شيخ خفراء أفندينا
شيخ خفراء أفندينا


شيخ خفراء أفندينا.. حكاية لا تعرفها عن حارس الخديوي عباس

حاتم نعام

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 - 01:46 م

قضى أكثر من نصف قرن يحمل البندقية على كتفه ويتنقل بين قصور الحكام، عاش في قصر الخديوي عباس الثاني حارسا خاصا له وكانوا يقولون عنه «شيخ خفراء أفندينا».

شاهد المؤامرات التي كانت تدبر في قصر الخديوي ضد الشعب، وقد سمع الأمير محمد علي وهو يهنئ الخديوي عباس بوفاة والده بدلا من أن يعزيه قال له: مبروك أبوك الخديوي مات لقد أصبحت الآن خديوي مصر.. إنه الشيخ حسن سيد أبو السعود لم ينس ذكريات قرن مضى ولم تخنه ذاكرته وهو يروي ذكرياته والأحداث التي عاش فيها مائة سنة أن يده ترتجف ولسانه يتلعثم والدموع تتساقط من عينه اليمنى والتجاعيد تملأ كل وجهه ورقبته ولكنه لا ينسى.

يتحدث في وعي والسيجارة في فمه.. إنه يشرب 3 علب سجائر في اليوم ويقول: إن صحتي لم تتأثر إنها عال العال، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 13 يناير 1963.

يؤكد شيخ خفراء أفندينا: أيامنا لم تكن فيها شهادات ميلاد كانوا يقولون إنني ولدت في عام 1856 ولكنني أكبر من ذلك كنت أهتم بصحتي أجري كل يوم مسافات طويلة وأسافر كل يوم 140 كيلومترا من المنيا إلى الفشن وعندما طلبت إلى الخدمة العسكرية أعجبهم طولي وصحتي فرقوني إلى رتبة (الأومباشي) وخدمت في العسكرية 10 سنوات ثم عدت إلى قرية الفاوريقة بالمنيا وكانت مديرية الفشن الكبرى في ذلك الوقت.

 

بحثت عن الأرض لأعمل فلاحا بها فلم أجدها كانت أرض القرية كلها ملكا لأحمد باشا طاهر جليس الخديوي توفيق وصديقه الحميم.. قررت أن أعمل خفيرا واقتنع ناظر الخاصة بي كنت شابا قويا فعينني في الحال خفيرا عند (أفندينا).

كنا ننفذ تعليمات الحكمدار الإنجليزي فنقبض على جميع الفلاحين الذين يأمر بالقبض عليهم وكان الحكمدار الإنجليزي يرسل قبعته مع ضابط يضعها في دوار العمدة ليوهمنا أنه موجود باستمرار فلا ننام أبدا، وقد وسطت هندي باشا الذي كان يسيطر على إقطاعية تمتد من جنوب الجيزة حتى حدود أسيوط جنوبا وعينت شيخا للخفراء ونقل التليفون إلى منزلي وظللت شيخا للخفراء حتى سنة 1938. 

وعندما حضرت السلطة إلى مديرية المنيا وتسلم مدير الأمن شمس الدين عبدالغفار العمل أحضر قوة من رجال البوليس يرتدون الطرابيش والأحذية واختفى الخفراء الحفاة الذين كانوا يرتدون اللبدة ويمسكون العصي. 

وحين كنت الحارس الخاص بالخديوي كنت أسمعه يلعن الشعب.. كان كل حديثه مع ضيوفه إهانة للشعب لقد سمعته وهو يلعن موافقته على دخول الانجليز بلادنا وسمعته وهو يرحب بهم وكنت أنقل كلامه للرجالة في القرية ولكننا لم نكن نستطيع أن نفعل شيئا

أما الأمير السابق محمد علي فكان يحضر إلى الخديوي عباس كان الخديوي يجلس في حديقة قصره وكنت أقف خلفه وفوجئت بالأمير يهنئ عباس بوفاة والده الخديوي توفيق فقال له: مبروك مبروك وفرح الخديوي عباس واستغربت كيف يهنئه بوفاة والده فقال لي أحد زملائي أسكت.. إنه أصبح خديوي مصر.

ويقول شيخ الخفراء: لقد كنا الكل في الكل فكان شيخ الخفراء هو كل حاجة في القرية لم يكن هناك صوت للفلاح أو المزارع وكان الظلم لا يجد من يزيله وطالما رأى الفلاح عذابا وإرهابا كان هناك الخازوق ينصب وهو عبارة عن قطعة كبيرة من الحديد على شكل مسمار يجلسون عليه الفلاح وكان هناك المدفع وهو طبلية كبيرة تشبه المشنقة لتعذيب الفلاحين الأبرياء.

إقرأ أيضاً|بحضور مدبولي.. افتتاح المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية غدا

 

وتحدث الشيخ حسن عن صحته وشبابه قال: إن سر احتفاظي بصحتي أنني كنت آكل سبعة أرغفة عيش قمح صافي في الوجبة الواحدة وأشرب (كوز) سمن كل يوم وكذلك كوب عسل أبيض على الريق وآكل 6 أرطال من اللحم وأنام 8 ساعات في اليوم وفي أيام الشتاء كنت أتناول 30 عود قصب كل يوم.. تزوجت مرتين وأنجبت 11 ولدا

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة