الكاتب الصحفي صابر سعد
الكاتب الصحفي صابر سعد


ومضة

صابر سعد يكتب: «مستقبل وطن» يبحث عنك ! 

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 23 نوفمبر 2023 - 03:10 م

قبل نحو 10 سنوات؛ لم يدر بخَلَد الكثيرين أن تشرق شمس التغيير، وتصبح ثورة الـ30 من يونيو عام ٢٠١٣، بازغة في سماء حياة «المحروسة»، وتصل أشعتها إلى جميع المواطنين حتى البسطاء منهم دون أية وساطة أو محسوبية.

في منتصف عام ٢٠١٢، توقف قلب الحياة السياسية عن النبض بعد أن تجرع المواطن «الحَمِيم» واكتوى من «الزَّقُّومِ» طيلة 12 شهرًا في حكم جماعة الإخوان الإرهابية حتى َظَن الكثيرون أَنه لَّا مَلْجَأَ من تلك البئر العميقة إلا بوقوف المصريين كبنيان مرصوص للإطاحة بمحمد مرسي وزمرته الذين اعتلوا سدة الرئاسة في يونيو من عام 2012 ، فأطاح وأطاحوا وطمس طمسوا الكفاءات الوطنية لاسيما الشباب، فقَدِ اسْتَكْبَرُوا وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا، واكتفوا بتصدير أهل الولاء والبراء لجماعتهم حتى تصدروا المشهد، فالمهم لـ«طيور الظلام» فقط هو الولاء للمرشد وليس لمصر، حقا إنهم لا وطن لهم.

من رحم ثورة مجيدة وكفاح مرير اكتملت صورته بتضحيات وطنية ودماء، ولد كيان سياسي كبير أصبح يشار إليه بالبنان بين الساسة والعامة وفي كل منزل وشارع وحارة وزقاق في الأسواق وأروقة البنايات، كيان صعدت فيه الكفاءات دون التقيِّد بأهل الثقة فقط لمناصب حساسة في أكبر حزب داخل مصر، كان هذا أشبه بدرب من الخيال، لكنه صار حقيقة برؤية سياسية وخطة على الأرض وحبا من الأغلبية تجسد في الإعلان عن أكبر حزب شعبي هو «مستقبل وطن».

فبعدما انطفأت أنوار الحريات السياسية، وسرت ظلمة حالكة السواد طوال اثني عشر شهرا «عِجافا» انقشعت الغمة سريعًا وأصبحت سماء الحياة السياسية في مصر صافية غير ملبدة بالغيوم بفضل ثورة الثلاثين من يونيو التي أعطت «قُبلة»الحياة لمصر بصفة عامة وللحياة السياسية بصفة خاصة، فأيقظتها من كبوتها، بفضل شعب انضم إليه جيشه الوطني بقيادة ابنه البار عبد الفتاح السيسي الذي انحاز للشعب وكسر شوكة تلك الجماعة الإرهابية، وسطر والمصريون حدثًا كتب في التاريخ الحديث بمِدَادٍ من ذهب.

ينابيع حزب «مستقبل وطن» العذبة تفجرت في نوفمبر من نفس العام الذي أعلن فيه عن فوز المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة بنسبة 96,91% في يونيو 2014، وانطلق عصر حرية ممارسة الحياة السياسية وفاضت على أرض الحياة السياسية التي كادت أن تبور بعد عام عاصف سيظل محفورا في ذاكرة المصريين أَبَدَ الدَّهْرِ بذكرياتها السيئة.

عادت «المحروسة» لأحضان المصريين بعد أن حاولت جماعة «مارقة» اختطافها، ورأى المصريون هذا أم الْعَيْنِ، لكن التاريخ يثبت دوما أن استئصال ورم جماعة الإخوان الخبيث كان إرادة شعبية لمصر «فما رَماها رامٍ وَراحَ سَليمًا».

 صحيح أن «مستقبل وطن» حديث العهد ولم يتعد عمره ٩ سنوات، وصحيح أيضا أنه حزب الأغلبية الذي ولد من رحم أعظم «ثورة بيضاء» شهدتها الإنسانية وليس الحزب الحاكم في تجربة متفردة تاريخيا، إلا أن النجاحات التي حققها على الأرض فاقت أحزابًا عتيقة تخطى عمرها الـ100 عام.

أَينَمَا تُوَلي وجهك فَثَمَّت نشاطات لحزب مستقبل وطن؛ فمقراته منتشرة في ربوع مصر كجبال رَّاسِيَاتٍ، وأصبحت أنشطته ذائعة الصيت، ووصلت للجميع وبخاصة البسطاء الذين «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ»، ما أهله لجني نجاحات وسحب البِسَاط من تحت أرجل الأحزاب والكيانات كافة.

 نجاحات لم تكن من فراغ، فذلك الكيان أول من أعطى إشارة البدء لتصعيد الشباب، وزاد من تلك الوتيرة عقب إعلان  الرئيس عبد الفتاح السيسي 2016 عامًا للشباب، لتعود من جديد عبارة «الورد اللي فتح في جناين مصر»، فتساقطت زَخَّات الخير وانتشرت أنشطة الحزب حتى جابت «أرض الكنانة» من أقصاها إلى أقصاها.

 حراك سياسي تزعمه "مستقبل وطن" بتبني خيرة الشباب، ما أهْلّ مصر لأن تكون على أعتاب مرحلة جديدة لم تشهدها قط، ليحمل الشباب لواء التجديد، ففي غضون أشهر معدودات، تحول «مستقبل وطن» إلى قلب مصر الذي يضخ الدماء الشابة إلى الأجهزة كافة، وأحدث سيولة في العمل السياسي عبر تصدير «خيرة شباب مصر» إلى المواقع القيادية، ولم يترك الحزب مجالا أو موقعًا لحمل هموم الوطن إلا خاض غماره.

هل سمعت عن أكبر حزب يبحث عنك ويطرق بابك طالبًا شرف الانتماء إليه ليصطفيك ضمن قياداته دون طلب منك وبلا محسوبية ؟!.. كثيرون تلقوا اتصالات -وفق ما قصوا لي- لم يلقوا لها بالا ولم تكن في حسبانهم من صاحب العقلية الفذة النائب اللواء هشام الحصري أمين أمانة الزراعة والموارد المائية المركزية بحزب مستقل وطن وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ورئيس لجنة الزراعة والري في البرلمان، يرشحهم للانضمام إلى أمانة الزراعة بالحزب والتي تم الإعلان عنها قبل أيام معدودات في حلتها النهائية، فكان رد كل من هاتفه: «إنه شرف لو تعلمون عظيم».

صحيح أن كثيرين في أمانة الزراعة المركزية بالحزب كانوا يعملون في المجال السياسي منذ أعوام طوال، لكن الحقيقة كل الحقيقة أن منهم من لم يخض غمار العمل الحزبي والسياسي قط، وهذا قبل ثورة 30 يونيو كان أشبه بدرب من الخيال، فالقاصي والداني كان يعرف حينها أن التصعيد إلى المناصب الهامة في العمل الحزبي كان يسير وفقًا لمعايير معينة ليست من بينها الكفاءة، إلى أن جاء «مستقبل وطن» وكتب شهادة وفاة للمحسوبية والوساطة في العمل الحزبي، ضاربا أروع الأمثلة في حب مصر.

لعل وجود النائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس الحزب على رأس أمانة التنظيم، يعطي أملا بأن مصر بخير وتعج بالأكفاء، فالرجل يعرف شعاب السياسة ودروبها، أتذكر أحدهم حين وصفه بأنه "دُرة نادرة" ومدرسة كل من يمر عليه يتشرب أصول السياسة، ولم لا؟! فهو إنسان حاد الذكاء يعمل بحب ويتصرف كقائد لا كمدير فهو قريب من الناس ومن أعطاه حبًّا رده أضعافا مضاعفة، فدائما ما يصف أعضاء الحزب بأنهم "أسرة مستقبل وطن" واستعداده حاضر كل الوقت لبذل كل غالٍ ونفيس للوطن الذي يعيش في صدور كل مَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

الحديث عن الخبرات في حزب مستقبل وطن لا ينقطع..  فهنا بيت الخبرات والمهارات في المجالات كافة، فالمستشار الجليل عبد الوهاب عبد الرازق يتربع على قمة هذا الكيان الذي أصبح ملء السمع والبصر، فلم يكن هذا قبيل صدفة، فللرجل تاريخ حافل في العدالة التي ينشدها الحزب في دروبه وخططه كافة، فكان رئيسا لأعلى قمة قضاء في المحكمة الدستورية العليا، ثم رئيسا لمجلس الشيوخ، وصاحب علم يفيض من جنباته، كذلك هو حال نواب رئيس الحزب والأمناء المساعدين كل في مجاله بكفاءة قلما تجدها في أي حزب.

لدى الحزب خيرة الخبرات السياسية ممثلا في "عراب السياسة" العالم الجليل السياسي المحنك الأستاذ الدكتور محمد كمال المستشار السياسي لرئيس الحزب، والذي علم أجيالا وارتوى من فيض علمه كثيرون أصبحوا يشغلون مناصب في ساحة السياسة المصرية وعلى الأصعدة كافة، فكل كلمة يتفوه بها أو يخطها قلمه لها مدلول ومعنى يستفيد منها عطشى السياسة، بل مكتبة علمية وموسوعة سياسية متنقلة لا تجوب مصر من أقصاها إلى أقصاها إلا وتترك أثرا في كل من يقترب منه فهو نجم ساطع في سماء السياسة المصرية.

الأمانات كافة على حال أمانة الزراعة، فعلى المثال لا الحصر، أمانة الإعلام بقيادة "دمثة الخلق" المبدعة زهرة بستان التلفزيون الإعلامية هبة جلال التي أدين لها بالفضل على المستوى الشخصي والتي تعلمت منها الكثير، فتالله ما رأيتها تتعامل إلا كقائدة في شيمتها التواضع، وكذلك أمانة الشؤون التشريعية برئاسة العلامة الأستاذ الدكتور محمد شوقي الذي تدين له أجيال وأجيال بشرف التلمذة على يديه في اعرق جامعة مصرية وعربية، فهو علم يمشي على الأرض وصاحب خلق رفيع يخطف قلب وعقل كل من يلتقيه بتواضعه غير المعهود ولباقته وجمال طبعه وثقافته وهدوءه اللافت.

في أمانة الشباب تجد في قيادتها العقلية الذهبية "الجنتل" أحمد حسام عوض الذي ما إن رأيته سرت إليك جرعات من التفاؤل والنشاط، فبصمته يعرفها القاصي والداني وجهده مسخر لخدمة الصالح العام حتى وإن جار على وقته الخاص، كذلك أمانة العمل الجماهيري بزعامة المتواضع مع الجميع المهندس أحمد أمين مسعود الذي يهم لتقديم يد العون لكل من حوله دعما للوطن في أدق مراحله، وأمانة الصناعة والتجارة بقيادة الدكتور المهندس سمير صبري الذي ما رأيته يتكلم إلا ووجدته يتحدث عن جم من العلم والخبرة وكأنك تسمع ما يسرده "لأول مرة"، وامانة الاتصالات برئاسة المتفاني صاحب البصمة الفريدة النائب أحمد بدوي والذي كان بمثابة رئة إضافية للجنة الاتصالات في مجلس النواب جعلها وكأنها تتنفس لأول مرة.

في أمانة العلاقات العامة بقيادة رمز الرقي "الهانم" الدكتور نجلاء فريد صاحبة البصمة غير العادية في التعامل مع الجميع، فلا تجد سماحة قط مع الجميع كما ترى منها، وأمانة المجالس المحلية برئاسة المهندس أحمد صبري الذي يتعامل مع الجميع كـ"واحد من الناس" فلم يغيره منصب ولم تغره الدنيا، وأمانة السياحة كذلك برئاسة النائبة نورا علي التي يتجدد عقل ورؤية كل من يلتقيها وينصت إليها فهي موسوعة سياحية متنقلة. 

لو ظللنا نتحدث عن قيادات الحزب من القيادات العليا حتى قيادة أقل شياخة في أقصى البلاد، فلن يسعفنا هذا المقال للحديث عنهم، في مشهد يذكرني بأن مصر «فيها حاجة حلوة»؛ ففي ظل الجمهورية الجديدة نجد أكبر حزب في مصر يبحث عن أناس ويصل لعقر دارهم دون انتظار أن يطرقوا هم الأبواب، فـ«مستقبل وطن» أضحى شغوفا بالوصول للمواطن وأصبح يملك زمام المبادرة حتى وإن لم تطلب أنت.

فتحية تقدير واحترام إلى قيادات حزب مستقبل وطن، الذين يبذلون كل ما في وسعهم لخدمة الوطن والمواطنين؛ ولا يزال في جَعبتهم الكثير وما نراه هو «غَيْضٌ من فَيْض»، فهذا الحزب يعمل من أجل مصر لإيمانه أن «الوطن باقٍ والأشخاص زائلون».

حفظك الله مصر

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة