صورة موضوعية
صورة موضوعية


أبهروا العالم بالخارج.. وسيخرجون بالملايين فى الداخل

رسائل المصريين من المشاركة بالانتخابات الرئاسية

ياسمين عبدالحميد

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 - 07:12 م

كعادتهم دائمًا فى المواقف الوطنية، أبهر ملايين المصريين بالخارج العالم بعد أن خرجوا فى 121 دولة حول العالم، للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية 2024، داخل مقار اللجان فى السفارات والقنصليات المصرية بالبلدان المُقيمين فيها أو القريبة منهم، على مدار ثلاثة أيام كاملة، بينما يستعد ملايين المصريين بالداخل للاحتشاد أمام صناديق الاقتراع أيام «10 ـ 11 ـ 12 ديسمبر» للمشاركة بالانتخابات فى الداخل.

رسائل عديدة، وجهها المصريون عبر مشاركتهم الفعالة والقوية فى الانتخابات الرئاسية 2024، أبرزها التأكيد على التزامهم بواجبهم الوطنى، وتمسكهم بحقهم الدستورى فى الاستحقاق الذى يكفله لهم الدستور والقانون سواء بالداخل أو بالخارج، فوفقًا للدكتور عبد المنعم السيد، مُدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فإن قانون تنظيم مُباشرة الحقوق السياسية، كفل حق المواطن فى التصويت بالخارج والداخل، والضوابط والقواعد القانونية المُنظمة لذلك، لافتًا إلى أن الانتخاب يُعد أحد مظاهر المُشاركة السياسية بالنظم الديمقراطية، وهو ضرورة حتى نشعر بأن هناك دولة حقيقية ديمقراطية جديدة يراها العالم بشكل مُختلف، وفيها أكبر نسبة مشاركة بين فئات المجتمع، مُضيفًا أن المُشاركة الانتخابية الشعبية تعنى أن المواطنين يدركون أهمية دورهم والتزامهم تجاه العملية الانتخابية، وواجبهم وحقهم فى الوقت نفسه فى التعبير واختيار من يرأسهم أو يتولى زمام القيادة لبلادهم خلال الفترة الرئاسية المُقبلة، وأنهم يعرفون كيف يختارون المُرشح صاحب البرنامج الانتخابى الأقوى، والذى يُحدد أولوياته وفقا لطموحاته ورؤيته الخاصة، خصوصًا أن المشاركة الانتخابية تعنى شعور الناخب والمُرشح بالمسئولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن كله. 

◄ دعم الدولة
الرسالة الأخرى، التى يوجهها المصريون للعالم، هى التفافهم حول وطنهم، ودعمهم لحالة استقرار الدولة، التى تُطبق مبادئ الديمقراطية، وتضع البلاد ضمن صفوف الدول الكبرى، مما يُزيد من هيبة الدولة خارجيًا، ويُعزز استقرار الوضع الداخلي والخارجي للوطن، وفقًا للباحث السياسى جمال رائف، والذى يُشير هنا إلى أن المُشاركة الانتخابية الكبيرة تعمل على تعزيز صورة مصر أمام العالم، وتُزيد احترام العالم لنا، وتُغلق الطرق والأبواب أمام المُتآمرين للصيد فى الماء العكر بتشويه صورة الدولة أو منح الدول مُدعية الديمقراطية فرصة وذريعة لمهاجمة مصر، واتهامها بأنها غير ديمقراطية، وتوظيف هذا لخدمة مصالحهم وأجندتهم الخاصة، لافتًا إلى أن الانتخابات الرئاسية تؤكد استكمال الدولة لبنائها السياسى، وتُظهر المناخ الديمقراطى الذى تعيشه مصر حاليًا.

◄ اقرأ أيضًا | «جندي» للمصريين بالخارج| رسمتم صورة مشرّفة في الحشد والإقبال

◄ وعي المُجتمع
اجتماعيًا، ترى الدكتورة إيناس على، أستاذ علم الاجتماع، أن المشاركة الفعالة والكثيفة لجموع المصريين بالانتخابات الرئاسية، لها آثار إيجابية كبيرة ومهمة على مستوى الأفراد، وعلى مستوى المُجتمع، فالمُشاركة تُزيد من الوعى، وترفع الانتماء الوطنى، وتُنمى الشعور بالكرامة والقيمة، كما أن المُشاركة الانتخابية تُزيد وتُعزز من الوحدة الوطنية، والتضامن، والتكافل الاجتماعى، وترفع مستوى الوعى السياسي في المُجتمع ما يؤثر بالإيجاب على الحياة السياسية ككل، والتى تزداد حيويتها، وتُساهم أيضًا فى صلابة الجسد السياسى فى المجتمع.

◄ التحديات القومية
التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، واحدة من الأسباب التى ستدفع الملايين للخروج إلى صناديق الاقتراع بحسب النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والذى يُشير إلى أن مصر تشهد حاليًا تحديات إقليمية ودولية كبيرة، ومن أجل التغلب على هذه التحديات، يجب أن يكون هناك استقرار سياسى واقتصادى قوى، لافتًا إلى أن المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية تُعزز هذا الاستقرار من خلال تعزيز الشرعية والقدرة على اتخاذ القرارات السياسية المناسبة، وبالتالى يتم تعزيز الثقة فى الحكومة والاقتصاد، وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية، لافتًا إلى أن مصر واحدة من الدول الرائدة بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، ولها تأثير كبير على القرارات الدولية، والمشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية تمنح المصريين الفرصة لتحديد ممثلهم السياسى الذى يُمكنه التأثير على القرارات الدولية التى تؤثر فى مصر والمنطقة بشكل عام، وبالتالى يتم تعزيز الصوت المصرى، وتعزيز الدور الإقليمى والدولى للبلاد، مُشددًا على أن المُشاركة السياسية فى الانتخابات ذات أهمية كبيرة فى ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، فهى تعزز الشفافية والشرعية السياسية، وتعزز الاستقرار السياسى والاقتصادى، وتؤثر على القرارات الدولية، وتعزز الاستقلالية وحقوق الإنسان.

◄ الموقف من غزة
يُراهن خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي، على وعى الشعب المصرى بأولوياته فى المرحلة الراهنة، فرغم ما يعانيه من مُشكلات اقتصادية، إلا أنه يُدرك أن أمنه القومى المصرى أهم القضايا له وسط التحديات العالمية والاضطرابات الإقليمية، ومنها أزمة غزة مما جعل المواطن يشعر بالخطر وأهمية الحفاظ على أمنه القومى، مؤكدًا دور مصر الإقليمى والعالمى مما يجعل الانتخابات الرئاسية المصرية ذات بعد إقليمى وعالمى، مُضيفًا أن التصويت فى الانتخابات الرئاسية المصرية هو تصويت على موقف مصر مما يحدث فى غزة، وتصويت على رفض التهجير والدفاع عن القضية الفلسطينية، مُتابعًا أن غزة قضية أمن قومى مصرى، والأهم من ذلك، أن مصر اتخذت موقفًا واضحًا من عملية التهجير، مُشددًا على أن الدولة المصرية ستستمر فى هذا الموقف، وأن الدولة المصرية اتخذت موقفًا واضحًا جدًا من إبقاء الفلسطينيين فى أرضهم حفاظًا على القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر لعبت أدوارًا مُتعددة لوقف الحرب على قطاع غزة، وهناك ثقة كبيرة فى مصر قيادة وحكومة وشعبًا، إذ تحركت منذ اللحظة الأولى من أجل إحلال السلام وتصحيح المسار، وخروج المصريين أمام مقار اللجان للمشاركة بالانتخابات هو تأكيد على اصطفافهم خلف قيادتهم السياسية ودولتهم، التى قدمت أدوارا مُتعددة لحل الأزمة، بداية من إيصال المُساعدات للأشقاء، والتحرك لمنع توسيع دائرة الحرب، وحشد المجتمع الدولى منذ اللحظة الأولى، وتنسيق الجهود للوصول إلى حل لهذه الأزمة، وأدت جهودها بعدة ثمار أهمها كان الوصول إلى الهدنة وتنفيذها، والأمور تسير الآن نحو نقطة الوقف المُستمر لإطلاق النار، داعيًا جموع المصريين بتوجيه رسالة إلى العالم من خلال المشاركة بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، للتأكيد على دعم القيادة السياسية فى موقفها الرافض للتهجير ودعم الشعب الفلسطينى بكل الوسائل المُمكنة، مؤكدًا أن المشاركة الواسعة تمثل تفويض للقيادة السياسية لاتخاذ ما يراه مُناسبًا من إجراءات لمواجهة مُخطط التهجير القسرى للفلسطينيين.

◄ مستقبل الشعب
الانتخابات الرئاسية، فرصة للشعب المصرى لتحديد مُستقبله السياسى، وإظهار مدى تأثيره على القرارات الحكومية والسياسية، التى تؤثر فى حياة المواطنين اليومية، فعندما يشارك المواطنون فى الاقتراع، يتمكنون من اختيار المُرشح الذى يعتقدون أنه يمثل مصلحتهم بشكل أفضل، ويملك القدرة على تنفيذ الخطط والبرامج التى تُلبى احتياجاتهم، مما يُعزز الشفافية والشرعية السياسية من خلال إرادة الشعب المُعبر عنها بشكل حر وديمقراطى، هذا ما يؤكده النائب محمد الرشيدى، عضو مجلس الشيوخ، ويُشير إلى أن الانتخابات مسئولية كبيرة تقع على عاتق الجميع، وتستوجب الاصطفاف والمشاركة الإيجابية، موضحًا أن المُشاركة الإيجابية فى سباق الانتخابات الرئاسية تعنى المُضى قدمًا نحو مراحل التطور الديمقراطي، وممارسة الشعب واجبه الوطنى وحقه فى صناعة مُستقبل الوطن، وإرساء قواعد الاستقرار والأمن والتنمية وبناء مصر الحديثة، كما أنها تقطع الطريق على أصحاب دعوات المقاطعة الفاشلة التى تستهدف زعزعة ثقة المصريين فى أداء الدولة وأجهزتها، لإثارة القلق والفوضى، وهز قواعد الاستقرار بمصر، من خلال نشر الشائعات والأكاذيب والادعاءات المُضللة من خلال أبواق جماعات الشر، وتهديد مناخ الديمقراطية والشفافية والنزاهة، مُشددًا على أنه من خلال المُشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية، يُمكن للمواطنين أن يعبروا عن آرائهم ومواقفهم ويدافعوا عن حقوقهم وحرياتهم فالمشاركة السياسية تُعزز الاستقلالية وتعطى الفرصة للمواطنين للمطالبة بالتغيير والإصلاح، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومن ثم تعزيز الديمقراطية وتحسين جودة الحياة فى مصر.

◄ البناء والتنمية
أخيرًا، فإن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن فى استكمال مسيرة التنمية وبناء الدولة المصرية خاصة أنه تم قطع أشواط كبيرة فى هذا الأمر خلال السنوات الماضية؛ ما يجعلنا نستكمل استراتيجية الجمهورية الجديدة التى بدأنا فى تنفيذها لبناء الدولة والإنسان معًا، وفقًا للدكتورة وئام عثمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، والتى ترى أن خروج الملايين من المصريين صوب صناديق الاقتراع هو بداية إعلان استكمال مشوار العملية التنموية، مشيرةً إلى أن هذا اليوم هو عُرس لمصر كلها، لافتة إلى أن العملية الانتخابية ستكون رسالة قوية عن التفاف الشعب المصرى حول النظام السياسى المصرى لاستكمال مسيرة الاستقرار والأمن والتنمية، دعمًا لبناء الدولة المصرية القوية، فى ظل التحديات التى تشهدها المنطقة بأسرها، وأوضحت أن الإرادة الشعبية جزءً رئيسًا من قوى الدولة الشاملة، وتُسهم بفاعلية فى استكمال المنظومة التنموية، التى انطلقت قبل 10 سنوات، وشهدت إقامة مئات المشروعات القومية العملاقة فى مختلف المجالات بشتى المحافظات، والتى نسعى جميعًا لحصد ثمارها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة