الخميس، 30 نوفمبر 2023 - 05:07 م

ما مصير قصر الأميرة فائقة مقر وزارة التربية والتعليم بعد نقل موظفي الوزارة للعاصمة الإدارية الجديدة؟

هكذا يتساءل جميع الموظفين بالوزارة، والمهتمين بالشأن التعليمي من الطلاب والمعلمين وكذا أولياء الأمور، بعد قرار الدولة بالنقل الي مقر العاصمة الإدارية الجديدة، والذي تم تنفيذه فعليا في مطلع أغسطس الماضي.

اقرأ أيضا | بمشاركة وزارتي الأوقاف والتعليم.. استمرار البرنامج التثقيفي بالمدارس

تساءل الجميع عن مصير قصر الأميرة فائقة هانم ابنة الخديوي إسماعيل، والذي  يعد أحد القصور الأثرية والتاريخية العريقة، ليطرحوا عدة أسئلة هل سيتحول لمبني أثري؟، أم لمزار سياحي؟، أم سيتم تحويله لفندق استثماري؟. 

أسئلة عديدة تراوض الجميع وتضع علامات استفهام حول مصير مقر وزارة التعليم الذي يحتوي علي العديد من المباني الأثرية والتاريخية واللوحات الأثرية النادرة.

كشفت مصادر مطلعة لبوابة أخبار اليوم، أن مقر وزارة التربية والتعليم سيتم تسليمه للصندوق السيادي للدولة، حيث هناك مقترحا بتحويله إلى مزار سياحي باعتبار أن قصر الأميرة فائقة هانم يعد مبني أثري وتاريخي هام، فيما أثار البعض أن هناك مقترحا أخر يدور حول لتحويل مبني الوزارة الي فندق ضخم تتولاه إحدي الشركات الإماراتية.

وأشارت المصادر، الي أن هناك مقترحا لتحويل مقر الوزارة لفندق سياحي استثماري، بحيث أنه يقع في قلب وسط القاهرة، تلك المنطقة التي تتميز باحاطتها بالعديد من المباني الأثرية والتاريخية الهامة .

وأوضحت المصادر ، أن الاستقرار علي كيفية الاستغلال الأمثل لمقر وزارة التربية والتعليم الأثري، من خلال تحويله إلى مزار سياحي وأثري أم استثماري سيعود الي الصندوق السيادي للدولة ووزارة التخطيط والآثار.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه لم يتم الاستقرار أيضا علي المكان المناسب لمتحف وزارة التربية والتعليم ، ومكتبة الوثائق التي تضم العديد من المحنطات الاثرية واللوحات الاثرية والتاريخية والمحنطات والتماثيل الفرعونية، حيث هناك عدة مقترحات أما بنقل المتحف ومقتنياته التاريخية النادرة الي أماكن أخرى كالمركز الاستكشافي بالملك الصالح أو المركز الاستكشافي بكوبري القبة او المدينة التعليمية ، ام يتم نقله الي مقر اتحاد الطلاب بالعجوزة ، او الابقاء عليه داخل المقر الحالي  ديوان عام الوزارة .

بوابة أخبار اليوم، ترصد في هذا التقرير، الأهمية الأثرية لقصر الأميرة فائقة هانم أبنة الخديوي اسماعيل ، والمستغل حاليا كمقرًا لديوان عام وزارة التربية والتعليم.

قصر الأميرة فائقة هانم بنت الخديوي اسماعيل، والذي يقع في شارع الفلكى بمدينة القاهرة ، يعد واحد من أهم القصور الاثرية والتاريخية الرائعة والتي تم تشييدها علي الطرز المعماري  ، ليعد شاهدا علي حقبة هامة من تاريخ مصر وهى فترة حكم الخديوى إسماعيل.

أنشأ الخديوي إسماعيل هذا القصر لابنته الاميرة فائقة هانم ، عام 1872،وهي ابنته التي تبناها والتي كانت والدتها تسمى جشم آفت هانم وهي الزوجة الثالثة للخديوى إسماعيل، وتم بناء القصر لتقيم فيه الاميرة فائقة ، عندما تزوجت من مصطفى باشا ابن إسماعيل المفتش.

القصر كان يحيطه حديقة شاسعة، تحتوي على مختلف أنواع الأشجار وأندرها، ومع مرور الوقت تم تحويلها إلى مباني ، وللقصر مدخلان رئيسيان ومدخل صغير فرعي، ويعتبر المدخل الشرقى هو أبرز هذه المداخل حيث تتقدمه شرفة ترتكز على اثنتي عشر عمودًا ، أما المدخل الغربي فتتقدم أيضًا شرفة ولكنها محمولة على ستة أعمدة فقط.

ويشتمل القصر علي طابقين يربط بينهما سلم رخامى ضخم ذو فرعين ، ويضم العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضى يطلق عليها القاعة العربية ، لأن زخارفها متأثرة بالطراز الأندلسي ، وتحتوي جدران هذه القاعة على زخارف نباتية وهندسية منفذة على الخشب ، أما السقف فهو عبارة عن فهو أيضا مزين بزخارف هندسية ملونة وزخارف كتابية يتخللها آيات قرآنية.

كما يوجد بالطابق الأول فوق الأرضي قاعة فخمة بالجهة الشمالية لها ثلاثة أبواب خشبية وعلى جانبيها بابان خشبيان صغيران ويوجد بسقف القاعة زخارف نباتية وهندسية مذهبة .

القصر تحول إلى مقرا لوزارة التربية والتعليم عام 1931، حيث بدأت وزارة التعليم عام  1837 باسم ديوان المدارس، وكان مقرها في قصر الدفتردار، وظلت تتنقل بين عدة أماكن باسم نظارة المعارف العمومية، إلى أن استقرت في هذا القصر عام 1931، والذي اشترته الحكومة من ابن الأميرة فائقة ووريثها، ثم تغيّر اسمها إلى وزارة التربية والتعليم عام 1953 ، وجري بناء عدة ملاحق في حديقة القصر ليصبح مقرا لوزارة التربية والتعليم حتي اليوم .

ويشتمل مبني قصر الاميرة فائقة ابنة الخديوي اسماعيل ، في الدور الارضي حاليا علي قاعة علي مبارك زالتي تضم القاعة الاثرية ، وقاعة اجتماعات لوزير التعليم وقيادات الوزارة ، كما يضم عدد من الحجرات التي تحولت لمكاتب لقيادات الوزارة ، وفي الدور الاول يشتمل علي مكتب وزير التعليم ومكاتب قيادات الوزارة كنواب الوزير ومساعديه والسكرتاريه الخاصة بهم ، ومكتب المتابعة الفنية لمكتب الوزير .