أمانى ضرغام
أمانى ضرغام


يوميات الأخبار

صوتى للمشير عبد الفتاح السيسى

أماني ضرغام

السبت، 02 ديسمبر 2023 - 08:27 م

هل اختلف ديسمبر 2023 عن يونيو 2013... بالطبع لا؟ هذا هو رأيى الشخصى عندما سألت نفسى صوتك لمين فى الانتخابات الرئاسية؟، لذلك أرى أن كل واحد من المصريين يجب أن يسأل نفسه مثل هذا السؤال الذى يوضح كنا فين وبقينا فين.

الأحد: آلة الزمن

أتصور نفسى وقد وجدت ضالتى وحصلت على شىء خارق، ليس فى شات جى بى ولا الذكاء الاصطناعى، ولكن فى آلة الزمن، تلك الآلة العجيبة التى تبدل الزمان من حال إلى حال كما شاهدناها فى عدد من الأفلام المصرية وعدد أكبر من الأفلام الأجنبية، وأتصور نفسى كأحد الأفلام الحاصلة على الأوسكار الذى كان بطلاه نتيجة خطأ الكترونى قد وقعا فى فجوة زمنية بين عام 1999 وعام 2018، ويبدآن فى محاسبة أنفسهم، فالرجل «دان» غنى ورجل علم ومشهور والفتاة هى ذات البائعة البسيطة فى أحد المحلات... ويكتشف «دان» أنه لكى يصل إلى ما وصل إليه تخلى عن حبيبته فى عام 99 فيحاول أن يستردها لكن الفجوة الزمنية التى يعمل عليها كعالم يبحث فى خبايا مثلث برمودا، تحول دون ذلك، حتى ينجح فى النهاية ويستطيع أن يجمع بين الحب الذى كان ماضيا والعلم والمال الذى يحيا بهما فى الوقت الحاضر، وبنظرة بسيطة وعميقة إلى وضعنا فى مصر ستجد أننا قبل يونيو 2013 كنا جميعا «دان» الذى يعيش نجاحًا ولكنه وهمى ليس مبنيًا على أسس سليمة، كلنا بنحب مصر لكن وآه من كلمة لكن..

وضعنا صعب، المشاكل متفاقمة والطموحات كبيرة لكنها حبر على ورق، كنا بالفعل نعانى من فجوة زمنية بين الطموحات والتنمية الحقيقية والواقع تتجاوز الـ10 سنوات، أقصد آخر عشر سنوات من حكم الرئيس مبارك.

الإثنين 25 يناير:

بداية ثورة 25 يناير كانت بتصريح من وزارة الداخلية بالموافقة لمجموعة من الشباب بالوقوف وقفة احتجاجية فى ميدان التحرير لمدة 6 ساعات، كان الموضوع فى بدايته أشبه للنكات التى يتفنن المصريون فى إطلاقها بمناسبة وبغير مناسبة، حتى أن نشطاء الفيس بوك وقتها سموها مظاهرة الويك إند، وآخرون تعجبوا كيف نطالب بتصريح لمظاهرة؟ لكن وسط ما الطيبين غرقانين فى الأفيهات والكوميكس والضحك اللى كان للركب، قفز أهل الشر وخطفوا فرحة الشباب بتنظيم أول فاعلية بشكل قانونى وفى إطار الدولة، لعبوا ألاعيبهم لتستمر الوقفة ويستمر التظاهر يوما بعد يوم، أتذكر أن يوم الخميس وهو وفق التاريخ يوم 26 يناير أن ذهب مسئول كبير للشباب واتفق معهم على ترك الميدان وكتابة الطلبات التى يحلمون بها وكانت تتلخص فى حل مجلس النواب وأن الدولة ستعمل على تحقيقها بعد الدراسة واتفق مع الشباب أيضا أنهم يوم الجمعة الصبح يكون كل واحد فى بيته، لكن طبعا جواسيس أهل الشر سارعوا بنقل المعلومة إلى شياطينهم فكانت ليلة بصوت صلاح منصور فى فيلم الزوجة التانية وتم ضرب السجون وإخراج المساجين وتلطخت الثورة البيضاء التى قامت لتطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية بدماء ضباط وعساكر يؤدون واجبات وظائفهم، ومواطنين مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل إلا التواجد فى المكان وتحول الأمر إلى شبه مهرجان كبير للفوضى وانتشر من يحملون السواطير وسكاكين المطبخ والشوم باسم القوى الشعبية وهم لم يكونوا يومًا لا من القوى ولا من الشعبية فى شىء!

الثلاثاء 26 يوليو 2013:

بما أننا فى آلة الزمن فترتيب الأيام يأتى وفق ما يتراءى لنا ونحب دون الالتزام بنهج أو تسلسل طبيعى،.. لكن يوم 26 يوليو لم يكن يومًا عاديًا فى تاريخ مصر، فكما كان فى عام 52 يوما يومًا حافلًا حيث تنازل الملك فاروق عن حكم مصر لثورة 23 يوليو المجيدة وبعد ثلاث أيام من الثورة التى لعبت دورًا جوهريًا فى حياة المصريين، كما كانت ملهمة لشعوب أخرى فى المنطقة والعالم، كان هذا اليوم أيضا شاهدًا على وطنية وجدعنة المصريين فى 2013، كان النهار يمتاز بالحرارة المرتفعة فى الطقس والصيام، حيث كنا فى شهر رمضان.. ومع ذلك نزل أكثر من 20 مليون مصرى يطالبون المشير عبد الفتاح السيسى فى ذلك الوقت بالتصدى للإرهاب...

كانت الحشود تفوض المشير السيسى لمكافحة الإرهاب وتتمنى أن تفوضه للنهوض بمصر من عثرتها، وبناء المستقبل، لكن الفترة الانتقالية وبيان 3 يوليو كانا يجعلان هذا الطلب داخل نفوسنا وعقولنا وإن أعلن البعض عنه فى صورة حمل صور الرئيس والطلب الصريح بضرورة ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد الفترة الانتقالية، كان هذا اليوم فى 2013 يوما عصيبا ولكنه عندى أنا كان من أسعد الأيام رغم أننى لم أفطر إلا على تمرة وعلبة عصير 200 ملى أخذتهم يومها من رجل فاضل وزوجته فى ميدان التحرير بعد أذان المغرب لهذا اليوم.

الأربعاء: مايو 2014

يوما 26 و27 مايو 2014 كانت أول انتخابات رئاسية تجرى بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، كان المرشحان على المنصب وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسى والقطب الناصرى حمدين صباحى صاحب قرابة الـ 4 ملايين صوت فى انتخابات الرئاسة فى 2012، كانت الانتخابات بيوميها تمثل فرحة للمصريين ما بعدها فرحة لم نذهب للانتخابات لكى ننتخب الرئيس السيسى فقط ولكن لنقول للعالم إحنا المصريين عرفنا نلحق بلدنا قبل الانهيار وعرفنا ننتخب لها ابنا بارا من أبنائها، لديه رؤية كبيرة لنهضة مصر لتصبح فى مصاف الأمم، كانت أياما حافلة بالوطنية والانتماء اجتمع فيها كل المصريين على كلمة واحدة، لن يصلح حال بلدنا ويقيمها من عثرتها إلا هذا الرجل. ولو سألنى شخص أى وقت تحبى أن تتركك آلة الزمن فيه وتمضى إلى حال سبيلها سأقول وأختار عام 2014.

الخميس

تأخذنى آلة الزمن إلى نهاية شهر أكتوبر 2014، حيث دعا رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق نخبة من كبار المستثمرين إلى لقاء بفندق الماسة تمهيدًا لتنظيم مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادى، المناقشة كانت على مربع متسع فى قاعة كبيرة من قاعات الفندق، بحيث يرى كل الموجودين بعضهم البعض وتكون المناقشات والرؤى واضحة وصريحة حول كيفية النهوض من العثرة الاقتصادية التى يعيشها البلد؟ وفوجئنا جميعا بياسر رزق يفسح مكانًا على رأس الجلسة لا ندرى من سيحضر فيه، ثم بعد دقائق من جلوس الجميع فوجئنا بدخول الرئيس السيسى القاعة، ليستمر الحديث من القلب لأكثر من ساعتين مع رحابة صدر وتقبل كل الآراء من الرئيس السيسى.

الجمعة : (14- 23 )

تبدأ الانتخابات الرئاسية غالبا يوم جمعة فى الخارج، فيوم الجمعة هو الويك إند فى الدول العربية ويوما السبت والأحد هما أيام الويك إند فى الدول الأجنبية مما يعطى الفرصة للمصريين العاملين بالخارج أو الزائرين بالإدلاء بأصواتهم فى أيام عطلاتهم الأسبوعية دون عناء، يوم الجمعة عام 2014 فى بداية الانتخابات الرئاسية بالخارج كان يومًا حاشدًا، آلاف المصريين على كل لجنة رغم معاناة البعض منهم فى بعض اللجان، حيث تقع السفارات والقنصليات عادة فى العواصم والمدن المهمة بينما المصريون يسكنون -الحمد لله- كل بقاع الأرض، لكن رغم المعاناة فى الانتقال من بلد إلى بلد والتى تصل فى بعض الدول الى 5 و 6 ساعات من السفر فإن الإقبال كان رائعا ومعبرا عن شعب تعب من الترهل والبطء والفساد فى عهد مبارك، ويأس من التغيير بسبب نظام إرهابى كان يريد العودة بالبلد وأهله إلى عصور الظلام.
يوم الجمعة الماضى وأمس السبت تكررت نفس مشاهد الاحتشاد أمام السفارات والقنصليات المصرية، بدأت فى الكويت والسعودية وامتدت بعد ذلك إلى كل دول العالم من نيوزيلاندا حتى لوس أنجلوس كل حسب التوقيت لديه.

السبت 2ديسمبر 2023 :

أسأل آلة الزمن عن وجه التشابه بين الزمنين فلابد أن أنحى مشاعرى جانبا وأكون محايدة، أستطيع أن أصل مع القارئ إلى مقارنة يليها قرار، فتقول لى ..

لا تنظرى فقط إلى حجم المشروعات التى تم إنجازها ولا إلى البنية التحتية التى كانت محطمة فى أعقاب عامين ونصف من الفوضى (من يناير 2011 حتى يونيو 2013)، ولا نسبة البطالة التى انخفضت إلى 7 % وكانت 14%، ولا إلى الأسعار التى ترتفع فى كل دول العالم وليس مصر فقط، ولا حتى لجهود ورؤية الرئيس فى ضبط الأسواق والأسعار...، وعندما أقول أنت ماسبتيش حاجة ياست أنت يا آلة الزمن أمال المفروض أبص لإيه وأحكم على أساس إيه؟ إذا كان كل الحاجات المهمة والجيدة مش حبص عليها إزاى أحكم وأختار مين فى الانتخابات الرئاسية وليه... إدينى عقلك يا مؤمنة؟ فترد على تساؤلاتى آلة الزمن بكل كبرياء: أنظرى إلى إرادة المصريين..

الشعب المصرى لم يكن قبل 2013 يملك إرادته ولكنه الآن يملك إرادته، الشعب المصرى الذى نزل عن بكرة أبيه فى 30 يونيو 2013، ثم فى 2023 وقف لأول مرة فى تاريخه مقاطعا المنتجات التى تدعم الصهيونية، ومؤيدا للرئيس السيسى فى رفض التهجير وسيادة مصر على كل حبة رمل مصرى، وأيضا مطالبا مع الرئيس السيسى بحل عادل للقضية الفلسطينية، لا يمكن يضحك أو يتسرق مرة تانية.

هنا أدركت الصباح وسكت عن الكلام المباح... وقلت لآلة الزمن أرجوكى يا حلوة نزلينى هنا.. أنا كده كده عارفة حنتخب مين، حنتخب من لم يهب الموت وكان اسمه أول اسم فى قوائم اغتيال الجماعة الإرهابية من أجل بلده، حنتخب اللى بيبنى مصر، حنتخب الرجل الذى وقف أمام العالم متحديا وقال لا تهجير إلى مصر، حنتخب المشير عبد الفتاح السيسى بنفس القناعة التى انتخبته بها فى 2014.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة