كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«سيناء.. حررناها مرتين»

كرم جبر

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 - 08:13 م

ارتدت مؤامرة تهجير الفلسطينيين إلى صدر إسرائيل، بعد أن أدركت أن سيناء لن تكون أبداً الوطن البديل، وحاولت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية التخلص من المأزق بطرح فكرة إعادة التوطين الطوعى فى الدول التى تقبل تهجير الفلسطينيين.

وهى فكرة أيضاً مستحيلة، لأن الفلسطينيين لن يتركوا أراضيهم مهما عظمت التضحيات، ولن يتنازلوا عن دولتهم المستقلة مهما طال الزمن، ولأن الدول الأوروبية نفسها أبدت تحفظات شديدة تصل إلى درجة رفض قبول مهاجرين.

أما سيناء فقد خرجت من حزام المؤامرة الإسرائيلية بمواقف مصرية شديدة القوة والوضوح، تدحض المؤامرة الشيطانية التى يديرها رئيس الوزراء الإسرائيلى، والحقائق على أرض الواقع تؤكد ذلك.

فقد انعقدت إرادة الدولة على تطهير سيناء من دنس الإرهاب، وضرب القواعد التى جاءوا بها، لينعم أهل سيناء الآن كسائر أبناء الوطن بالهدوء والاستقرار، ويأخذون نصيبهم العادل من مشروعات التنمية.

ومهما كانت درجة التوتر على الحدود الشرقية بسبب المجازر الإسرائيلية فى غزة، ستبقى سيناء رمزاً للبطولات العظيمة، بعد تحريرها مرتين من أعداء أكثر سوءًا من بعضهما، إسرائيل حاولت أن تبقى حتى جرفها زلزال حرب أكتوبر المجيدة، والإرهاب جاء ليستوطن، فكُسرت شوكته وتطهرت سيناء من دنسه.

وكانت معركة صعبة وقاسية مع الإرهاب، واحتاجت أقصى درجات ضبط النفس، حفاظاً على حياة المدنيين وللتفتيش عن إرهابيين يختبئون وسط الأهالى وفى المساكن والمناطق الزراعية والكهوف والأنفاق.

لم تكن معركة مصر وحدها ولا القوات المسلحة والشرطة فقط، بل كان أبناء سيناء وعواقلها أبطالاً فى الحرب ضد الإرهاب، يدعمون بلدهم ويساهمون فى ضبط الأمن، ويقدمون المجرمين للعدالة والقانون.

وتطهرت سيناء بعد معركة لا تقل عن الحرب ضد إسرائيل، وكما انتصرنا فى حرب أكتوبر المجيدة، تحقق النصر على عدو أكثر عنفاً وشراسة، ويفتقد أدنى معانى الشرف والأمانة ويتسلح بالخسة والغدر.

وكما كانت مصر ولا تزال مستهدفة، وأبناء سيناء مستهدفين أيضاً، لأنهم وطنيون لا يستسلمون، وتحملوا بصبر وجلد التضحيات التى دفعوها، وسقط منهم شهداء أبرار ثمناً للحرية.

سيناء تطهرت من إسرائيل ومن الإرهاب، ومخطئ من يظن عكس ذلك، فقد شاءت الظروف أن تُبتلى بداء الاحتلال والإرهاب، وكان مخططاً لها قبل عام 2011 وبعدها، أن يحتشد فيها شتات الإرهابيين من كل المستنقعات فى العالم، ليكونوا رأس حربة للعمليات الإرهابية فى المنطقة، وتصبح وطناً لهم، فتحرر كل شبر فيها بالتضحيات وأرواح الشهداء.

وبعد كل ذلك تخطط إسرائيل للتهجير؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة