عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

استهلاك وقت !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 07 ديسمبر 2023 - 07:23 م

بدلا من أن يذهب المسئولون الأمريكيون إلى إسرائيل ليطلبوا منها وقف الحرب فإنهم يتحدثون مع حكومتها عن مستقبل غزة ومن يحكمها بعد الحرب، وكأنهم يمارسون لعبة استهلاك الوقت، خاصة بعد أن خفت الحديث عن مزيد من الهدن الإنسانية مجددا ..

فإن إسرائيل رفضت الطلب الأمريكى بإنهاء عملياتها العسكرية ووقف القتال قبل أعياد الكريسماس، والإدارة الأمريكيةَ لم تُمارس ضغوطا عليها لتلزمها بذلك هى قادرة عليه بحكم أنها تقدم لها المال والسلاح والدعم السياسى فى حربها هذه، وقبلت أن تساومها إسرائيل لتظفر بوقت أطول للحرب لا يقل عن شهر جديد لتتم عملية الاقتحام البرى لخان يونس التى تعتبرها المقر العسكرى الرئيسى لحماس ..

ولمواجهة الضغوط العربية لوقف دائم للقتال وجد الأمريكان فى الانشغال بأمر مستقبل غزة استهلاكا مناسبا للوقت المتبقى للحرب الذى يحتاجه الإسرائيليون. 

ويعزز هذا الاستنتاج أن الإدارة الأمريكية ذاتها لم تستقر على ما تراه مناسبا لمستقبل غزة .. فهناك داخلها من يرى ان الخيار المتاح هو تولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد دعم قدراتها الأمنية لتقدر على القيام بذلك، وهناك من يرى أن يتولى إدارة القطاع سلطة فلسطينية أخرى مجددة كما وصفوها، أى بشخصيات جديدة غير الشخصيات الحالية التى يتصدرها الرئيس الفلسطيني الحالى أبو مازن. 
كما أن الامريكان يعرفون أن الإسرائيليين يرفضون تولى السلطة الفلسطينية، حالية أو مجددة حكم قطاع غزة، ويخططون كما قال نتانياهو لبقاء قواتهم فيه لفترة لا تقل عن العام بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو أمر سيجعل ذلك الوقف غير فعال، لأنه مادام هناك قوات إسرائيلية فى القطاع فإنها سوف تواجه بمقاومة مسلحة، وهذا ما يدركه الإسرائيليون أنفسهم الذين يعملون الآن كما قال نتانياهو أيضا لاقتحام خان يونس للضغط على حماس للدخول فى مفاوضات جديدة تفضى للإفراج عمن تبقى من الأسرى، وهذا يعنى ضمنا أن حتى الشهر الإضافى للحرب الذى أعلن الإسرائليون أنهم يحتاجونه لا يكفى لتصفية حماس وإزاحتها عن الحكم، وبالتالى يصير الحديث عن مستقبل غزة نوعا من استهلاك الوقت الذى أراده الإسرائيليون لإتمام حربهم التى ينفذون فيها الآن عمليا مؤامراتهم لللتهجير القسرى لأهل غزة من أراضى القطاع، تحت سمع وبصر أمريكا التى أعلنت مشاركتنا رفض التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة