صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

حديث النفس

صالح الصالحي

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 10:44 م

صدر حديثًا للكاتبة الصحفية سحر رشيد كتاب بعنوان «حديث النفس».. هذا الكتاب باكورة إصداراتها.. وأعتقد أنه سوف يكون الإصدار الأول لسلسلة من الكتب.. هذا الإصدار يغوص فى أعماق النفس البشرية، يكشف ما بها من أسرار، أسرار قد تعجز أن تبوح بها لنفسك.. يضع أمامك ما يجول بخلدك، وكأنك ترى داخلك.. أو كأنك تقف أمام مرآة تحدث نفسك.

عندما تقرأ الكتاب فى أى من مواضعه أو صفحاته تجد نفسك أمام تحدٍ وتسأل نفسك كيف يصل الكاتب إلى هذه الدرجة من العمق، وكأنه يقصدنى أنا.. يتحدث عنى، عن مشاكلى وهمومى وأحلامى وطموحاتى حتى أوهامى.

وكما تقول الكاتبة التى استطاعت أن ترسم بقلمها ما بداخلنا وتضعه أمامنا فى تمكن وقدرة وبكلمات معبرة ودقيقة فى مقدمة كتابها.

«دفعنى الألم لحديث نفسى.. ودفعنى رجائى فى الشفاء للكتابة.. سطور بالبوح معاندة الألم.. تجسد مشاعر وأحاسيس كانت كثيرًا فى الماضى ما تعبر أمامى دون توقف.. لكنها الحياة التى تصفعنا فنتعلم التأمل والتأويل.. نصنع فلسفات نواجه بها تواطؤ الزمن.. نتعلم البكاء ونعتاد الألم ونخشى من الفرح فنخبئه فقد يذهب ولا يعود!!.

نحيا فى تعاجز مع حياة مفروضة علينا.. باحثين من موطئ قدم مقرًا وسكنًا.. نتبادل أحاديث وكتابات تروى وتكتب وتقرأ.. واحة تلقى بحمولنا بها ولو للحظات هى عمر قراءة المقال.. يحمل من الصدق ما يفتح الطريق أمام قلوب تشابهت أوجاعها.. سطور قد تكون عونا لالتماس طرق تنقذنا من بحور الحيرة حتى وإن كشفنا أمام أنفسنا فى صراحة ووضوح لنعبر طرقا غالبا ما تكون معاكسة».

الكتاب يحمل عناوين عديدة سطرتها الكاتبة منها "كل يمر من هنا.. لا ندرى.. مطرود من زمنى.. الحق الضائع.. إنها مصيدتى.. كلنا مزيفون.. مبعثرة لا أبالى.. أرجوحة.. تنويم مغناطيسى.. التافهون.. وكأن علينا أن نحيا أنصافًا.." وغيرها العديد من العناوين التى تحمل معانى عديدة، معانى معبرة عن كل إنسان منا.

باختصار عندما تقرأ الكتاب ستجد نفسك أمام تجربة عميقة للنفس البشرية، ستجد نفسك جزءًا منه.. ستجد نفسك ملتحمًا بكل ما فيه من كلمات وتعبيرات تفردت بها الكاتبة عن غيرها لتعبر عن تجربة بشرية.. الكتاب كاشف وفى نفس الوقت يعلمنا كيف نواجه الصعوبات ونتحدى المعوقات، وأن الأمل دائمًا موجود لا نفقده فهو وقود الحياة، والنور الذى نسعى خلفه.. عندما تقرأ الكتاب تشعر وكأنك أزحت عن قلبك حملًا ثقيلًا.

أخيرًا الكاتبة هى مدير تحرير مجلة المصور بمؤسسة دار الهلال.. وهى صحفية نابغة وبارزة عملت لأكثر من ٣٠ عامًا فى بلاط صاحبة الجلالة.. وتقدم لنا خلاصة تجربتها العميقة..

وهى قبل كل ذلك زوجتى وأم أولادى محمد وعلى.. والِتى شاركتنى بكل صدق وحب وإخلاص مشوار حياتى.. فهى رفيقة دربى.. ومبعث سعادتى.

على فكرة أنا لم أجاملها فيما كتبته، وإنما حاولت أن أعطيها حقها.. وأعتقد أننى لم أستطع ذلك.

الكتاب جدير بالقراءة.. ويجب أن يكون فى مكتبتك لتعيد قراءته مراتٍ عديدة، وفى مناسبات عديدة تمر بنا فى مشوار الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة