ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


يوميات الاخبار

صورة حضارية لشعب عظيم

ممدوح الصغير

الأحد، 17 ديسمبر 2023 - 07:07 م

نحمد الله على مرور الانتخابات الرئاسية فى أفضل صورة، والتى مارس فيها الشعب حقه الديمقراطى بطريقة أبهرت المُتابعين فى دول عظمى تتغنى بالديمقراطية وطُرق تنفيذها.

خلال الأيام الثلاثة التى خصصتها اللجنة العليا للانتخابات موعدًا لتصويت المصريين بالخارج، الصورة نالت إعجاب الجميع بالداخل والخارج، بعد رؤية مشاهد الزحام على مقار الانتخابات فى 121 دولة؛ من بينها دول ذات كثافة عالية من المصريين الذين حوَّلوا أيام الانتخابات لموسم البهجة، إذ بعضهم تحمَّل مشقة السفر حتى يكون له رأى فيمن يحكم مصر خلال السنوات المقبلة، كل شخص وضع صوته فى صناديق الاقتراع حسب قناعاته ومتطلبات حلمه فى الرئيس الفائز بصوته، اختاروا بعقولهم رئيسًا قادرًا على الحفاظ على أحلامهم فى المديين القريب والبعيد.
الصورة فى انتخابات الداخل لم تقل جمالًا عن الخارج، ربما يُضاف محبة الناس لجو الانتخابات وصِدق مشاعرهم، الملايين خرجت فى صورة حضارية مانحةً ثقتها لمن يستحق فى تحمُّل المسئولية الكبرى، ولم يكن خلال أيام الانتخابات أى مظاهر سلبية، وإنما كان توافد الملايين جنوبًا وشمالًا على لجان الانتخابات رسالة للجميع بأن مصر بها شعب عظيم يتفهم معنى كلمة الديمقراطية، فعندما انزوى الملايين خلف ستارة التصويت كان الصوت لضميرهم.
مصر دولة كبيرة ويجب أن ينال ثقة شعبها رئيس قادر على تحمُّل المهمة الثقيلة، نحمد الله على عددنا الكبير، نحن فى مصاف الأمة، وأكبر دولة فى منطقة الشرق الأوسط والأكثر تأثيرًا، ودائمًا نكون كلمة السر فى حل أى أزمة، ففى أزمة غزة كان موقفنا واضحًا من صباح يوم الثامن من أكتوبر، مع انهيار أول مبنى كانت قوافل المساعدات تقف على معبر رفح، نُنقذ ونضمد آلام أشقائنا فى غزة قبل أن نُلقى الاتهامات حول مَنْ المخطئ، تحركنا فى كافة الطرق، اجتماعيًا بتوفير الزاد والماء والدم، ودبلوماسيًا بفتح قنوات اتصال مع الدول الكبرى بضرورة إيجاد حل جذرى للأزمة.
وقد كان للشباب كلمة مؤثِّرة فى الانتخابات، شاركوا بين صفوف الشعب، وتبيَّن للجميع ارتفاع نسبة المشاركة للشباب عن الانتخابات الأربع السابقة، لتحقيق آمالهم وأحلامهم فى السنوات المقبلة، وكانت الصور المفرحة، هى رؤية كبار السن فى محافظات مصر يتقدَّمون الطوابير، خرجوا على صوت ضميرهم، لا مطالب لهم سوى الغد الآمن لأبنائهم وأحفادهم.


حقيقةً تستحق الهيئة الوطنية للانتخابات الشكر على جهودها فى تنظيم العملية الانتخابية على مدار الأيام الثلاثة، فرغم توافد الملايين على الصناديق كانت الأمور منظَّمة بصورة تليق بدولة كبيرة بحجم مصر، أيضًا الشفافية التامة للمراقبين ووسائل الإعلام، كل شىء على الهواء مباشرةً، الشاشات بثَّت صورًا حيَّة من كل ربوع مصر، لم تُخفِ عدسات الكاميرات فاعليات الأيام الثلاثة.


خروج الشعب بكثافة كان ردًا على مَنْ لا يحبنا فى البلاد البعيدة والقريبة، الصورة الحضارية أبهرت الدول التى تتغنى بالديمقراطية، نحو أكثر من 35 مليون ناخبٍ خرجوا خلال ثلاثة أيام وكان لكلٍّ منهم رأيه الذى تكوَّن حسب قناعاته ببرنامج المرشَّح، وعى الشعب بالظروف المُحيطة كان سببًا مباشرًا فى خروج الملايين لتدعيم الثقة بالقيادة السياسية، واليوم تُعلن اللجنة العليا للانتخابات النتيجة النهائية، طبقًا للأرقام المبدئية، وقد عَرف الكل الرابح بثقة الشعب ليستكمل الخطوات التى بدأها منذ عشر سنوات، الاختيار كان من أجل إكمال الحلم وخطط البناء، ومطلوب من الخبراء تحليل الأرقام ولماذا كانت الثقة الكبيرة التى تكشف وعى الشعب بطبيعة الأمور.. حفظ الله مصر وشعبها.


أغرب القضايا
بعد سقوط العمدة قتيلًا أصرت عائلته على الانتقام بقتل عددٍ من شباب القرية المتهمة باغتياله بعدد شعر شاربه، هذه الجريمة ليست من وحى الخيال، لكنها حدثت بالفعل فى أربعينيات القرن الماضى بمحافظة أسيوط،
مشاجرة بين شابين من شباب القرية الآمنة، أحدهما قريب لعمدة القرية، احتمى بالقرابة فتجاوز فى حق آخر وأهانه أمام شباب القرية، أما الأخير فلم يتحمَّل الإهانة وقرَّر الانتقام مهما كلَّفه الأمر، رافضًا الاستجابة لنصائح أبناء عمومته بأن يذهب للعمدة ليأخذ حقه، ولسانه يُردِّد بأن إهانته سوف يدفع ثمنها العمدة نفسه.


فى مساء اليوم التالى خرج إلى نفس البقعة، مُتخفيًا وسط أعواد الذرة، والقرية تعلم أن العمدة يخرج عقب صلاة العشاء فى الليالى القمرية يتجوَّل أراضيه مُمتطيًا حصانه ، بعد فترة من الوقت سمع أصوات أقدام حصان العمدة، وكلما علا الصوت عَرف أن العمدة يقترب منه، وفى لحظة قرَّر أن يضغط على الزناد لتخرج طلقة قاتلة أصابت رأس العمدة الذى مات فى التو واللحظة، وانقلب حال القرية الهادئة، إذ تحوَّلت إلى ساحة للحرب والدسائس.. أقدام رجال الشرطة أكثر من سكان القرية، والقتيل أشهر مَنْ يسكن بالقرية، ومطلوبٌ من المأمور ورجاله سرعة ضبط القاتل.
فى دوار العمدة كان اجتماع مجلس الحرب لكبار العائلة الذين رفضوا التعاون مع الشرطة، ولم يتهموا أيضًا أى فردٍ من شباب العائلة الأخرى، هم يعلمون مَنْ القاتل، ومن العيب أن تثأر الشرطة لهم حسب وجهة نظرهم.. وقد أسفر اجتماع مجلس الحرب على أن يكون الانتقام القاسى من العائلة الأخرى بعدد شعر شارب العمدة القتيل، فوافقت الأغلبية على الاقتراح، بينما قال بعض من رفض القرار إن العمدة –رحمه الله- شنبه غزير، صرخ كبيرهم قائلًا: «العمدة غالى علينا ولازم يكون مرتاح فى قبره».. انصرفت الشرطة من القرية تاركةً مُخبريها لجلب الأخبار ومعرفة ما يُخفيه الناس، وبدأت عائلة العمدة التنفيذ، وفى السبعة أيام الأولى أسقطت 4 من شباب العائلة الأخرى، ومع كل جنازة يبكى الكبير قبل الصغير، فتنة الثأر غزت القرية، ويتواجد المأمور برجاله، لكنه يفشل فى الوصول لإجابة عن هوية القاتل، ولم تتراجع عائلة العمدة ونجحت فى رفع عدد القتلى من العائلة الأخرى لستة من خِيرة شبابها.


عاشت القرية أسابيع الرعب والدمار، فُرض عليها حظر التجوال إجباريًا، وهجر المزارعون أراضيهم خوفًا من أن تُصيبهم رصاصات طائشة، فتدخَّل عُمد القرى المجاورة ونجحوا فى إتمام صلحٍ يحفظ كبرياء كل عائلة، وأن يُطبق القانون أو تتنازل العائلة المُعتدى عليها بقبول الدية إن رغبت، وتم الصلح بتدخُّل الشرطة التى ضغطت على قيادات القرية، ومع تولى عمدة جديد الحكم عاد الهدوء من جديد، وكان يوم إتمام الصلح من أجمل أيام القرية حتى اليوم.
ريا وسكينة
فى 21 ديسمبر عام 1921م نُفِّذ حكم الإعدام فى ريا وسكينة بعد أن قتلتا 17 سيدة خلال عامين فقط، هما أول سيدتين يُنفَّذ فيهما حكم الإعدام فى مصر، وبسبب كثرة تفاصيل جرائمهما اهتمت الأعمال الدرامية بقصتهما، وقدَّمت 12 عملًا فنيًا عنهما.


فى ثمانينيات القرن الماضى، قدَّم المنتج المسرحى سمير خفاجى مسرحية ريا وسكينة، وفى كتابه «أوراق من عمرى» خصَّص ثلاث صفحات روى خلالها قصة إنتاجه للمسرحية وكيف وُلدت الفكرة والاعتراضات الكبيرة بسبب استعانته بشادية لأداء دور ريا، فحسب روايته وُلدت الفكرة خلال سهرة فى منزل شويكار، وكانت سهير البابلى ضمن الحضور، فطالبته شويكار بعمل حاجة مُبهرة بتعبيرها، فنطق لسانه «سوف أنتج ريا وسكينة»، وفى صباح اليوم التالى اتصل ببهجت قمر وطلب منه كتابة فصل من مسرحية ريا وسكينة، وكان سفر سهير البابلى للعراق أول مشكلة أمامه، وخلال وجوده مع حسين كمال قال له إنه سوف يعرض الدور على شادية، فأبدى كمال اندهاشًا، ثم رحَّب جدًا، كما رحَّبت الفنانة شادية، وبعد عِدة أيام اتصلت وقالت لى أعطِ بهجت قمر 100 جنيه لأنه أنهى الفصل الثانى بصورة رائعة، والمائة جنيه فى ذلك الوقت كانت مبلغًا كبيرًا.


أما شويكار فقد اعترضت عندما عَرفت أن شادية سوف تُجسِّد دور ريا، وقالت إنها نجمة سينما لكن لن تتحمَّل أكثر من يومين، ولم تكن مُرحِّبةً بالعمل معها، واتصلت على سهير البابلى بعد عودتها وكان رأيها مثل رأى شويكار، ولكنها قَبلت الدور، وبعد العرض اعترفت بأنها استفادت بالعمل مع شادية، وعقب عرض المسرحية أصبح حمدى أحمد نائبًا بالبرلمان واستمر لفترة، وبسبب خلافه مع شادية تم تغييره وأُسند دوره لأحمد بدير.
المُدهش أن منتج المسرحية اكتشف أن شادية كانت تُوزِّع راتبها شهريًا على العمال، وعندما علمت سهير البابلى بما تفعله شادية قلَّدتها لفترة، وقد استمر عرض المسرحية عِدة سنوات وحقَّقت إيرادات كبيرة.


فتح أبواب الاحتراف
مطلوب من إدارات الأندية فتح أبواب الاحتراف أمام لاعبيها، وعدم المغالاة فى أسعارهم، رغبةً منها فى الاحتفاظ للمشاركة فى البطولات المحلية والأفريقية ،الخاسر من مغالاة الأندية منتخب مصر الذى يُعدُّ الأقل بين الدول المُصنَّفة الخمس أفريقيًا فى أعداد نجومها المحترفين بالملاعب الأوروبية، لدينا 78 لاعبًا فى ملاعب الساحرة المُستديرة فى قارات العالم الست، من بينهم ثلاثة لاعبين فى الدورى الإنجليزى، الثنائى محمد صلاح والننى، وثالثهم سام مرسى، فى حين المغرب لها ما يقرب من 300 لاعب منهم تسعة لاعبين فى الملاعب الإنجليزية و14 لاعبًا فى الدورى الإيطالى، والجزائر بها أكثر من 250 لاعبًا فى دوريات القارات الست من بينهم 40 لاعبًا فى الدوريات الكبرى، المفاجأة أن منتخب موريتانيا الذى يأتى فى التصينف العالمى فى المرتبة 103 يمتلك 52 لاعبًا فى ملاعب الساحرة المستديرة فى أكثر من 18 دولة من بينهم 30 لاعبًا فى الأندية الفرنسية.
فتح باب الاحتراف ضرورة وفائدة للمنتخب والاقتصاد المصرى.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة