الخميس، 14 ديسمبر 2023 - 07:03 م

أهم المؤشرات الأولية لانتخابات الرئاسة هى إقبال الناخبين عليها وارتفاع نسبة المشاركة فيها.. وإذا كان ذلك بعد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات يحتاج لتحليل موضوعى، فإنه يحتاج لأن نشكر الناخبين عليه.. وأرجو ألا يكون الشكر بالكلام فقط، وإن كان رقيقًا وجميلًا يتضمن بالغ الإشادة بهم..

وإنما يكون هذا الشكر عمليا ويترجم فى مواقف وقرارات وسياسات تستهدف كلها تحقيق ما يصبو إليه هؤلاء الناخبون وأولها التحديات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى معيشتهم وأيضًا المضى قدمًا فى استكمال بناء الجمهورية الجديدة وأيضا عقد اجتماعى جديد يحكم حياة المواطنين فى هذه الجمهورية الجديدة يرسخ لحياة سياسية نشطة ومزدهرة تعد صِمَام أمان لنا فى مواجهة التطرّف وتحمينا من عودة التنظيمات المتطرفة وفى مقدمتها جماعة الإخوان إلى المشهد السياسى مجددا الذى سبق أن مكنها من الوصول إلى حكم البلاد من قبل وعانينا الكثير وتحملنا تضحيات ضخمة لنسترد دولتنا الوطنية ونتخلص من الإرهاب الذى واجهناه فى سيناء. 

وحتى نشكر الناخبين عمليا على هذا النحو علينا أن نواجه بقوة وهمة تحديات كبيرة وضخمة داخلية وإقليمية وعالمية بروح تقوم على تعاوننا جميعا وإن اختلفت المشارب والرؤى والمواقف، لأننا جميعا مواطنون تحت مظلة المواطنة التى أقرها  الدستور وجعلها أساس مجتمعنا..

وبالتالى علينا أن نقبل ببعضنا البعض وإن اختلفنا فيما بيننا ما دمنا جميعا لا نتورط فى ممارسة عنف أو نحض على الكراهية وممارساتها.. فنحن لسنا نسخا بشرية متطابقة والله خلقنا متنوعين ومختلفين.. أى أن نعتمد الحوار فيما بيننا نهج حياة.

ولأن التحديات التى تواجهنا كبيرة وضخمة ووجودية الآن لا سبيل أمامنا غير التماسك الوطنى.