جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

وتظل مصر .. الرقم الصعب

جمال حسين

السبت، 25 نوفمبر 2023 - 09:37 م

دون أى معوقات وبكل سلاسة تم تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالرهائن الإسرائيليين التى تابعها العالم ليتنفس الجميع الصعداء انتظارا لانفراجة أكبر بالإيقاف الدائم للحرب فى قادم الأيام ..

عملية تسلم وتسليم الرهائن تم ادارتها بكل كفاءة واقتدار كما لعبت مصر دورا مهما فى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلى بالتنسيق مع أمريكا وقطر وتل أبيب.

بالتأكيد نجاح المرحلة الأولى من تنفيذ الصفقة رفع سقف الآمال والتوقعات ليس إلى تمديد الهدنة فحسب بل إلى الوقف النهائى للحرب والبدء فورا فى سيناريوهات ما بعد الحرب على أن تكون مفاوضات حقيقية وجادة للتوصل إلى حل نهائى للقضية المعلقة منذ عقود طويلة طبقا لحل الدولتين.

إشادة قادة دول العالم بالدور المصرى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر كانت عبر تاريخها وما زالت وستظل « الرقم الصعب» فى أى معادلة إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط ويجب أن يتوقف الجميع عندها للوصول إلى حلول لما تمثله من ثقل على المستوى الدولى والعربى والإقليمى وما تنتهجه دائما من سياسات لا تحيد عنها لإقرار الحق والعدل.

‏يجب ألا يغيب عن أذهان الجميع أن الهدنة جاءت نتيجة جهود مضنية ومفاوضات متعثرة استغرقت ٥ أسابيع قام خلالها المفاوض المصرى والقطرى والأمريكى بزيارات مكوكية وعقدوا خلالها اجتماعات مطولة لتقريب وجهات النظر والتغلب على الشروط الصعبة التى كانت تتمسك بها كل من حماس وإسرائيل.

وأمس الأول جاء اليوم التاسع والأربعين دون قتال ليتنفس الجميع الصعداء وقامت حماس بالإفراج عن ١٣ من الرهائن بينما أفرجت إسرائيل عن ٣٩ فلسطينيا «٢٤ امرأة و ١٥ طفلا».

أتمنى أن يعتبر الطرفان أن صفقة إطلاق الرهائن مجرد بداية يجب البناء عليها لأن حرب الثمانية والأربعين يوما أكدت أن الجميع خاسرون حيث استشهد ما يقرب من ١٥ ألف فلسطينى بينهم ٥ آلاف طفل وهناك ٦ آلاف لا زالت جثثهم تحت الأنقاض وأصيب أكثر من ٣٠ ألفا بإصابات خطيرة وتم تدمير عشرات الآلاف من المنازل وكذلك المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنية التحتية لغزة تدميرا شاملا .. كما قتل خلال الحرب أكثر من ٤٠٠ جندى وتم أسر حوالى ٤٠٠ آخرين وتدمير آليات عسكرية وخسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل.

أتمنى أن تستمع كل من إسرائيل وحماس إلى صوت العقل الذى يمثله الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى الذى أكد للعالم أجمع أن حصيلة ٥ جولات من الصراع «الإسرائيلي- الفلسطيني» خلال السنوات الماضية راح ضحيتها ٢٧ ألف مدنى أغلبهم من النساء والأطفال.. وأنه آن الأوان للتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

أتمنى أن يقرأ الجميع صفقة تبادل الأسرى من زوايا متعددة بعيدا عن الأرقام «واحد مقابل ثلاثة أو ٥٠ مقابل ١٥٠» فالدماء التى سالت لا تقدر بثمن ونظرات الرعب فى عيون المحاصرين والمفرج عنهم من الطرفين تستصرخ من بيدهم الأمر وتقول لهم : أوقفوا الحرب فالخراب والدمار سيظل عارا يلاحقكم أينما كنتم!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة