الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 - 08:49 م

 يتسم الوادى الجاف الممتد بين هضبتى المعازة والعبابدة بالصحراء الغربية بالتنوع الثقافى والحيوانى والنباتى وينحدر جريانه فى اتجاه معاكس لنهر النيل ويبدأ من جبل الجلالة القبلية وينتهى بالقرب من مدينة قنا وبه العشرات من المواقع الأثرية الرومانية وتتواجد به الوعول الجبلية ويزخر بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض ولذلك يستحق أن يكون محمية ملك الجبل للأجيال المقبلة.

 «حماد والأطرش» من أهم روافد وادى قنا وينبعان من جبلى أبو دخان والقطار غرب مدينة الغردقة ويكملان مسيرتهما ويتسع مجراهما وينتهيان إلى أودية «أم سلمات والجارية والشهدين» وقد عرفت تلك المنطقة حياة برية من الثعالب والقطط البرية والغزال والوعل الجبلى وتجمع العشرات من الطيور حول آبار «أم عميد والعباس وعراس» وتتميز الحياة النباتية بها بوجود 54 نوعًا من النباتات منها 19 ينمو سنوياً و35 معمرة، وتزخر المنطقة بين هضبتى «المعازة والعبابدة» بتنوع ثقافى وحيوانى ونباتى وأثرى وتنتشر بها هضاب الحجر الجيرى من أنواع «الصلب والمفصل والمكسور والرملى» وقد شيد الرومان بالوادى 6 مدن لتقطيع واستخراج الرخام منها «أم سدرى والبديع وأم بلد والغزاء وأم الحصين» وقد اندثرت جميع المدن الرومانية.

والمنطقة من أهم مناطق الجذب السياحى وممارسة رياضة ركوب الدراجات النارية وتسلق الجبال والتخييم والاستمتاع بالأجواء البدوية وبها معبد رومانى هو «دير الحجر» جدرانه مغطاة بالنقوش وبالقرب منه قرية بها أطلال مدينة فرعونية على مساحة 150 فداناً كانت تعج بالمعابد الكبيرة والتى استخدم الأهالى أحجارها  لبناء مساكنهم وسواقيهم..

وزرت بالمحمية فنادق ومنتجعات جذبت أشهر نجوم السينما الأمريكية وعائلاتهم أمثال «روبرت دينيرو وهارفى كايتيل»، وأسراً أوروبية. 

 ذهبت بعد ذلك إلى بلدة «القصر الإسلامية» بواحة الدخلة والتى كانت تعرف قديما بـ «عين الأصيل» وفيها 6 مقابر مصرية قديمة ومسلتان صغيرتان وتم العثور بها على أوانٍ فخارية وتمائم ذهبية وتماثيل ومنها مقبرتان للحاكم الرومانى ومساعده وزوجته مزينتان بالألوان والنقوش على الجدران لخيرات الواحات، ورسم على السقف للأبراج السماوية.. وفى بلدة القصر الإسلامية بقايا قصر للحاكم ومساجد بها ألواح خشبية منقوش عليها آيات قرآنية.

 تجولت بعد ذلك فى هضبة الجلف الكبير وشاهدت الكهوف الغنية بنقوش ورسومات إنسان ما قبل التاريخ وأشهرها كهف السابحين والذى ظهر نموذج له تم بناؤه بالمغرب لإنتاج الفيلم الأمريكى «المريض الإنجليزى» وقد نال العديد من جوائز الأوسكار ويحكى جزءاً من قصة المغامر المجرى الكونت «لازلو ألماسى» الذى عاش فى مصر بعد الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب العالمية الثانية وكان من المستكشفين للصحراء الغربية وهو أول من طار بطائرة بمحرك واحد فوق بحر الرمال الأعظم.. وللحديث بقية.