كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

خطة نتنياهو الفاشلة!

كرم جبر

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 - 08:54 م

كانت خطة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين القسرى إلى سيناء على ثلاث مراحل:

أولاً: تدمير شمال غزة بحيث تصبح الحياة مستحيلة ودفع السكان للهجرة القسرية إلى الجنوب، وحدد الجيش الإسرائيلى ما أسماه الممرات الآمنة للهروب من الجحيم، وحملهم مسئولية البقاء فى الشمال.

ثانياً: ضرب جنوب غزة على غرار ما حدث فى الشمال ودفع السكان للهجرة إلى الحدود المصرية، والتكدس أمام معبر رفح، وتوجيه المساعدات لهذه المنطقة، لجذب مزيد من المهجرين، وامتدت الغارات الوحشية إلى خان يونس.

ثالثاً: قذف المنطقة الحدودية مع مصر، على غرار ما حدث عام 2008، وهدم أجزاء من السور العازل، ودفع الأهالى للعبور العشوائى والدخول إلى سيناء هرباً من الغارات التى تشمل كل غزة.

وتضمنت خطة نتنياهو عدة توقعات:

فإما: أن تتصدى القوات المصرية للفلسطينيين لمنع تدفقهم إلى سيناء، وتنقل إسرائيل الحرب إلى مصر بدلاً منها، فتصبح حربا مصرية فلسطينية.
أو: أن تسمح مصر بدخول الفلسطينيين، وينفذ نتنياهو خطته بنجاح فى التهجير القسرى.

وابتلع زعماء الغرب وأمريكا الطعم، وجاء بعضهم إلى مصر للترويج لخطة التهجير، وتقديم إغراءات مالية، فكان رد الرئيس السيسى حازماً وقاطعاً: «سيناء خط أحمر، لن نسمح أبداً بذلك، سنتخذ الإجراءات مهما بلغت لوقف التهجير».

وتغيرت المواقف، واتفقت رؤى أمريكا وزعماء الغرب على رفض التهجير القسرى ووقف قتل المدنيين، كرد فعل للموقف المصرى الصلب، وبدأ التفكير فى خيارات أخرى أهمها حل الدولتين.

الخيال المريض لنتنياهو صور له إمكانية تكرار ما حدث عام 2008، وتطوير السيناريو الفاشل بمكونات جديدة.

فقد ارتكبت إسرائيل فى ذلك الوقت مجزرة على غرار ما يحدث الآن فى غزة راح ضحيتها حوالى ألف قتيل وخمسة آلاف جريح، واندفع السكان بمئات الآلاف إلى المعبر.

الجديد فى سيناريو نتنياهو 2023 هو أن يكون تدمير غزة شاملاً، وتخيير السكان بين الموت أو التهجير القسرى، واستغلال حادث 7 أكتوبر فى خلق تعاطف دولى يساعد فى تمرير مؤامرة التهجير، وجاء زعماء الغرب إلى مصر يتحدثون بلسان إسرائيل ويدافعون عنها.

وبالقوة والعزيمة والحكمة والعدل والهدوء والثقة بالنفس وبالمصريين، يقود الرئيس معركة كبرى، وانقلب الموقف رأساً على عقب لصالح الموقف المصرى، وخسرت إسرائيل إلى الأبد مؤامرة اسمها التهجير القسرى إلى سيناء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة