عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: أيام بطعم الوطن!

عصام السباعي

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2023 - 08:59 م

رغم كل التحديات التى نعيشها من أجل تنمية الوطن، وكل الخطوط الملتهبة على حدوده، وكما هى عادة المصريين، فقد واجهوها بعزمهم الذى لا يلين وإرادتهم الصلبة التى تلَّين ما لا يلين، ورسموا من كل تلك التحديات أملاً، يصنع الفجر الجديد الذى نطمع أن يشرق على كل المصريين فى جمهوريتهم الجديدة، والعمل على تحقيق كل أهدافها التى تنهض بمصر فى كل مجالات الحياة، أتحدث عن انتخابات الرئاسة المصرية، التى انطلقت فى 137 لجنة احتضنتها 121 دولة فى جميع أنحاء المعمورة، وشهد العالم صورة جميلة ولشدة جمالها وصدقها، نقلت رسالة مصر كل العالم، بأن كل المصريين على وفاق وطني، وفى رباط مقدس حتى تتحقق خطط تنمية الوطن والمواطن، وزيادة معدلات رفاهية المواطن وجودة الحياة فى المجالات المختلفة، وبالشكل والمستوى الذى يستحقه المواطن المصري العظيم.

انتخابات المصريين فى الخارج كانت مقدمة أكثر من رائعة للملحمة الكبرى المرتقبة، التى سيتوجه فيها يوم الأحد القادم، وعلى مدار ثلاثة أيام، مئات الألوف من المصريين فى الداخل بكل ربوع الوطن، لاختيار من يرونه من بين أربعة مرشحين للرئاسة، لتحمل شرف مسئولية قيادة مصر فى المرحلة القادمة، كان المشهد بديعا فى انتخابات المصريين فى الخارج، وأكثر ما لفت الأنظار، هو علم مصر الذى طغى على كل الصور، وكان هو سيد المشاهد، وتلك السعادة البادية على الوجوه بهذه المشاركة، وكذلك الوجود الملحوظ للشباب وكبار السن، فضلاً عن الحضور المعتاد للمرأة المصرية التى تصدرت اللجان كعادتها، وأخيراً ما ظهر لنا من أن أيام الانتخابات تحولت إلى يوم للأسرة المصرية، كان لأطفالنا وجود، وفى أيديهم علم مصر، فى إشارة ملحوظة إلى حرص المصريين على تعليم الأجيال الجديدة حب الوطن الأم، وتعزيز روابط انتمائهم له، والتواصل معه، والعطاء له، وإذا طالعنا المشهد كله، سيبدو لنا بوضوح حجم التوافق الوطنى على تعزيز الديمقراطية، من خلال تطبيق آليات التداول السلمى للسلطة بلا معوقات أو قيود وباحترام كامل لإرادة كل الناخبين على اختلاف توجهاتهم، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح فى تصريحات حملات المرشحين المتنافسين على الرئاسة.

ويبقى الرهان على وعى المصريين الذى قاد بوصلة العمل الوطنى على مدار تاريخ مصر القديم والوسيط والحديث والمعاصر، والذى عشناه فى ثورة إنقاذ الدولة فى 30 يونيو، والقضاء على الإرهاب ومعارك التنمية والقضاء على العشوائيات، من أجل تحقيق أهداف أجندة التنمية، والمضى قدما على طريق إنشاء الجمهورية الجديدة، والأهم مواجهة التحديات الداخلية، وهى المهمة الصعبة لكنها ليست بالمستحيلة وقطعنا فيها شوطا طويلا، وخاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية فى كل القطاعات، بحيث أصبح الاقتصاد المصرى جاهزاً للانطلاق، فضلاً عن تفويض رئيس مصر المنتظر، وتعزيز موقف الدولة المصرية فى معالجة كل التحديات الخارجية التى تهدد الأمن القومى ومجالاته الحيوية فى كل الأنحاء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهى مهمة تتطلب وجود قائد بمواصفات محددة، وشخصية حكيمة قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة فى التوقيت المناسب وقيادة الشعب المصرى إلى الأمام وبكل أمان.

أدعو الجميع إلى النزول والمشاركة فى تلك المهمة الوطنية، وثق أن نزولك مهم وضروى ومؤثر، من أجل مستقبل أفضل لبلدنا ولأولادنا، ودعم الخطوات الثابتة نحو غد أفضل فى كل شيء، ومنح قدرة أكبر لمصر فى موازين القوى فى المنطقة، ويا كل مصرى تأكد تماماً أن صوتك مؤثر أكثر مما تتخيل لأن له قيمة واحتراماً بلا حدود، ولك أن توجهه كيفما شئت بلا قيود، اليوم يومك فلا تجعله يفوتك.. اليوم يوم مصر، فليكن يوماً يليق بها.
ودوماً ودائماً وأبداً.. تحيا مصر. 

◄ بوكس

الدولة كائن حي، نظرية في الجيوبولتيكس، تعلمناها من راتزل وهاوس هوفر، لها دورة حياة، تكبر وتنمو، وتشيخ وتموت، وقد تسقط وهي شابة، وهكذا حال الدول،كما قال ابن خلدون، وعمر الدول مثل البشر «لحظة»، فهل حانت لحظة ذلك الكيان؟..
قولوا آمين !


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة