جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

هل تكون الهدنة المؤقتة مدخلا لإنهاء حرب الإبادة؟

جلال عارف

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 10:47 م

نجحت الجهود التى قامت بها مصر وقطر، وبعض «الضغوط» التى مارستها الولايات المتحدة على حكومة نتنياهو فى التوصل إلى اتفاق الهدنة المؤقتة التى تسمح بتبادل الدفعة الأولى من الرهائن لدى حماس مع أعداد من الأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل. كما تسمح بدخول كميات أكبر من المساعدات إلى كل أنحاء غزة بشمالها وجنوبها بما ذلك شحنات من البترول والغاز.

الصفقة تعنى أياما من التقاط الأنفاس للأشقاء الفلسطينيين فى غزة، واستقبال دعم يساعدهم فى صمودهم البطولى أمام وحشية العدوان الإسرائيلي. وتعنى أن أطفال فلسطين لن يواجهوا الموت من آلة القتل الإسرائيلية لأربعة أو خمسة أيام. وتعنى - على الجانب الآخر- بدء التراجع فى الموقف الإسرائيلى الذى كان يرفض - حتى آخر لحظة- أى وقف للقتال ولو بصورة مؤقتة، ويعتبر ذلك انتصارا للمقاومة الفلسطينية وفرصة لها لتدعم موقفها لتواصل القتال.

هذا التراجع كان لابد منه بعد الفشل الإسرائيلى فى حرب الإبادة التى تشنها على شعب فلسطين فى تحقيق أى هدف إلا ارتكاب جرائم الحرب التى استشهد فيها ١٤ ألف فلسطينى منهم ما يقرب من ستة آلاف طفل شهيد.

لم تحقق حرب الإبادة على مدى خمسين يوما ما وعدت به حكومة نتنياهو من استئصال حماس وفصائل المقاومة، ومن استعادة الرهائن الإسرائيلية بالحرب.

لتواجه حكومة القتلة بقيادة نتنياهو المظاهرات الحاشدة داخل إسرائيل التى تطالب بإيقاف الحرب ليعود الرهائن المهددون بالقتل من قنابل وصواريخ إسرائيل نفسها!!

نفس الشيء داخل أمريكا التى بلغت فيها نسبة المطالبين بوقف الحرب داخل حزب بايدن الديمقراطى نفسه أكثر من ٨٠٪ وهبطت شعبية الرئيس الأمريكى إلى أقل من ٤٠٪، وبدأت المخاوف تزداد من توسع الحرب وامتدادها للمنطقة كلها مع التورط الأمريكى فيها بكل مخاطره. ولا شك أن الهدنة المؤقتة تخفف بعض الشىء من الضغوط التى تواجهها إدارة بايدن داخليا وخارجيا.

لكن يبقى السؤال الحقيقى هو: هل تكون هذه الهدنة مدخلا للإيقاف الكامل للحرب، والبدء فى إقرار الحل الذى لا بديل عنه لإقرار السلام الذى لن يتحقق إلا بحصول شعب فلسطين على حقوقه المشروعة وفى مقدمتها دولته المستقلة وعاصمتها القدس؟.. حتى الآن مازال الموقف الرسمى الأمريكى يرفض إيقاف الحرب، ومازالت إسرائيل تستعد للمزيد من المجازر فى حرب الإبادة والتهجير، ومازال على شعوب العالم كله أن تضغط من أجل أن تتحول الهدنة المؤقتة إلى إيقاف للحرب قبل أن تفجر المنطقة بأكملها!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة