الضحية
الضحية


أطلق عليها الرصاص .. قتلها ابن خالتها بسبب رفضها الارتباط به

أخبار الحوادث

الأحد، 17 ديسمبر 2023 - 01:03 م

محمود‭ ‬صالح‭ ‬ - أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي

غرام وانتقام .. قصة جديدة من قصص جرائم وجنون "من الحب ما قتل"، تتجسد أحداثها هذه المرة في الصعيد الجواني، وتحديدا في محافظة أسوان، بعد أن تخلص شاب من ابنة خالته، لرفضها الارتباط به، فقرر أن يطلق النيران عليها، أثناء جلوسها مع خطيبها ووالدتها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة، في واقعة، أعادت مشاهد لواقعة مقتل "نيرة أشرف"، الفتاة الجامعية التي لقيت مصرعها بطريقة بشعة على يد شاب رفضت الارتباط به.

صبره عبدالناصر،  صاحبة الـ 18 عاما، هي ضحية جديدة من ضحايا الحب، أو بمعنى آخر، الضحية التي ماتت لأنها قالت لا، لأنها رفضت أن تكون خطيبته، فقتلها.

الوقائع التي حدثت مؤخرًا من مقتل الفتيات لأنهن رفضن الارتباط من القتلة، كـ"نيرة أشرف و سلمى بهجت"، ثم آخرهن "نورهان حسين"، والتي قتلها زميلها داخل جامعة القاهرة لرفضها الارتباط منه، ضف إليها واقعة جديدة، تفاصيلها قد لا تختلف كثيرًا، لكن فيها تفصيلة مختلفة تماماً عن ما حدث من قبل.

ابنة خالته

هذه التفصيلة هي أن القاتل هذه المرة لم يكن غريبًا عن ضحيته، بل كان يربطه بها رابط الدم والقرابة، فهي وكما اوضحنا من قبل ابنة خالته، صبرة عبدالناصر، رفضت الارتباط به فهي تراه منذ ان فتحت عيناها مثل أخيها لا أكثر ولا اقل لذا وافقت على الارتباط بآخر، مما دفعه الحقد الأعمى إلى الانتقام، أن يقدم على قتلها بطريقة بشعة.

لو سألت قاتلها عن ما كان يتمناه قبل اقدامه على هذا الفعل المحنون، لقال أنه لا يتمنى سوى رضاها أكثر من أي شخص، لقال بأنه كان يتمنى نظرة من عينيها الجميلتين، لقال بأنه تمنى الموت كثيرا قبل أن يصيبها مكروه، لكن السؤال. ما السبب الذي دفعه أن يذهب من النقيض إلى النقيض؟، من الحب المطلق إلى القتل؟!

إجابة هذا السؤال وضحته تفاصيل هذه الجريمة، والتي كانت فيها "صبرة"، المحور الرئيسي والهام، قلب الدائرة ومركزها والدور الرئيسي، وحولها أدوار كثيرة ثانوية.

غرام

صبرة كانت محط انظار كل الشباب في منطقتها، نظرا لأدبها وجمالها، فضلا عن روحها الحلوة وابتسامتها التي كانت تسيطر على تفاصيل حياتها، فهي فتاة بلغت من الجمال قسطا، ومن الأدب أدبًا جمًا، إلا أنها لم تكن تعلم أنها ستلقى مصيرها بطريقة بشعة، داخل منزلها التي تعيش فيه بمفردها مع والدتها، بعد انفصال والديها، منذ فترة بسبب خلافات زوجية. 

منذ صغرها، كانت صبرة، مقصدا للشباب المقبلين على الزواج، كثيرون تمنوا أن تكون من نصيبهم، ومن بينهم ابن خالتها، الذي تقدم مرات ومرات، لخطبتها، ومع كل رفض، يزداد إصرارًا على أن تكون من نصيبه، لعل وعسى أن يحن قلبها، وتوافق الفتاة ووالدتها على الزواج، ولم يكتف بأن تقدم لها مرة أو مرتين، بل تقدم لها أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يتم رفضه، لأسباب كثيرة، منها أن الفتاة كانت لا تراه سوى انه في مرتبة أخيها، وأنها لم تتقبله كزوج، لكن هذا الرفض المتكرر لم يزد ابن خالتها إلا إصرارًا على الفوز بها، متخذًا مبدأ "محدش هيتجوزها غيري".

في هذه الأثناء، تقدم كثيرون لخطبتها، خاصة عندما بلغت السادسة عشر من عمرها، عندما كانت في الصف الأول الثانوي، ومع كل مرة، كانت الفتاة ترفض، رغبة في أن تكمل تعليمها، المحبة له، فلقد كانت تخطط لذلك، لرسم مستقبل أفضل لها ولأسرتها.

قبل بضعة أشهر، تقدم لخطبتها شاب، وظن الجميع أن الرفض هو نصيبه، ولكن كان النصيب هذه المرة هو المسيطر على تفكيرها، فقد هداها إلى الموافقة على الشاب، وبالفعل تمت خطبتهما.

كان ابن خالتها على علم بفكرة أن "صبرة" لا تريد أن تتزوج قبل أن تتم تعليمها، وكان هذا عزاؤه في الرفض المتكرر له، حيث دأب ان يقول لنفسه بأن الوقت مازال أمامه، وأنه إن رفضته اليوم سوف تقبل به في الغد، لكن كانت المفاجأة والصدمة، عندما وصل له نبأ أنها وافقت على خطبتها من آخر، مما زاد غضبه إلى الحد الذي معه أقدم على هذه الجريمة البشعة.

انتقام

على الناحية الأخرى، ظل الشاب الذي فاز بـ"صبرة"، يدخل ويخرج من منزلها، رسميًا هو خطيبها، وقد وافقت عليه، وهو من ستكون زوجته عاجلاً غير آجل، وفي كل مرة كان الغضب يعصف بابن خالتها، حتى يأس من فكرة أن يتم فسخ هذه الخطبة، فقرر أن ينتقم.

3  أشهر مرت على خطبة صبره من خطيبها، 3 شهور مرت وكأنها أيام ثقال على قلب نجل خالتها، الشيطان وسوس له في الانتقام كثيرا، تارة يدفعه للتخلص من ابنة خالته، وتارة يدفعه للتخلص من خطيبها،  بل راودته فكرة أن يتخلص من خالته نفسها.

حينها كان قد بلغ الغضب منه كل مبلغ، وأصبحت فكرة الانتقام تنتظر فقط ميعاد تنفيذها، وها هو الميعاد يأتيه على طبق من دم حين وصله خبر أن خطيب ابنة خالته في بيتها ويجلس معها.

حينها أمسك بسلاحه، وأخفاه بين طيات ملابسه، وذهب إلى بيت خالته، ودخل دون أن يطرق الباب، فوجد ابنة خالته وخطيبها وبجوارهما خالته، يجلسون ويضحكون، فقرر أن يقلب الضحك بكاءً وصراخًا.

نظرة قد رمقها لابنة خالته، في عمر الوقت أقل من لحظة، لكنها كانت طويلة جدًا عليه، بعدها أخرج السلاح من بين طيات ملابسه، وأطلق النيران عليها، حتى سقطت غارقة في دمائها، ثم فر هاربًا.

ضبط المتهم

في سياق متصل، كانت الجهود الأمنية بمديرية أمن أسوان، قد نجحت في إلقاء القبض على قاتل ابنة خالته، إثر إصابتها بطلق ناري، أثناء جلوسها مع خطيبها بقرية المعمارية بمدينة البصيلية، التابعة لمركز إدفو شمال محافظة أسوان.

وكان اللواء مجدى سالم مدير أمن أسوان، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز إدفو، يفيد بمقتل فتاة أثناء جلوسها مع خطيبها ووالدتها، إثر إصابتها بطلق ناري، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف جهات التحقيق.

بالفحص والتحري، تبين أن المجني عليها تدعي صبره عبدالناصر أحمد، وأنها بالغة من العمر 18 سنة، وأنها قتلت علي يد ابن خالتها لرفضها الارتباط به، وخطبتها لشخص آخر، وذلك أثناء تواجدها مع خطيبها الحالي في المنزل والدتها.

وكثفت الجهات الأمنية بمديرية أمن أسوان بقيادة اللواء أحمد السنباطي مدير إدارة البحث الجنائي جهودها لسرعة إلقاء القبض على قاتل الفتاة العشرينية.

وكانت معلومات سرية وصلت إلى الرائد مصطفى عثمان رئيس مباحث إدفو باختباء القاتل فى منطقة جبلية، تابعة لنطاق مركز إدفو، وعليه، تم تجهيز قوة أمنية مكونة من النقباء أحمد محيي، ومصطفي عادل معاوني مباحث إدفو، وبالفعل نجحت القوة الأمنية في إلقاء القبض على المتهم، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت جهات التحقيق لتباشر تحقيقاتها..

 

إقرأ أيضاً : ضبط سيدتين كونتا تشكيلاً عصابياً لسرقة المشغولات الذهبية بأسوان

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة