طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

وادى المغارة والحمم البركانية

طاهر قابيل

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2023 - 08:45 م

هناك مناطق مهمة تستقبل الطيور المهاجرة والمقيمة، وهى إحدى أهم مكونات التنوع البيولوجى وأكثرها تميزاً، وتمثل مصر المعبر اليابس الوحيد بين ثلاث قارات، لذلك فهى إحدى أهم طرق هجرة الطيور فى العالم، حيث تعبر مئات الملايين من الطيور خلالها كل ربيع وخريف، وتقضى الكثير من الطيور الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر.

مما يجعلها مشتى دولياً مهماً للطيور المائية، ومنها جبل المغارة والقسيمة ووادى جرافى، وأيضاً بحيرات البردويل والزرانيق والملاحة والمرة والمنزلة والبرلس وإدكو ومريوط وقارون وناصر ووادى الريان ووادى النطرون، وجنوب النيل وخزان أسوان، وجزر الغردقة وتيران، ووادى الجمال و كولوان والزبرجد وسيال وروابل ونبق، وجبل علبة ومنطقة أبرق، وسانت كاترين وصحراء القصر، والسويس وجبل الزيت وسهل القاع، ورأس محمد والعين السخنة.

يقع وادى المغارة فى جنوب شبه جزيرة سيناء، على بعد 19 كيلومتراً من خليج السويس، فى منطقة تسمى أبو سويس، ويتخللها غور عميق وجبال الحجر الرملى، والمنطقة غنية بالثروات الطبيعية، منها النحاس والفيروز. وكان أجدادنا قدماء المصريين يرسلون إليها عمال المناجم. وهناك لوحة منقوشة للملوك «زوسر وتيتى وخوفو وسخم خت». ففى شرق منحدرات الجبال، تم الكشف عن بقايا مساكن قديمة كان يعيش فيه عمال المحاجر بالقرب من مداخل المناجم بالجهة الغربية، وهناك نقوشات وألواح ولوحات تعبر عن انتماء العمال للدولة المصرية القديمة، ولا تزال لوحة الملك زوسر موجودة فى الوادى.

ويعتقد العلماء أن المنطقة كانت معروفة منذ عصر ما قبل الاسرات، بعد العثورعلى رسالة من الملك سمر خت من الأسرة الأولى تثبت ارساله بعثة إلى تلك المنطقة، بغرض التبادل التجارى واحضار النحاس والفيروز. وكذلك ارسل الملك سنفرو حملة عسكرية تأديبية ضد السطو والسرقة، وللسيطرة على المنطقة المحيطة لاستغلالها..

وتوجد بالوادى قرية المغارة، بزمام قبيلة الترابين، وتحيطها الجبال من كل جانب، ويقطنها 800 نسمة يعتمدون على رعى الأغنام فى معيشتهم..

ومنذ سنوات أنشئ سد الكرم لحمايتها من السيول وتخزين مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة.

يعتقد الاهالى أن «جبل المغارة» تكون من الحمم البركانية التى تراكمت بمرور الوقت، وتجمعت لتشكله، وتعرض الجبل فيما بعد للتصدعات والتحركات التكتونية، مما أدى إلى تشكل المغارات والممرات والكهوف والتجاويف الطبيعية، نتيجة تأثيرات الماء والرياح والثلوج على مر العصور. وأصبحت موطنًا للعديد من الكائنات الحية، وتختلف خصائصها باختلاف نوع الصخورالتى تشكلها، وتحتوى على أنفاق وغرف، تشكلت بفعل التآكل الكيميائى والرشح المائي، وتتميز سقوفها بتشكيلات صخرية غريبة، وفى بعضها بحيرات صغيرة أو أنهار تجرى فى باطن الأرض، وقد استخدمت الكهوف بصفة عامة على مر العصور كمأوى أو مخبأ أو مسكن للإنسان، وتستخدم حاليا للترفيه والاستكشاف والرحلات البحثية والعلمية.

.. وللحديث بقية..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة