربية وربما مع لبنان.

والهدف الواضح هو "التهجير" بينما واشنطن مازالت تدعم وتبرر وترفض إيقاف الحرب وتسير فى خط واحد مع النازية الصهيونية، وتظن أن أحدًا مازال قادرًا على أن يصدق أكذوبة أن قتل آلاف الأطفال الفلسطينيين لم يكن إلا دفاعًا عن النفس.. أو عن الاحتلال!!
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة