صورة موضوعية
صورة موضوعية


نيويورك تايمز: غياب بايدن عن «Cop28» يعكس معضلة الوقود الأحفوري

أ ش أ

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 - 12:14 م

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن غياب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 28 هذا الأسبوع في دبي يسلط الضوء على معضلة الوقود الأحفوري التي يواجهها .

وقالت الصحيفة إن بايدن وقع على أول قانون رئيسي للمناخ في الولايات المتحدة، ويشرف على الاستثمار الفيدرالي القياسي في الطاقة النظيفة، كما أنه شارك خلال العامين الماضيين في قمتي المناخ السابقتين، وأكد الزعامة الأمريكية في الكفاح ضد الاحتباس الحراري العالمي.

لكن هذا العام، الذي من المرجح أن يكون الأكثر سخونة في التاريخ المسجل، سيبقى بايدن في الولايات المتحدة ولن يشارك في كوب 28.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن بايدن لن يسافر إلى القمة في دبي. ويقول مساعدوه إنه منشغل بأزمات عالمية أخرى، وبالتحديد محاولة تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والعمل على إقناع الكونجرس بالموافقة على مساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا .

وداخل الولايات المتحدة، تصطدم سياسات المناخ والطاقة التي ينتهجها بايدن مع الضغوط السياسية المتنافسة. وبسبب قلقهم من هجمات الجمهوريين بأن بايدن يتبع "أجندة خضراء متطرفة"، يريد الوسطيون في حزبه منه أن يتحدث أكثر عن حقيقة أن الولايات المتحدة أنتجت كميات قياسية من النفط الخام هذا العام. وفي الوقت نفسه، يريد نشطاء المناخ، وخاصة الناخبين الشباب الذين ساعدوا في انتخاب بايدن، أن يوقف الرئيس الأمريكي عمليات التنقيب تماما .

وعلى المستوى الدولي، تضغط الدول النامية على بايدن للوفاء بوعوده بمليارات الدولارات للمساعدة في التعامل مع تغير المناخ. لكن الجمهوريين في الكونجرس الذين يسيطرون على الإنفاق يسخرون من هذه الفكرة ولم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق فيما بينهم بشأن قضايا مثل المساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.

وقالت ميشيل ويندلينج، المديرة السياسية لحركة صن رايز، وهي مجموعة معنية بالنشاط المناخي يقودها شباب، إن عدم مشاركة بايدن في كوب 28 يفوت الفرصة لتعزيز مؤهلاته المناخية .

◄ اقرأ أيضًا | رئيس COP28: التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري أمر لا مفر منه وضروري

وأضافت: "إذا أراد بايدن أن يأخذ الشباب في الداخل وبقية العالم مسألة المناخ على محمل الجد، فعليه استخدام كل أداة متاحة له لحشد الحكومة الأمريكية لإنقاذ الأرواح".

ووفقا للصحيفة، أثار بايدن غضب الجماعات البيئية من خلال السماح بعقود إيجار نفطية جديدة، بما في ذلك مشروع زيت الصفصاف في المنحدر الشمالي من ألاسكا. كما قام أيضا بتسريع صادرات الغاز السائل إلى أوروبا مع مواجهتها أزمة طاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، مما ساعد على جعل الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز في العالم.

وأنتجت الولايات المتحدة كمية قياسية من النفط الخام في عهد بايدن، وحث الرئيس الأمريكي شركات الوقود الأحفوري على إنتاج ما يكفي لمنع أسعار الغاز من الارتفاع. 

غير أنه وقع أيضا على أكبر قانون للمناخ في التاريخ الأمريكي، وهو قانون الحد من التضخم، الذي يضخ ما لا يقل عن 370 مليار دولار من الإعانات الحكومية في التكنولوجيات، مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. واقترحت إدارته أيضا فرض قيود جديدة صارمة على الانبعاثات الصادرة عن الأنابيب والمداخن.

واتهم الجمهوريون بايدن بشن حرب على الطاقة الأمريكية، ووعد المرشحون الذين يتنافسون لمحاولة الإطاحة ببايدن بفتح الأراضي الفيدرالية أمام المزيد من التنقيب عن النفط والغاز.

وقد دفع ذلك البعض داخل الحزب الديمقراطي إلى حث بايدن على الحديث عن إنتاج النفط. 

وفي الوقت نفسه، تدعو بعض مجموعات الحفاظ على البيئة الرئيس الأمريكي إلى وقف أي عمليات حفر جديدة. وأصدر مركز التنوع البيولوجي، وهو مجموعة عمل بيئية، تقريرا يوضح أن انبعاثات الغازات الدفيئة من مشاريع النفط والغاز الجديدة التي وافق عليها بايدن ستتجاوز تخفيضات الانبعاثات من جميع سياساته المناخية مجتمعة.

وقال مسؤولون بالإدارة الأمريكية في أحاديث خاصة إن آمالهم في حضور بايدن لقمة المناخ الثالثة على التوالي والتي كان من شأنها أن تسجل رقما قياسيا في الحضور لرئيس أمريكي – تعقدت بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، موضحين أن بايدن خصص الكثير من الوقت والطاقة لهذا الصراع، بما في ذلك رحلة مفاجئة إلى إسرائيل.

وأشار مساعدون لبايدن إلى أن الرئيس الأمريكي كان سيحتاج بشكل شبه مؤكد إلى إضافة رحلة أخرى إلى إسرائيل، ومن المحتمل إلى دول أخرى في المنطقة، إذا اختار حضور مؤتمر المناخ في دبي.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة