السفينة النرويجية التى هاجمها الحوثيون بصاروخ قرب باب المندب
السفينة النرويجية التى هاجمها الحوثيون بصاروخ قرب باب المندب


الهجمات الصاروخية على إسرائيل تعزز مكانة الحوثيين

الأخبار

السبت، 16 ديسمبر 2023 - 07:47 م

منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة، أطلق الحوثيون العديد من التهديدات باستهداف جميع السفن الإسرائيلية أو المتجهة لإسرائيل، أينما وجدت لاسيما فى البحر الأحمر، وكانت الجماعة المدعومة من إيران قد ضربت ناقلة نرويجية، الأسبوع الماضي، وحاول الحوثيون أيضا شن هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار على جنوب إسرائيل، لكن تم إحباطها.

وقال الجيش الأمريكى إن النيران اشتعلت فى ناقلة النفط النرويجية ستريندا بعد إصابتها بصاروخ كروز أطلق من جزء من اليمن تسيطر عليه ميليشيا الحوثي، وبينما لم ترد أنباء عن إصابة أحد، يبدو أن هذه واحدة من أولى الضربات الناجحة على سفينة بعد أسابيع من تهديدات الحوثيين، الذين وعدوا بضرب السفن وإغلاق الممر المائى احتجاجًا على القصف الإسرائيلى لغزة.

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن جماعة «الحوثيين» اليمنية، التى تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل وتهاجم السفن التى تبحر عبر البحر الأحمر، تكتسب شعبية فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتبنى نفوذًا إقليميًا يمكن أن يساعد فى توسيع قوتها فى الداخل.

وأضافت الصحيفة: «فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تركت الحرب فى غزة المواطنين يشعرون بالغضب من إسرائيل والولايات المتحدة- أشاد الناس بالحوثيين باعتبارهم إحدى القوى الإقليمية الوحيدة الراغبة فى التصدى للحرب وتحدى إسرائيل بما هو أكثر من الكلمات القاسية».

كما يسلط الهجوم الضوء على المخاوف من أن الحرب فى غزة، التى دخلت الآن شهرها الثالث، يمكن أن تجتذب جماعات مسلحة أخرى. وفى الأيام الأخيرة، ألمح القادة الإسرائيليون إلى تصعيد الصراع مع ميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، حيث حذر بينى جانتس، عضو مجلس الوزراء الحربى الإسرائيلي، من أن الضربات المكثفة التى تشنها الجماعة عبر الحدود «تتطلب من إسرائيل إزالة مثل هذا التهديد».

وسيطر الحوثيون، وهم مجموعة قبلية منفصلة، على جزء كبير من شمال اليمن منذ اقتحامهم صنعاء عام 2014، وزادت قدراتهم العسكرية تدريجيًا وحققوا فوزًا فعالًا فى الحرب ضد التحالف الذى أمضى سنوات فى محاولة هزيمتهم، والآن بعد أن هدأ القتال الأعنف فى الحرب الأهلية فى اليمن إلى حد كبير، تعمل الجماعة المسلحة بشكل متزايد كحكومة أمر واقع. ووصفوا هجماتهم الأخيرة بأنها حملة تضامن مع 2.2 مليون فلسطينى يعيشون تحت الحصار والقصف الإسرائيلى لغزة، 

وفى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء، وصف إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الحوثيين بأنهم وكلاء لإيران «يمتلكون وعيًا ذاتيًا كأشرار الرسوم المتحركة»، واصفًا هجماتهم بأنها «تهديد واضح ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضًا للسلام والأمن الدوليين».

وكشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأسبوع قبل الماضى أن الولايات المتحدة تسعى إلى حث حلفائها على توسيع عمليات قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية عقب هجمات الحوثيين، لا سيما التى تمر قرب اليمن.

وأشارت الواشنطن بوست إلى أن البيت الأبيض يرى أن الخطوة الأمريكية هذه تعد ردًا طبيعيًا بعد إطلاق جماعة الحوثى اليمنية صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العديد من السفن، واختطافها سفينة خلال الأسابيع الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن «خطة إدارة بايدن تتمثل فى توسيع عمليات (قوة المهام المشتركة 153)»، وهى وحدة عسكرية يتركز عملها على البحر الأحمر وخليج عدن، وتعد جزءًا من القوات البحرية المشتركة، وتضم 39 دولة عضوًا، ومقرها البحرين.

بحسب عدة وسائل إعلام ووزارة الدفاع الأمريكية، هجم الحوثيون فى 3 ديسمبر على سفينتَيْ شحن البضائع، «يونيتى إكسبلورر» و«نمبر 9»، وسفينة الحاويات «آى أو أم صوفى 2»، بالصواريخ والمسيّرات.

«يونيتى إكسبلورر» و«نمبر 9» مملوكتان ومشغّلتان من قبل شركتين بريطانيتين مختلفتين، بينما «صوفى 2» مملوكة ومشغّلة من شركة يابانية.

قد تكون الشركة البريطانية التى تملك «يونيتى إكسبلورر» مملوكة من رجل أعمال إسرائيلي، لكن الأمر ليس واضحا. «يونيتى إكسبلورر» مسجلة فى الباهاماس، فى حين «نمبر 9» و«صوفى 2» مسجلتان فى بنما. السفن الثلاث جميعها سفن تجارية كانت تحمل طواقم مؤلفة من مدنيين من عدة بلدان. لم تكن أى سفينة متوجهة إلى إسرائيل.

وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أيضا أن وسط الهجمات على السفن الثلاث، أسقطت المدمرة «يو إس إس كارني»، الراسية فى البحر الأحمر، مسيّرتين  كانت إحداهما تتجه إلى «المدمرة» مع أن «هدفها المحدد لم يكن واضحا».

وقال نائب أميرال سابق فى البحرية الملكية البريطانية دنكان بوتس، إن 23 ألف سفينة تقريبًا تمر عبر مضيق باب المندب الذى يصل البحر الأحمر بخليج عدن، وهذا يسهل «الاستهداف وخيارات الهجوم».

كما أضاف بوتس، أن «هذه الهجمات تحمل فى طياتها القدرة على أن تصبح تهديدًا اقتصاديًا استراتيجيًا عالميًا أكثر بكثير من مجرد تهديد جيوسياسى إقليمي».

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة