جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

نريدها ملحمة مصرية

جمال حسين

السبت، 09 ديسمبر 2023 - 06:37 م

عندما تُشير عقارب الساعة إلى التاسعة من صباح اليوم، تَفتح اللجان الانتخابيَّة، وعددها ١٠ آلاف و٨٥ لجنة ولمدة ثلاثة أيام، أبوابها؛ لاستقبال ٦٧ مليون ناخبٍ لهم حق التصويت للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسيَّة ٢٠٢٤.. على مدى ثلاثة أيام سيقول الشعب كلمته، ويختار رئيس الجمهوريَّة الذى سيقود مصر خلال الست سنوات المُقبلة.. كل المُؤشرات تُؤكِّد أن الانتخابات ستشهد إقبالًا كبيرًا يتناسب مع حجم التحديات التى تُواجهها مصر والصراعات التى تشهدها المنطقة، خاصةً إذا وضعنا فى الحُسبان تلك المَلحمة التى قدَّمها أبناؤنا بالخارج، منذ أيامٍ قليلة، عندما تدفَّقوا بكثافةٍ على السفارات والقنصليات؛ لانتخاب رئيس الجمهوريَّة، وأدلوا بأصواتهم فى مسيرات حاشدة فى مشاهد أثارت انتباه وإعجاب ١٢١ دولة حول العالم.

نعم؛ الغالبية العظمى من الشعب المصرى ترى أن نتيجة الانتخابات محسومة للرئيس عبد الفتاح السيسى؛ لأنه الأَجدر والأَنسب والأَقدر على قيادة مصر فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها المنطقة من ناحيةٍ، ولأن منافسيه الثلاثة، مع كامل التقدير لهم، لا يحظون بالتأييد الجماهيرى الذى يُمكِّن أحدهم من الوصول إلى سِدة الحُكم، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بكثير، ويُؤكِّدون أن المنافسين الثلاثة «فريد زهران وعبد السند يمامة وحازم عمر» أنفسهم يُدركون تمامًا صعوبة موقفهم، ومقتنعون فى قرارة أنفسهم بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو رجل المرحلة، وهو مُرشَّح الضرورة الذى يجب أن يقود البلاد خلال هذه المرحلة.

..لا يجب أن يركن الناخبون إلى نظرية أن نتيجة الانتخابات محسومة، وأعتبر هذا النَهج مَكمن الخطر؛ لما قد يترتَّب عليه من تواكلٍ وتكاسلٍ وتقاعسٍ عن النزول لممارسة المواطنين حقهم الدستورى، وأداء واجبهم الانتخابى.

لا بد أن نُدرك جميعًا أن المُشاركة بكثافةٍ فى الانتخابات الرئاسيَّة ضرورة حتميَّة فى ظل تحدياتٍ عالميةٍ وأزماتٍ إقليميةٍ.. فالعالم كله ينظر إلى نسبة المُشاركة فى أىِّ انتخاباتٍ رئاسيةٍ ويعتبرها ترمومتر الحياة السياسيَّة السليمة، وميزان قوة أىِّ رئيس.. لا بد أن يرى العالم اصطفافنا خلف رئيسنا، وأن نجعل الانتخابات عُرسًا ديمقراطيًا نُؤكِّد من خلالها على وعى المصريين بطبيعة ما تُواجهه مصر من تحدياتٍ جسام تستوجب أن يكون لرئيس مصر القادم ظهيرًا شعبيًا كبيرًا يمنحه القوة والشجاعة والإقدام؛ ليقود البلاد إلى بَر الأمان فى عَالَمٍ يموج بالصراعات والتحديات.

لا يختلف اثنان فى مصر أو خارجها على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو مُرشَّح الضرورة ورجل المرحلة.. ولا يختلف اثنان على أن شعبية الرئيس ارتفعت إلى ذروتها، خلال الشهرين الماضيين؛ بسبب تداعيات الحرب على غزَّة، وموقفه الرائع فى دعم الأشقاء الفلسطينيين، ولأنه أفسد صفقة القرن التى اتفقت عليها الدول الكبرى لتصفية القضية الفلسطينيَّة.. ولأنه وضع الخطوط الحمراء ورفع اللاءات الثلاثة «لا للتهجير ولا للتوطين ولا لتصفية قضية الفلسطينيين».

أيقن المصريون أنه الرجل المُناسب فى التوقيت الصعب الذى تتوافر فيه كل مقومات الجسارة والقوة والقدرة التى تُمكِّنه من اتخاذ القرارات التى تحمى الأمن القومى للبلاد.

يجب أن نُدرك جميعًا أن مشاركتنا فى الانتخابات الرئاسيَّة بإيجابيَّةٍ وكثافةٍ واجبٌ وطنىٌّ والتزامٌ دستورىٌّ وتُعدُّ بمثابة رصاصة فى قلب أعداء الوطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة